رئيس التحرير
عصام كامل

جزيرة الوراق.. والغشومية السياسية!


الآن فقط بدأ الاهتمام بالتواصل مع سكان وأهالي جزيرة الوراق، لكى تشرح لهم الأجهزة المعنية أنه لن يتم هدم منزل أو مبنى يشغله أحد، وأن عملية الهدم سوف تقتصر فقط على المنازل والمبانى والمنشآت الخالية من السكان، وحدث ذلك بعد أن تم تأجيل عمليات الهدم والإزالة.. والسؤال لماذا لم يتم ذلك أساسا من قبل أن تفاجئ محافظة الجيزة وقوات الشرطة أهالي الجزيرة قبل أيام بأنها جاءت لهدم بعض المنشآت، وهو ما أدى إلى صدام دموى أسفر عن قتيل وبعض الإصابات، في ظل ترويج شائعات بأنه سوف يتم طرد السكان من منازلهم، استخدمت فيها ميكروفونات أحد المساجد.. لو كان حدث ذلك من قبل لتفادينا كل التداعيات السلبية التي حدثت، ولحرمنا أبواق عديدة من استثمار أحداث جزيرة الوراق سياسيا، ولأجهضنا محاولات قوى وجماعات متطرفة لخداع الناس.. ليس فقط أهل وسكان الجزيرة ولكن أهل مصر كلها..


لكنها الغشومية السياسية التي تمارس بها الأجهزة الإدارية والبيروقراطية عملها، أو بالاصح تنفيذ التعليمات الصادرة لها.. وإذا كنا قد قبلنا أن نتصالح مع ملاك الكافيهات والمقاهى غير المرخصة لتقنين أوضاعهم (المخالفة للقانون).. أليس من الأجدر القبول بتقنين أوضاع سكان لا مأوى لهم سوى منازلهم في تلك الجزيرة، وذلك بعد عزل محترفى الجريمة والمتطرفين، وهو الأمر الذي يقتضى أولا كسب ثقة هؤلاء السكان.. قليل من السياسة يصلح الأمور.
الجريدة الرسمية