رئيس التحرير
عصام كامل

صفحة جديدة قوية بين مصر والأرجنتين.. السيسي يبحث تعزيز التعاون بكل المجالات مع جابرييلا ميتشيتي..يدرسان تفعيل اللجنة الاقتصادية والتجارية المشتركة.. والمشروعات القومية ومكافحة الإرهاب على مائدة الحوار

فيتو

ترتبط مصر والأرجنتين بعلاقات دبلوماسية منذ أكثر من 70 عاما بدأت عام 1947،‏ وتم رفع مستوى التمثيل الدبلوماسي إلى درجة سفير عام‏ 1953‏، وتمثل هذه العلاقات التاريخية قاعدة هامة في الارتفاع بمستوى العلاقات الاقتصادية وفتح آفاق ومجالات جديدة للتعاون بين مجتمع رجال الأعمال في البلدين، خاصة أن كلا من مصر والأرجنتين تحتل مركزا إقليميا ودوليا متميزا، وكذلك تمتلك قدرات وطاقات اقتصادية متنوعة، وتتجه إلى زيادة معدلات التنمية وتوسيع مشاركة القطاع الخاص في التنمية الاقتصادية.


مباحثات الاتحادية

وفي إطار العلاقات القوية، عقد الرئيس عبد الفتاح السيسي، اليوم الأحد، بقصر الاتحادية جلسة مباحثات مع جابرييلا ميتشيتي، نائب رئيس جمهورية الأرجنتين، التي تقوم بزيارة رسمية لمصر.

تدشين العلاقات
ورحب الرئيس السيسي بنائب رئيس الأرجنتين، لا سيما أن زيارتها لمصر تتزامن مع مرور 70 عامًا على تدشين العلاقات الدبلوماسية بين البلدين.

النتائج الإيجابية
ولفت الرئيس إلى النتائج الإيجابية للقاء الذي جمعه مع الرئيس الأرجنتيني في سبتمبر 2016 على هامش قمة مجموعة العشرين في الصين، وما شهده من اتفاق على أهمية الارتقاء بالعلاقات الثنائية على مختلف الأصعدة، معربًا عن حرص مصر على تعزيز التعاون بين البلدين في مختلف المجالات.

تصديق البرلمان الأرجنتيني
ورحب الرئيس في هذا الإطار بتصديق البرلمان الأرجنتيني على اتفاقية التجارة الحرة بين مصر وتجمع الميركوسور في شهر مايو الماضي، بما يسهم في قرب دخول الاتفاقية حيز النفاذ ودفع حركة التبادل التجاري بين مصر ودول التجمع، وعلى رأسها الأرجنتين.

تفعيل اللجنة الاقتصادية
وأكد الرئيس، في هذا الصدد أهمية تفعيل اللجنة الاقتصادية والتجارية المشتركة بين البلدين، للتباحث حول مختلف أوجه تعزيز التعاون الاقتصادي بين الجانبين، والعمل على تحقيق التوازن في الميزان التجاري الذي يبلغ نحو 2 مليار دولار.

المشروعات القومية
واستعرض الرئيس المشروعات القومية الجاري تنفيذها والخطوات التي تقوم بها الحكومة لتوفير مناخ جاذب للاستثمار، وكذا إجراءات الإصلاح الاقتصادي التي يتحمل الشعب المصري الأعباء الناتجة عنها بكل شجاعة وصبر، لا سيما أن كل جهود تحقيق التنمية الاقتصادية تتم بالتوازي مع ما تقوم به مصر من جهود من أجل مكافحة الإرهاب.

زيارة مصر
ومن جانبها، أكدت نائب رئيس الأرجنتين خلال اللقاء أن حرصها على زيارة مصر يأتي في ضوء الدور المحوري الذي تقوم به على المستويين الإقليمي والدولي، مؤكدةً رغبة بلادها في تكثيف التعاون مع مصر في مختلف المجالات والارتقاء بأطر التعاون القائمة وتفعيلها بما يسهم في تحقيق نقلة نوعية في العلاقات الثنائية خلال المرحلة المقبلة.

