رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

ما زلنا نتجرع مرارته!


ليس خافيًا على أحد ما أبرمته جماعة الإخوان الإرهابية خلال حكمها من اتفاقات الخيانة للتنازل عن سيناء لإقامة دولة وهمية للفلسطينيين فيها؛ وهي المؤامرة التي فضحها هيو شيلتون رئيس هيئة الأركان المشتركة الأمريكية الأسبق باعتراف خطير مفاده أن بلاده وضعت مؤامرة لزعزعة استقرار مصر ثم جاءت ثورة 30 يونيو لتوقفها وتحافظ على الجيش من التدمير ولو لم تتم الإطاحة بمرسي وجماعته بمساعدة الجيش لتحولت مصر إلى سوريا أخرى، وجرى تدمير جيشها بالكامل.. وهنا يثور سؤال آخر: أليست الاستهانة بمثل هذه المخاطر خيانة للوطن وترابه، وللشعب وثورته؟!


ومن ثم يبدو طبيعيًا في أجواء كهذه القول إن ثورة 30 يونيو لم تكن فحسب لحظة فارقة خارج حدود الزمن، توحدت فيها إرادة الشعب وجيشه ضد حكم الإخوان؛ لكنها أيضًا كشفت بوضوح ومبكرًا عن أبعاد أكثر خطرًا تمثلت في حشود إرهابية جرى توطينها في سيناء وإمدادها بالمال والعتاد والمعلومات والمخابئ الآمنة، وهي حشود زرعها الإسلام السياسي لضمان إحكام قبضته على حكم البلاد وهو الخطر الذي ما زلنا نتجرع مرارته ويدفع ثمنه شهداؤنا الأبرار؛ دفاعًا عن تراب الوطن، الأمر الذي يجعل توسيع دائرة المواجهة مع الإرهاب ضرورة لا غنى عنها، وألا تقتصر فقط على النواحي الأمنية على أهميتها القصوى..

فلا بد أن يتوازى معها وبالقدر ذاته تفعيل محاور أخرى ثقافية وفكرية واجتماعية وسياسية واقتصادية واتخاذ تدابير وإجراءات غير تقليدية تناسب ظروف استثنائية تعيشها مصر ودول المنطقة، ومؤامرات تحيكها دول شقيقة وأجهزة مخابرات أجنبية.. أين المجلس الأعلى لمكافحة الإرهاب ولماذا تأخر تشكيله.. لماذا لا يتم التسريع بإجراءاته حتى يضع كل جهة أمام مسئولياتها لنعلم أيها قصر في حق الوطن، لماذا ترتعش يد الحكومة في التعامل مع محاولات التخريب وإشاعة الفوضى؟! 

أليس ما يفعله الإخوان المدعومون بقطر وتركيا وغيرهما هو الخطر بعينه.. متى يتم الردع ووقف هذا التخريب.. كيف ننتقل للبناء والتعمير وبيننا من يصر على الهدم والتخريب.. كيف نتحدث عن عودة السياحة والاستثمار لسابق معدلاتهما وبيننا من لا يزال يصر على تخريب البلاد وتقسيمها.. هل يمكن لدولة أن تعيش آمنة وهي تحمل على ظهرها حية رقطاء تتحين الفرصة لتنشب مخالبها وتبث سمومها في جسدها؟!
Advertisements
الجريدة الرسمية