رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

محمد الحنفي الحكم الدولي: «جتتنا» نحست من كثرة تعرضنا للشتائم.. واعتدنا عليها

فيتو

  • نجحت في اختبارات التحكيم بالعافية وعمرى ما فكرت أكون حكما
  • عشرة جنيهات أول راتب حصلت عليه من التحكيم وأهديته لخطيبتى
  • دخلت التاريخ كأول حكم يدير مباراة في القسم الأول وأنا درجة ثالثة
  • وجيه أحمد الأب الروحى لى وأعتبره صاحب الفضل عليا بعد ربنا
  • هذه أصعب المباريات التي أدرتها تحكيميا رغم نجاحى فيها
  • هذه حكايتى مع إبراهيم نور الدين وسط 50 ألف مشجع جزائرى
  • عصام عبد الفتاح أكثر واحد في مصر بيشتغل لصالح التحكيم 
  • جهاد جريشة الأفضل محليا وعربيا ومكانه محجوز في مونديال روسيا
  • ليس لى أي صداقات باللاعبين وهاتفى لا يوجد به رقم واحد لأى لاعب من أندية الدوري
  • أنتمي لمدرسة عصام عبد الفتاح في الهدوء


هو أحد أبناء حى شبرا، بدأ حياته لاعبًا لكرة القدم بنادي إسكو ثم انتقل منه إلى الفريق الأول بنادي البلاستيك، ولكنه رحل مبكرا عن الفريق، بعدما صارحه أحد أصدقائه بأنه لاعب محدود الإمكانيات ونصحه بتغيير وجهته لمجال التحكيم الذي يكرهه كثيرًا، فإذا به يعيد اكتشاف نفسه كحكم كرة قدم، وتتحول قصة الكراهية للراية والصفارة إلى ملحمة عشق داخل المستطيل الأخضر، دفعته للتألق والنجومية ليكون في مقدمة الصفوف بين قضاة الملاعب المصرية حتى نال الشارة الدولية موسم 2012، ويصبح أحد فرسان التحكيم المصرى، إنه الحكم الدولى محمد الحنفى حل ضيفا بصالون فيتو حوار ودار معه الحوار التالى..

*في البداية حدثنا عن كيفية انضمامك لمجال التحكيم ؟
نصحنى أحد أصدقائى المقربين وهو حكم درجة أولى حاليًا بالانضمام لمجال التحكيم، بعدما قال لى صراحة "أنت لاعب على قدك وملكش مستقبل كلاعب"، وعلى غير رغبتى تقدمت اختبارات الحكام ونجحت بصعوبة بالغة، وكنت أبلغ من العمر 24 عامًا.

*وما هي أول مباراة أدرتها ؟
رشحنى الحاج ناجى الدمنهورى رئيس منطقة حكام القاهرة وقتها للمشاركة في إدارة ثلاث مباريات في يوم واحد، بدوري منطقة القاهرة للناشئين، وشاركت فيها كحكم مساعد، ومنذ ذلك اليوم بدأت أحب التحكيم وعزمت على التألق وتحقيق نجاحات في هذا المجال.

*وهل بدأت كحامل راية أم حكم ساحة ؟
في البداية بدأت كحامل راية، ثم قررت بعد عامى الأول في الدرجة الثالثة أن أصبح حكم صفارة، على الرغم من أن ذلك كان سيفقدنى العديد من المزايا التي يحصل عليها الحكام المساعدين، واختارنى الكابتن جمال الغندور لإدارة مباراة في القسم الأول موسم 2006 بين الزمالك والشرطة بدور الــ32 بكأس مصر، لأكون أول حكم في تاريخ التحكيم المصري يدير مباراة بالقسم الأول، وهو ما زال حكما درجة ثالثة.

*ومتى انضممت للقائمة الدولية ؟
بعد تألقى في مباراة الزمالك والشرطة، بدأت اللجنة تسند لى المزيد من المباريات في القسمين الثانى والأول، وبدأت أكتسب الثقة وتدرجت في سلك التحكيم حتى انضممت للقائمة الدولية موسم 2012 – 2013.

