رئيس التحرير
عصام كامل

فك شفرة «التنافسية الدولية»


كل عام واكتب الكلمات نفسها في هذا التوقيت عندما أرى أن الجميع يصرخ ويهلل هنا وهناك ساخطا لحصول مصر على المركز رقم 144 والأخير فيما يتعلق بجودة الإدارة المدرسية، والمركز 141 في جودة التعليم الأساسي للعام الماضي بحسب تقرير التنافسية العالمية، طبقًا لأحدث تقرير صادر عن التنافسية العالمية (GCI) لعام 2016 ،2017 والذي يصدر سنويًا عن المنتدى الاقتصادي العالمي من إجمالي 140 دولة على مستوى العالم..


رأيت الجميع يصرخ ويهلل هنا وهناك ساخطا على نتيجة التقرير.. فنرى المسئولين تارة يحملون المسئولية للإعلام وتارة يحملون المسئولية لغيره، وتارة وعود بتصريحات لا نعرف متى نجني ثمارها وما نسبة ضمانات نجاحها، ونرى المعلمين غاضبين ونرى الحكومة في تخبط غير مبرر، فضلا عن أن كل وسائل الإعلام وقتها تتناول خبر ترتيب مصر في المنتدى الاقتصادي هنا وهناك وكأن مصر أصابتها كارثة.

ولكن ألم يفكر كل هؤلاء أن يجدوا حلا.. أن يتقدموا بخطة لعلاج تلك الأزمة.. أن يتقدم بمقترح ينقل مصر بقدرة قادر إلى مستويات عليا في جودة التعليم.. رغم أننا نمتلك صرحا إلا وهو (الهيئة القومية لضمان جودة التعليم والاعتماد) والأكاديمية المهنية للمعلمين.. والذي لا يوجد مثلها في الكثير من تلك الدول التي فاقتنا بمراحل.

لو تم تنفيذ تعليمات الرئيس عبد الفتاح السيسي في هذا الصدد (أقصد جودة التعليم) لما وصلنا لما هو عليه الآن من تدني في جودة التعليم.. "المشكلة إذن في عدم تنفيذ تعليمات الرئيس"..

ما أصدره الرئيس من تعليمات لم تر النور، ولم تتابع الحكومة تنفيذها، ومن بينها إشادة الرئيس عبد الفتاح السيسي عن دعمه لمشروع "المدرسة الداعمة"، أحد وأهم مشاريع الخطة الإستراتيجية والذي يهدف إلى اختيار 278 مدرسة تكون رائدة في مجال جودة التعليم لتقوم كل مدرسة من هذه المدارس بتدريب 10 مدارس محيطة بها على معايير الجودة.

وبالفعل تم اختيار مدرسة حاصلة على الجودة والاعتماد من كل إدارة تعليمية بواقع 278 مدرسة على مستوى الـ27 مديرية تعليمية، بحيث تقدم هذه المدرسة الدعم لعدد من المدارس المجاورة بمعدل 5 إلى 10 مدارس، وأن متوسط هذه المدارس التي يتم دعمها لتصل قرابة الـ2000 مدرسة.

كان من الخطط له أن يتم التركيز على هذه المدارس لمدة سنة ثم السنة الثانية كل مدرس تدعم ١٠ مدارس ولمدة سنة ليصبح العدد الكلي ٢٧٨+٢٧٨٠ ثم كل واحدة تدعم ١٠ مدارس ليصبح العدد ٢٧٨٠+٢٧٨٠٠ وهكذا.. مع العلم كل مدرسة جديدة سيطبق عليها النظام قبل أن تبدأ.

وتم الاتفاق مع المركز الثقافي البريطاني على تدريب 770 متدربا بواقع 10 من كل مدرسة داعمة، وذلك على: تنمية القيادة، التعليم التفاعلي، مهارات التواصل والاتصال، وإدارة المهارات الحياتية، لقد تم تأهيل تلك المدارس وتأهيل مبانيها وبدأ التدريب فعلا.. لكن للأسف تأتي الرياح بما لا تشتهي السفن.. توقف كل شيء والتدريب لم يستكمل.

فإهمال الحكومة والوزارة والهيئات المتخصصة التابعة لهما لكل هذا المجهود والمبادرات التي ظلمت حتى في تقييمها هو سبب وقوفنا محلك سر، ونقف موقف المتفرج دائما ولا نفكر حتى أن نخطو خطوة للأمام، لأنه ليس من العدل أن نقيم خطة أو مشروع أو أي برنامج بعد أشهر قليلة من تنفيذه.

يا سادة "المشكلة إذن في عدم تنفيذ تعليمات الرئيس" لأنه بدوره تبنى شخصيا مثل هذه المشروعات واعتمد خطة حقيقية لتطوير العملية التعليمية التي أصبحت في وجهة نظري.. قانونا يجب على الجميع الالتزام به دون أدنى شرط من سيقوم بالتنفيذ.
Tarek_yas64@yahoo.com
الجريدة الرسمية