بإجراءات الإصلاح الاقتصادي
وأشادت "جابرييلا ميتشيتي" بإجراءات الإصلاح الاقتصادي التي تقوم بها مصر في الوقت الحالي، مشيرةً إلى أن الأرجنتين كانت لها تجربة مماثلة، وأنها استطاعت خلال السنوات الماضية تحقيق تقدم ملحوظ على صعيد التنمية الشاملة.

فرص التعاون
وأكدت المسئولة الأرجنتينية وجود العديد من فرص التعاون المتاحة بين البلدين في مجالات مختلفة، خاصةً في قطاعات الزراعة والبحوث العلمية والتكنولوجيا والطاقة النظيفة والمتجددة والتعليم والثقافة والرياضة، معربةً عن اتفاقها مع الرئيس حول أهمية عقد اللجنة الاقتصادية والتجارية المشتركة في أقرب فرصة.

اتفاقية التجارة
وأوضحت نائب الرئيس الأرجنتيني، أن دخول اتفاقية التجارة الحرة بين مصر والميركوسور ستفتح آفاقًا جديدة لزيادة التبادل التجاري والتعاون الاقتصادي بين البلدين.

وفدا البلدين
وشهد اللقاء تباحثًا بين وفدي البلدين حول سبل الارتقاء بالتبادل التجاري والتعاون الثنائي، خاصةً في مجالات الزراعة والأمن الغذائي والصناعات الزراعية والغذائية التكميلية.

وأشار الرئيس إلى التعاون الوثيق القائم بين البلدين في مجالات الطاقة والاستخدام السلمي للطاقة النووية، مشيدًا بالتعاون التاريخي والدور الكبير الذي قامت به الأرجنتين في إنشاء مفاعل أنشاص، منوهًا إلى أهمية مواصلة التعاون بين البلدين في هذا المجال.

إطار التعاون الثلاثي
وناقش الجانبان كيفية تعزيز التعاون مع الأرجنتين بأفريقيا في إطار التعاون الثلاثي بالنظر لما تمتلكه البلدان من مقومات في هذا الإطار، وتباحث الجانبان أيضًا حول سبل تطوير التعاون في مجال مكافحة الإرهاب والفكر المتطرف أخذًا في الاعتبار ما أصبح يمثله الإرهاب من تهديد للعالم بأكمله.

قمة مصرية – أرجنتينية بالصين
وفي الرابع من سبتمبر 2016، استقبل الرئيس السيسي بمقر إقامته بمدينة هانجشو الصينية رئيس الأرجنتين ماوريسيو ماكري، وذلك بحضور وفدى البلدين، حيث ضم الجانب المصرى وزراء الخارجية والتجارة والصناعة والمالية.

ورحب الرئيس السيسي بالرئيس الأرجنتيي، معربا عن تطلعه لتعزيز العلاقات متميزة والممتدة التي تجمع بين البلدين في جميع المجالات كما وجه اليه التهنئة لإستضافة الأرجنتين لقمة مجموعة العشرين في عام 2018.

وأكد الرئيس الأرجنتيني على إيلاء بلاده اهتماما كبيرا للارتقاء بعلاقات التعاون مع مصر على جميع الأصعدة، مشيرا إلى قوة ورسوخ أواصر الصداقة التي تجمع بين الدولتين.

واستعرض الرئيس السيسي خلال اللقاء مجمل التطورات التي شهدتها مصر على الساحة الداخلية خلال السنوات الماضية، فضلا عن الجهود التي قامت بها من أجل تدعيم الاستقرار وترسيخ القيم الديمقراطية وإعلاء سيادة القانون ودولة المؤسسات، مؤكدا حرص مصر على تحقيق التنمية الشاملة وتوفير مناخ جاذب للاستثمار.

اتفاقية التجارة
كما أشار الرئيس السيسي إلى تطلع مصر للانتهاء من إجراءات تصديق الأرجنتين على اتفاقية التجارة الحرة مع تجمع الميركسور بالنظر إلى ما سيساهم به ذلك في تعزيز التبادل التجاري بين مصر ودول التجمع وعلى رأسها الأرجنتين.

ومن جانبه، أكد الرئيس ماكري احترام بلاده للإرادة الحرة للشعب المصري وقراراته، مشيرا إلى أهمية العمل على تعزيز التعاون بين البلدين على مختلف الأصعدة، ولاسيما في مجالات الزراعة والاستخدامات السلمية للطاقة النووية وغيرها من المجالات.

