رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

الإرهاب.. والأزهر


انتماء بعض الإرهابيين لمؤسسة الأزهر مسئولية المجتمع بأكمله، ومن الظلم الفادح أن نلقي بالتبعة كلها على عاتق المؤسسة الدينية فحسب.. هل كل خريجي الأزهر إرهابيون.. بالطبع لا.. وفي نفس الوقت لا ننكر أن عددًا لا بأس به من الإرهابيين المتعطشين للدماء، وقادة الجماعات المتطرفة تخرجوا في الأزهر.. وأن عددََا من مجرمي الحوادث الإرهابية درسوا بالأزهر، وآخرهم مرتكب حادث الغردقة.


على كل الأحوال انتماء بعض الإرهابيين للأزهر لا يصم المؤسسة، بقدر ما ينم عن مشكلات، وأخطاء في المناهج، وفي العقليات التي تتولى مسئولية التدريس.. وأيضا هناك أخطاء كارثية من معظم مؤسسات الدولة، وقادة الرأي بها، والإعلام، وكبار الموظفين، وغيرهم..

عندما يضيع حق إنسان ضعيف، أو يتعرض شخص بريء لظلم شديد.. يقع الضحية نهبًا لصراع نفسي ربما يسفر عن إعجابه، أو انتمائه لجماعة إرهابية ما، سيما إذا كان واهن الشخصية، ولم يكتسب مقومات الثبات منذ الصغر.

أطفال الشوارع، وضحايا التفكك الأسري، عرضة، هم الآخرون، للانهيار النفسي، نظرا لما يواجهونه من ظلم مجتمعي وإنساني هائل.. وقد يصيرون، بين لحظة وأخرى، من أخطر العناصر الإرهابية.

التقيت بأكثر من شخص يحمل درجة الدكتوراه، وبعضهم يقوم بالتدريس في كليات مدنية، ينتمون، بدرجة ما، إلى فكر الجماعات المتشددة، ويعتبرون أن ما حدث في 30 يونيو انقلابًا وليس ثورة شعب، ويعتبرون مرسي رئيسهم الشرعي، وينظرون إلى "داعش" على أنها أمل الخلافة الإسلامية.. وتلك كارثة، لا أفهم كيف تغفل عنها قيادات جامعة الأزهر!

لعلنا نذكر أن مظاهرات الطلبة، في أعقاب ثورة 30 يونيو، كانت تخرج في أغلب الأحيان من كلية دار العلوم، إثر تحريض من بعض الأساتذة، والذين لم يتم تطهير الكلية منهم حتى الآن!

في الوقت ذاته، ليس من الصواب أن يكتفي الأزهر ومشايخه بترديد أن المناهج التي يدرسها الطلاب تحض على التسامح وحب أصحاب الديانات الأخرى، وقبول إخوة الوطن، لكن المهم هو اقتناع القائمين على التدريس بذلك.

راقبوا الأساتذة والمدرسين يا سادة.. راجعوا ما يقوله هؤلاء عن الدولة والنظام.. ستجدون صفحات التواصل الاجتماعي "فيس بوك وتويتر"، الخاصة بهم مكتظة بالتحريض والانتقادات لكل قرارات الرئيس والحكومة، والحض على العنف، وتبرير العمليات الإرهابية الدموية، والإشادة بالدول المعادية مثل قطر وتركيا.

علينا أن نعترف أن الأئمة والوعاظ يعانون من ضعف علمي، فمعلوماتهم عن التطرف ومبادئ الإرهاب ضحلة، واعتمادهم على المعلومات التي تحت أيديهم فقط لن يجعلهم قادرين على مواجهة الفكر، وهم أبعد ما يكونون عن استخدام التكنولوجيا والثقافة العصرية، لذا كان من المهم ضم المؤسسة الدينية إلى المجلس القومي لمكافحة الإرهاب، الذي يهدف إلى حشد الطاقات المؤسسية والمجتمعية للحد من مسببات الإرهاب ومعالجة آثاره.
Advertisements
الجريدة الرسمية