ملاعيب ترامب في قطر!
لأول مرة منذ أن بدأت الأزمة القطرية يتحدث الرئيس الأمريكي عن إمكانية أو احتمال نقل القاعدة العسكرية الأمريكية من قطر، وهي القاعدة التي تراها قطر أكبر مظاهر الدعم الأمريكي لها في مواجهة أشقائها العرب.. فها هو الرئيس الأمريكي يطمئن الأمريكيين بأن بلاده إذا اضطرت لنقل هذه القاعدة العسكرية من قطر فإن هناك عشرة دول عربية في المنطقة مستعدة لبناء قاعدة عسكرية بديلة لأمريكا ومجانا!.. وهذا في ذاته أيضا تلويح لقطر بأن واشنطن لا تستبعد اتخاذ قرار مستقبلا بإمكانية نقل قاعدة العيديد إلى بلد آخر ودون أن تتحمل شيئا.
لكن الرئيس ترامب في ذات الوقت طمأن الأمريكيين إلى أن العلاقات طيبة مع قطر التي جدد اتهامه لها بأنها تمول منذ وقت طويل الإرهاب، والتي طالبها بالتوقف عن ذلك.. كما أشار ترامب بعد الإشادة بوزير خارجيته إلى أن الخلاف معه حول الأزمة القطرية هو خلاف في اللهجة والنبرة الصوتية فقط.
وهكذا.. ما زال النهج الأمريكي تجاهنا لم يتغير.. إنه يستفيد من الأزمات في منطقتنا ويستثمرها إلى أقصى حد ممكن، ولذلك لا يهتم بإيجاد حل لها.. حتى أزمة الإرهاب التي طالت العالم كله يتعامل معها الأمريكان بذات المنهج.. يتحدثون عن حرب ضد الإرهاب ويؤسسون تحالفا لمواجهة داعش، ومع ذلك لا يتخذون مواقف جادة ضد ممن يمول ويدعم التنظيمات الإرهابية ويوفر الملاذ الآمن للإرهابيين، بل ويقول ترامب إن العلاقة طيبة مع قطر التي يتهمها بأنها تدعم الإرهاب.
خلاصة القول.. واشنطن سوف تنقل قاعدتها العسكرية من قطر بعد أن تحلبها حتى آخر دولار إذا وجدت أن ذلك يحقق مصلحة لها.. وطوبى لمن يحاربون حقا الإرهاب ويكتوون بناره.