الميركسور
كما أكد الرئيس الأرجنتيني على قرب انتهاء بلاده من إجراءات التصديق على اتفاقية التجارة الحرة بين مصر ودول تجمع الميركسور بما يساهم في تعزيز التعاون الاقتصادي بين الدولتين.

وتناول اللقاء سبل الارتقاء بعلاقات التعاون بين البلدين في مختلف المجالات، فضلا عن تعزيز التعاون في مجال مكافحة الإرهاب والتطرف.

كما شهد اللقاء تبادل الرؤى حول عدد من القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك.

وزير خارجية الأرجنتين
كما زار هكتور تيمرمان وزير خارجية الأرجنتين مصر استقبله الرئيس السيسي بمقر رئاسة الجمهورية بمصر الجديدة أشاد تيمرمان بالجهود المصرية للتوصل لوقف إطلاق النار في غزة وإقرار الهدنة.

ولفت إلى أهمية استئناف المفاوضات بين الجانبين وصولا إلى تحقيق التسوية النهائية، مؤكدا إدانة بلاده لكافة أشكال الإرهاب، ومنوها إلى دور مصر المحوري في مكافحة الإرهاب ليس فقط لكونها دولة محورية في منطقة الشرق الأوسط ولكنها أيضا دولة يمتد تأثيرها السياسي والثقافي إلى خارج محيطها الإقليمي.

وأكد السيسي عمق الروابط التاريخية للعلاقات العربية اللاتينية، مشيرا إلى تثمين مصر لموقف الأرجنتين إزاء ثورة الثلاثين من يونيو، مستعرضا إنجازات مصر على صعيد خارطة المستقبل المتمثلة في إقرار الدستور وإجراء الانتخابات الرئاسية.

كما أعرب عن تطلعه للبناء على هذه العلاقات التاريخية واستثمارها لتعزيز كافة مجالات التعاون سواء على الصعيد الاقتصادي، أو في إطار المحافل الدولية، مشيدا بالاستقرار السياسي والتقدم الاقتصادي الذي حققته دول أمريكا اللاتينية.

العلاقات الاقتصادية
وأسهمت زيارة رئيسة الأرجنتين للقاهرة في نوفمبر 2008 على رأس وفد من رجال الأعمال في فتح مزيد من مجالات التعاون الاقتصادى.

كما شجعت الزيارة رجال الأعمال على استكشاف فرص التعاون من واقع أن مصر والأرجنتين لديهما قاعدة متينة للتنسيق والتعاون في القضايا الإقليمية والدولية من خلال عضويتهما في مجموعة الـ20 التي تلعب دورا مؤثرا في الدفاع عن مصالح الدول النامية فيما يتعلق بمفاوضات منظمة التجارة العالمية وكذلك في مجموعة الـ15 النامية، والتي تستهدف زيادة التعاون بين الدول الأعضاء في مجالات التجارة والاستثمار ونقل التكنولوجيا.

التبادل التجاري
وبلغ حجم التبادل التجاري بين مصر والأرجنتين 2.1 مليار دولار في عام‏2008.

وتتمثل أهم الصادرات المصرية للأرجنتين في الحديد والصلب والمواد الكيماوية والأسمدة والأدوية وأهم الواردات في القمح واللحوم والورق‏.

وتعد الأرجنتين ثانى الشركاء التجاريين لمصر في أمريكا الجنوبية بعد البرازيل.‏

العلاقات الثقافية
كما يقدم المركز المصري للزراعة ‏خمس‏ منح سنوية للأرجنتين‏‏ وتقدم وزارة التربية والتعليم والأزهر منحتين سنويا لتعلم اللغة العربية والدراسات الإسلامية ‏.‏

ويوجد مبعوث للأزهر في بيونس إيرس يتولي إمامة المركز الإسلامي‏ وتوفده وزارة الأوقاف إماما للعمل بالمركز الإسلامي في مدينة مندوزا‏, كما وقعت مكتبة الإسكندرية والمكتبة الوطنية في بيونس إيرس اتفاقية تعاون بينهما‏.

كما ساندت الأرجنتين مصر في بناء مفاعل مصر البحثي، والذي تم توقيع عقده في 29 سبتمبر 1992 وافتتح في 4 فبراير 1998‏.
الجريدة الرسمية