«البشمهندس» سائق تاكسي في كفر الشيخ: حلمي أبقى وزير

لم تمنعه المعوقات المادية من الحديث عن حلمه، ولم تمنعه ظروفه الصعبة من الوصول لإحدى كليات القمة، ولكن هناك أسرة بأكملها تقع مسئوليتها على عاتقه، الأمر الذي جعله يضحي بفترة شبابه بما تحمله من مرح وانطلاق.. عمرو سمير يوسف الطالب بكلية الهندسة بدلًا من مجالسة أقرانه ومسامرتهم ليلا ككل أبناء جيله، اضطر للعمل على تاكسي ليعول أسرته.

قال عمرو سمير موسى، طالب بالصف الأول بكلية الهندسة في كفر الشيخ: أعول أسرتي خلال فترة مرض والدي وحتى بعد وفاته، فأنا أعمل في مهنتين، الأولى في مخزن أدوية من الساعة التاسعة صباحًا وحتى الخامسة عصرًا، وبعد ذلك أعمل سائق تاكسي في فترة الليل، ولكن بعد وفاة والدي بدأت أمى تعمل لتساعدني في مصاريف البيت وإخوتي، وفقدت السند الحقيقي بعد موت والدي.

وتابع عمرو في حديثه لـ«فيتو»: «عملي كسائق تاكسي يرزقني بنحو 30 إلى 40 جنيهًا، بالإضافة إلى أن عملي هذا علمني الكثير، فدائما الزبائن يتحدثون عن أمور كثيرة واستمع إليهم دون أن أتحدث ولكنني فهمت الكثير من الأمور التي تزيد على سني، وأرى أن أغلب ما يعانيه الناس بجميع فئاتهم في تلك الفترة هو الغلاء الموحش في الأسعار، فالجميع يشتكي من هذا الأمر وأنا شخصيًا أعاني منه، فمصاريف منزلنا تصل إلى 3500 جنيه في الشهر الواحد بالرغم من كوننا لا ننفق إلا في الأولويات، وأتمنى أن يكون الاقتصاد أفضل من ذلك لأن الناس تعبانة، وأتمنى أيضًا أن يخلق كل شاب هدفا لنفسه خاصا به يسعى لتحقيقه، وبشكل شخصي لقد وضعت لنفسي منذ أن كنتُ في دبلوم الصنايع هدفًا بالالتحاق بكلية الهندسة وبالفعل اجتهدت ودخلت الهندسة وأحلم أن اصبح مهندسًا تفخر به والدتي وإخوتي.

وعن أغرب المواقف التي تعرض لها حدثنا قائلًا: «أغرب موقف تعرضت له، إن أحد الشباب كان راكب التاكسي ونسى محفظته على الكرسي ونزل، فوجدت فيها 400 جنيه مصري و2 جنيه ذهب وفيزا كارت وبطاقة ورخصة سعودية باسم يوسف مدحت، وتوصلت لمنزله وسلمت المحفظة لوالدته، وكانت في غاية السعادة حتى إنها قررت أن تقف إلى جواري طوال فترة دراستي بكلية الهندسة».

واختتم موسى كلامه: أتمنى أن أصبح وزيرًا لا أعنى وزارة محددة، ولكن أريدها أن تكون سبيلا لي لأرفع عن الناس معاناتهم تجاه مشكلة ما، وأن يكون لي دور في أن يصبح وضع بلادي أفضل بكثير من الآن، أريد أن تمر السنوات سريعًا لأحقق حلمي.