*من صاحب الفضل عليك في مشوارك التحكيمى ؟
الكابتن وجيه أحمد صاحب فضل كبير على محمد الحنفى بعد ربنا سبحانه وتعالى، وأعتبره الأب الروحى لى، حيث كنت أدير إحدى المباريات بدوري الشركات على ملعب مركز شباب الجزيرة، وكان يشاهد المباراة بالصدفة بعد عودته من المشاركة بكأس العالم 2006، وأعجب جدا بمستواى، ودعمنى بعدها بشكل كبير حتى وصلت إلى ما أنا فيه الآن.

*لو لم تكن حكم كرة قدم ماذا كنت تتمنى أن تكون ؟
كنت أتمنى أن أكون صحفيًا، خاصة أننى أهوى المغامرات ومتابعة الأحداث الميدانية.

*وما هي أصعب مباراة مرت عليك خلال مسيرتك مع التحكيم ؟
لم تكن مباراة صعبة ولكنها كانت مباراة حساسة، وهى مباراة الجونة والشرطة موسم 2014 – 2015 وكان الخاسر فيها يهبط للقسم الثانى، وطلب الجونة وقتها حكام أجانب، إلا أن الكابتن عصام عبدالفتاح تمسك بإسناد المباراة لطاقم مصرى ورشحنى لإدارة المباراة وقدمت أداءً راقيًا نال إشادة الفريقين بعد أن انتهت المباراة بالتعادل، إلى جانب مباراة الزمالك وسموحة بدوري هذا الموسم والتي أعقبت أزمة انسحاب الزمالك أمام المقاصة.

*احكِ لنا عن موقف طريف تعرضت له داخل المستطيل الأخضر ؟
كنت أدير مباراة بين شبيبة القبائل الجزائرى وبطل نيجيريا بدور الـــ32 بدوري أبطال أفريقيا في الجزائر، وانتهت مباراة الذهاب بالتعادل السلبى، والملعب ممتلئ بـــ50 ألف مشجع جزائرى، والشبيبة يحتاج هدفا وحيدا للتأهل، وقبل انتهاء الوقت الأصلى بـــ30 ثانية احتسبت "فاول" للشبيبة على حدود منطقة الجزاء سجل منها الفريق الجزائرى هدف الفوز، وكان إبراهيم نور الدين حكمًا رابعًا معى، فأشرت له باحتساب 4 دقائق وقت بدل ضائع، فإذا به يرد عليا في السماعة "أنا هرفع 3 بس يا حنفى خلينا نخلص من الهم ده"، خاصة أن الملعب أحمر من كثرة الشماريخ، فكان موقفا طريفا من إبراهيم نور الدين أضحك كثيرا كلما تذكرته.

*هل تذكر أول راتب حصلت عليه من عملك كحكم ؟ وماذا فعلت به ؟
أول راتب حصلت عليه في التحكيم كان عشرة جنيهات، بعد إدارتى إحدى مباريات الناشئين بدوري المناطق، وأعطيت الجنيهات العشرة لخطيبتى و"قلت لها خدى دول هاتيلك حاجة حلوة".

*أوصف لنا شعورك عندما تطالك هتافات الجماهير وتجاوزاتهم ؟
للأسف نحن الحكام تعودنا على ذلك ولم نعد نتأثر بسباب الجماهير سواء داخل مصر أو حتى في الخارج، فتركيزنا فقط يكون داخل الملعب، تقدر تقول كده بالبلدى "جتتنا نحست من كثرة الشتائم".

*هل عرض عليك في يوم ما إدارة مباراة معينة واعتذرت عن إدارتها ؟
لم يحدث أن اعتذرت عن إدارة أي مباراة، إلا أنني اعتذرت هذا الموسم عن إدارة مباريات فريق الشرقية، بعدما تعرضت لهجوم غير مبرر من قبل مسئولي النادي في دورة الصعود للممتاز قبل 3 سنوات، ومنذ ذلك الحين وأنا أرفض إدارة أي مباريات لفريق الشرقية.

