رئيس التحرير
عصام كامل

والاحتكار السياسي أخطر!


الاحتكار لا يقتصر على ذلك الاحتكار الاقتصادي الذي نشكو منه بشدة هذه الأيام ويعد هو السبب الأساسي لذلك الانفلات المجنون في الأسعار والالتهاب الحاد في التضخم الذي رفع معدله السنوي إلى ما فوق 30%.


هناك أيضًا الاحتكار الفكرى والثقافى وهناك كذلك الاحتكار السياسي.. الاحتكار الفكرى والثقافى يتمثل في احتكار من يصاب به ويمارسه بأنه يحتكر الحقيقة أو الصواب وحده.. أفكاره وحده هي السليمة والصحيحة وأفكاره غير خاطئة... وأيضًا يحتكر المعلومات الصائبة وحده، أما المعلومات الأخرى التي ليست لديه أو لدى غيره فهي معلومات مغلوطة وغير سليمة.. ولعل المتطرفون دينيًا هم أهل الاحتكار الثقافى والفكرى.. فهم لا يعترفون أو يقبلون بما يقوله غيرهم ويصادرون حق الآخرين في التفكير.

أما الاحتكار السياسي فهو مرض خبيث يصيب بعض من يمارسون العمل السياسي أو يمارسون إدارة وسلطة.. ومن يصيبه هذا المرض من السياسيين يعتقد أنه يحتكر وحده دائمًا الصواب أو الحلول السليمة والصحيحة للمشكلات، بدعوى أن لديه وفي حوزته كل المعلومات التي لا يدري عنها الآخرون شيئًا.. فإذا كان الاحتكار الاقتصادي لعينًا فإن الاحتكار الفكري والثقافي والسياسي أكثر لعنة.
الجريدة الرسمية