رئيس التحرير
عصام كامل

بالفيديو.. قصة 5 أقباط ساهموا في بناء مسجد بالزيتون.. «تقرير»

فيتو

«إحنا هنا كلنا واحد».. جملة تسمعها مرارًا وتكرارًا بمجرد أن تطأ قدماك شارع سنان بحي الزيتون، فعلى بُعد خطوات قليلة من كل كنيسة بالشارع، يقف سكان الشارع من الأقباط يوزعون العصائر على المارة من المُسلمين، كلما اقترب وقت الإفطار طوال شهر رمضان، حيث ضرب قاطنو الشارع المثال في الوحدة الوطنية، وتجلت المحبة الخالصة بين مسلمي الشارع وأقباطه، كلما اقترب عيد أحدهما، فيحتفل كل منهما بعيد الآخر ويتبادلان التهاني والهدايا.


"مسجد نور الله".. هو بيت العائلة في شارع سنان، بُني بسواعد أهل المنطقة، مسلميها وأقباطها.. بتلك الكلمات، استهل الدكتور أحمد سالم مؤسس المسجد حديثه لـ "فيتو"، قائلا إن المسجد كان عبارة عن زاوية صغيرة، وتم هدم العقار الذي كان متواجد به، وتبرع صاحب العقار بـ60% من مساحة الأرض، وتم بناء المسجد الذي أثبت تلاحم أهل الزيتون، وأنه لافرق بين مسلم ومسيحي، فهو خير دليل على أن هناك تآلفا اجتماعيا بين أهالي الزيتون، وأن الوطن للجميع والدين لله.

وأضاف أن الشعب المصري نسيج واحد، داعيًا من يدعي أن وحدة الشعب مجرد شعارات رنانة، أن يأتي إلى مسجد نور الله؛ ليرى كيف بنى الأقباط مع المسلمين المسجد، حيث الدعم المادي والمعنوي، مشيرا إلى أنهم لم يكتفوا بدعمهم المعنوي، بل شاركوا بأموالهم وسخروا وقتهم، لبناء المسجد، وهم يفعلون ذلك بكل محبة ومن قلوبهم.

«التعصب لا يعرف إلينا طريقًا».. كلمات رددها جرجس مالك عبد النور، القاطن بشارع سنان وأحد المساهمين في بناء المسجد، مؤكدا، أنه منذ أن فُتحت عيناه على الدنيا، وهو يعيش حياته بحي الزيتون مع جيرانه المسلمين، متناسين خانة الديانة، فهم أولاد منطقة واحدة، والعشرة جعلت منهم أشقاء قبل أن يكونوا جيران، قائلا: «إحنا هنا سند بعض، بنحب بعض، وفي الحزن قبل الفرح مع بعض».

لم يُكمل جرجس حديثه حتى قاطعه «عم محمد» - رجل مسن- أخفت التجاعيد ملامح وجهه، وهو يقول: «ده جرجس، هو اللي أنقذني أما وقعت في مكتبي.. هو اللي سندني وجرى بيا وبلغ أهلي ووالدته كلنا بنعتبرها والدتنا»، وبالرغم من أن جرجس صاحب محل بقالة إلا أن لديه سيارة نصف نقل سخرها لخدمة المسجد، تقوم بنقل الأسمنت والطوب الذي تم استخدامه في عملية البناء ونقل أي مستلزمات يحتاجها المسجد أو الجمعية، رافضا أن يتقاضى مليما واحدا.

وفي الوقت الذي تم نقل كافة مستلزمات المسجد بسيارة جرجس، فاجأ عم رأفت عوض صاحب محل أدوات كهربائية إمام المسجد، بتخفيض وصل إلى النصف على ثمن الأجهزة الكهربائية التي تم تجهيز المسجد بها، سواء كانت "مراوح"، "تكييفات"، ضاربا بتعويم الجنيه الذي لعب بأسعار هذه الأجهزة وارتفع بها دون هبوط، عرض الحائط، فالمساجد دور عبادة ومنذ أن كان مسجد "نور الله " زاوية صغيرة، كان عم رأفت يتبارك بوجودها في المنطقة، فهو يرى أن المساجد والكنائس بيوت يذكر فيها اسم الله، تجلب البركة أينما وجدت.

وبعد بوابة مسجد "نور الله" بأمتار قليلة يقع سوبر ماركت "أم النور" لصاحبه أبو كمال مالك العقار المجاور للمسجد، الذي وافق على فتح منافذ تكييفات المسجد أمام الجهة الخلفية لمنزله ومحله، ولم يكتف بهذا فقط، بل قام بالمشاركة في فرش المساجد.

وخلف صورة العذراء وقف عوني عوض فهيم، ذلك العامل البسيط الذي جاء من الصعيد، ليعمل بسوبر ماركت "أم النور"، وقال إن المسجد "ونس" للمنطقة، وأن بيوت العبادة كلها طاهرة، يرفع بها اسم الله، وأن المسلمين والأقباط إخوة.

أما صاحب الصيدلية المواجهة لمسجد نور الله، لم يجد عملا متبقيًا لخدمة المسجد، سوى طباعة إمساكيات رمضان ونتائج العام، على حسب كلام حنا فؤاد _ دكتور بالصيدلية، الذي أكد لنا أن الدكتور مينا صاحب الصيدلية، فور علمه ببناء المسجد تعهد بالمشاركة، من خلال طباعة الإمساكيات والنتائج، مشيرا إلى أن أي بيت عبادة يقوم بتقويم سلوك الأهالي ودعوتهم للسلام ونبذ العنف.
الجريدة الرسمية