*من أفضل رئيس للجنة الحكام عاصرته منذ بداية مشوارك مع التحكيم ولماذا ؟
الكابتن عصام عبد الفتاح من أفضل من تولى رئاسة لجنة المسابقات في الفترة الأخيرة، وأسهم بشكل كبير في تطوير التحكيم المصرى وأعاده بقوة للساحة الأفريقية، وساعده على ذلك عضويته في مجلس الجبلاية، وبالمناسبة عصام عبد الفتاح أكثر واحد في مصر بيشتغل لصالح الحكام، فهو يقضى أغلب أوقاته في لجنة الحكام أو معسكراتهم.

*كيف رأيت الهجوم على الحكام في الفترة الماضية ؟
الهجوم على التحكيم في الفترة الماضية، وضعنا كحكام تحت ضغط ذهنى وعصبى كبير، وهو ما أسهم في كثرة الأخطاء خاصة بين الحكام قليلى الخبرة، ورغم اعترافى بوجود الكثير من الأخطاء فإننى أرى أن الهجمة الشرسة ضد الحكام كان مبالغًا فيها، لأننى كما قلت لك أن أخطاء التحكيم جزء من متعة كرة القدم وموجودة في أقوى الدوريات الأوروبية.

*وما أسباب تراجع أداء الحكام في الموسم الأخير من وجهة نظرك ؟
رحيل عصام عبد الفتاح عن لجنة الحكام في الموسم الماضى، أثر بشكل كبير فى مستوى التحكيم، كما أن اختلاف السياسات بين الأشخاص الذين تعاقبوا على رئاسة اللجنة بعد رحيل كابتن عصام كان أحد أسباب تراجع التحكيم.

*هل ترى أن اللوائح الحالية كافية لحماية هيبة الحكام ؟
اللوائح الحالية خففت إلى حد ما من الهجوم على الحكام إلا أنها لم تحميهم بشكل كامل، ولذلك فأنا أطالب بلوائح أكثر قوة لحماية الحكام، لأننى أعتبر الحكم هو العنصر الأهم في منظومة كرة القدم، فمباريات كرة القدم لا يمكن أن تلعب في غياب الحكم.

*كيف رأيت خطأ جهاد جريشة في مباراة الزمالك والمقاصة الشهيرة ؟
خطأ بشرى يحدث كل يوم في جميع دوريات العالم، ولكن ما أثق فيه تمامًا أن جهاد لو رأى الخطأ لاحتسبه على الفور.

*هل تحدثت مع جهاد جريشة بعدها وماذا دار بينكما ؟
نعم تحدثت إليه، وقمت بالشد من أزره ومواساته، ولكن لم أتطرق للخطأ الذي وقع فيه على الإطلاق وطالبته بالتماسك، ونسيان الأمر سريعا حتى لا يؤثر فى مشواره الناجح نحو المونديال.

*وكيف ترى فرص جهاد جريشة في المشاركة بمونديال روسيا 2018 ؟
أعتقد أن جهاد جريشة وضع قدمه الأول بالفعل في مونديال روسيا، وأتوقع له نجاحًا كبيرا في المونديال ليسير على خطى جمال الغندور وعصام عبد الفتاح ووجيه أحمد.

*هل ترى أن حكم الكرة في مصر واخد حقه ؟
للأسف، على الرغم من زيادة البدلات في عهد مجلس جمال علام فإنه نظرًا لغلاء المعيشة فأنا أرى أن الحكم ما زال يحتاج للمزيد من المال، خاصة أننا نقوم بالصرف على أنفسنا للحفاظ على فورمتنا الفنية ولياقتنا البدنية، كما أننا نتكفل بعلاجنا من جيوبنا الخاصة في حالة التعرض للإصابة.

*وما هي المطالب التي تحتاجها أنت وزملائك من اتحاد الكرة ؟
نطالب اتحاد الكرة بتوفير المزيد من الحماية للحكام وإعادة النظر في رفع البدلات لتتناسب مع غلاء المعيشة، إلى جانب توفير مراكز طبية لعلاج الحكام ومراكز تأهيل طبى وبدنى.

*كيف ترى غياب الجماهير عن المباريات وهل تؤثر سلبا أم إيجابًا فى أدائك ؟
غياب الجماهير عن الملاعب يشبهني بالطعام العادم بدون ملح ليس له طعم، والحكم مثل اللاعب يجيد أكثر ويتألق في حضور الجماهير، لذا أتمنى عودة الجماهير في أقرب وقت.

