رئيس التحرير
عصام كامل

الدوحة تفوقت على تل أبيب!


بين جماعات الإرهاب وتنظيماته خيط جامع واتصال قوي رغم بعد المسافات وتعدد اللغات والأوطان؛ فداعش -مثلًا- يقاتل في صفوفه عناصر يحملون جنسيات مختلفة تصل لأكثر من 80 دولة.. فمن الذي نسج هذه الخيوط وجمع بين هذه العناصر ومَنْ وفر لها الدعم والتمويل والمعلومات.. وإذا صح ما قاله وزير خارجية قطر عن أن بلاده ليست وحدها الراعية للإرهاب فإننا نصبح إزاء خطر عابر للحدود له أهداف معلنة وأخرى خفية..


ثم كيف يكون نظام الدوحة عضوًا في التحالف الدولي لمحاربة داعش ثم يثبت بالدليل القاطع أن قطر أحد الروافد المغذية للإرهاب، والحاضنة لعناصره.. وكيف نصدق أن قمة العشرين التي عقدت في هامبورج بألمانيا منذ أيام جادة في دعوتها لتجفيف منابع الإرهاب ومصادر تمويله بينما غضت الطرف عن الدول الداعمة له، الممولة لتنظيماته، وماذا يمنعها ـ إن كانت بالفعل جادة في مسعاها ـ من اتخاذ إجراءات صارمة ضد الدول المتورطة في دعم الإرهاب..

لماذا لم تتخذ خطوات فعلية على أرض الواقع لفضح هذه الدول، وتوقيع العقوبات الرادعة عليها وفقًا لقواعد القانون الدولي.. ولا سيما وهذه الدول باتت معروفة بالاسم للجميع.. أم أن هناك رغبة دفينة لاستنزاف الدول العربية وضرب استقرارها وإضعافها حتى تصبح لقمة سائغة يسهل التهامها وإخضاعها واستلاب مواردها ومقدراتها.. وإلا ما تجرأت قطر على ارتكاب جرائمها الخسيسة ضد جيرانها وشقيقاتها من أمة العرب، وإصرارها على مواقفها، رافضة مطالب دول المقاطعة الهادفة لوأد الإرهاب واستئصال شأفته..

وهنا يثور سؤال آخر: مَنْ وراء قطر ومن يقوي شأفتها فتزداد إصرارًا على غيها ودعمها للإرهاب.. وما حاجة الغرب إلى خدمات إسرائيل إذا كانت الدوحة قد تفوقت عليها حتى صارت هي الأخرى "مسمار جحا" وخنجرًا مسمومًا في خاصرة أمتها وجيرانها من العرب وأداة لبث الفرقة وشق الصف، وذريعة للتدخل الأجنبي ووسيلة لتوسيع هوة الشقاق العربي، وهو ما يمثل نكبة جديدة ربما تفوق في مداها وخطرها ما أصاب الأمة في غزو الكويت وحرب الخليج وربما ما جرى في نكبة 67؟!
الجريدة الرسمية