*البعض يتهم لجنة الحكام بالمجاملة في اختيار حكام القائمة الدولية.. تعليقك ؟
هذا الكلام ليس له أساس من الصحة، خاصة أن الاتحاد الدولى بات الآن يحدد بنفسه الاختبارات والقياسات البدنية التي يجب أن يتخطاها الحكم كشرط لدخول القائمة الدولية، إلى جانب التقييم الفنى للحكم وهذا المعيار يحكمه إجادة الحكم في إدارة المباريات المحلية والدولية.

*وما هو النادي الذي ترتاح في إدارة مبارياته محليًا ؟
المقاولون العرب من الأندية التي أرحب بإدارة مبارياتها، والسبب في ذلك أن مدرب الفريق محمد عودة لا يتحرك من على الدكة عندما أكون أنا المكلف بإدارة مباريات المقاولون، ربما لأنه يثق في قراراتى أكثر من غيره.

*هل أنت مع أم ضد تحليل أداء الحكام عبر الفضائيات ؟
أنا لست ضد تحليل وتقييم أداء الحكام في في القنوات الفضائية، وأرحب بالنقد أينما كان طالما كان المحلل موضوعيًا في تقييمه وأنتهج النقد البناء، بعيدًا عن التجريح والإساءة إلى الحكام.

*كيف تقيم مستوى التحكيم الأفريقى حاليًا ؟
في ظنى أن التحكيم الأفريقى شهد تطورًا كبيرًا في السنوات الأخيرة، ولم نعد نشهد الكوارث التي كانت تحدث في الماضى، وأصبحت القارة الأفريقية تضم عددا كبيرا من حكام النخبة الأفريقية.

*هل تربطك صداقة مع أي من لاعبي الدوري الممتاز ؟
على الإطلاق لا توجد لى أي صداقات بلاعبي كرة القدم، وإن كنت أكن لهم جميعا كل الحب والاحترام، وهاتفى المحمول لا يوجد به رقم واحد لأى لاعب من أندية الدوري، وعلاقتى بجميع اللاعبين تكون خلال المباريات فقط وتنقطع بعدها

*من أفضل حكم عربى من وجهة نظرك حاليًا ؟
في رأيي أرى أن جهاد جريشة هو الحكم الأفضل حاليًا على المستويين المحلى والعربى، وأعتبره امتدادًا لنجوم التحكيم العربى جمال الغندور وعصام عبد الفتاح وعلى بوجسيم وجمال الشريف وغيرهم. 

*من مثلك الأعلى محليًا وعالميًا ؟
محليا جمال الغندور وعصام عبد الفتاح، كونهما وصلا لأفضل مستوى تحكيمى مكنهما في المشاركة في المونديال، وعالميا الحكم الإيطالى جودزيللى الذي أدار نهائى كأس العالم الأخيرة في البرازيل، ويعجبنى جدا ذكاءه في الملعب.

*وما الفرق بين الغندور وعصام عبد الفتاح من وجهة نظرك ؟
الغندور يتميز بخفة ورشاقة الأداء الحركى، أما عصام عبد الفتاح فكان يمتاز بالهدوء وعدم الانفعال داخل الملعب، إلى جانب الأداء الفنى العالى للاثنين بالطبع.

*ما هي طموحاتك في مجال التحكيم ؟
أتمنى المشاركة في إدارة مباريات بطولة الأمم الأفريقية للكبار، لأنها خطوة مهمة على طريق حلم المشاركة في تحكيم مباريات المونديال، كما أتمنى أن أحافظ على حب الجماهير واحترامها.

*ما هي الرسالة التي تود أن توجهها من خلال "فيتو" ولمن توجهها ؟
رسالتى لكل عناصر منظومة كرة القدم، سواء اتحاد كرة أو إدارات أندية أو الجماهير المصرية بمختلف انتماءاتها، بتعاون الجميع للارتقاء بمنظومة التحكيم وتطوير أداء الحكام، والاحترام المتبادل بين جميع أطراف المنظومة الكروية، فهو السبيل الوحيد للارتقاء بالكرة المصرية بشكل عام ومنظومة التحكيم بشكل خاص.
Advertisements
الجريدة الرسمية