«موزار طيف الخيال» فن في ظلام يستحوذ على قلوب محبي الموسيقى

يصنعون من الظلام جمالا لم تعتاده الأنظار، يغيرون المفهوم التقليدي له، فيبعثون الأمل بعروض راقصة تقدم قصصا إنسانية ذات أبعاد مختلفة، ورغم قدم فن «خيال الظل» الذي كانت بداياته في الصين، إلا أن التقنيات الحديثة التي أضيفت له غيرت من شكله ومفهومه، فشهد انتشارا في العالم بأسره، إلى أن وصل العالم العربي لكنه ما زال في مراحله الأولى يتلمس خطواته على سلم الشهرة والنجاح.

وكان برنامج المواهب «arabs got talents» منبرا مهما لظهور الفريق المغربي «موزار طيف الخيال» والذي شارك في الموسم السادس 2017 فحصل على الباز الذّهبي من عضو لجنة التحكيم علي جابر، ونال إشادة كبيرة من الجمهور.

ابن دانيال ملهم الفريق
ويقول قائد فريق «موزار طيف الخيال»، المخرج المسرحي رضوان بوحراث: إنه كون الفريق من 30 عضوا من الفنانين ممن يمتلكون مؤهلات بدنية ومهارات فنية لكنه اختار للمشاركة في البرنامج معه أسامة بوحراث، زكرياء بوحراث، أيمن بوعيشية، أنس الصالحي، يوسف الصالحي، أنس بخات، عبد الإله جبيلوا، محمد الرانكو، محمد رضى العباسي.

ويوضح بوحراث أن اسم الفريق يعود إلى ابن دانيال الذي كان سببا في شهرة هذا الفن في العصر المملوكي في مصر، فاقتبس الفريق منه اسم موزار (طيف الخيال) والتي تعد من أشهر تمثيليات خيال الظل التي برع فيها وكتبها ابن دانيال، مشيرا إلى أن الفن قديما كان يعتمد على ظل الدمى المصنوعة من الجلد، أما في عصرنا الحديث فتغير هذا الفن كليا بظهور تقنيات تكنولوجية حديثة وتطوير الأداء؛ حيث أصبح جسد الممثل هو من يقوم بكل الأدوار بتشكيل المعالم والحيوانات وتركيبها بطريقة رياضية مدروسة وبين هذه الأشكال تدور القصص والأحداث.

أسرار لم تكتشف بعد
ويشير بوحراث إلى أن حداثة التقنية المستعملة في العروض؛ حيث لم تمر عشر سنوات على ظهوره في أمريكا عن طريق إعلان لإحدى شركات السيارات ثم تطور في السنوات الأخيرة لهذا فإن أسراره لم تكتشف ولم تقنن بعد، فمن الصعب أن ينتشر بشكل واسع في عالمنا العربي إلا حال وجود دعم من وزارات الثقافة في البلدان العربية لاستقطاب خبراء يدرسون هذا النوع من الفنون المبهرة والرائعة، لافتا إلى أن الفريق يبذل مجهودات فردية ولاقى صعابا، ويمكنهم الآن تدريس هذا الفن. وما وصلوا له ليس بالسهل كما أن المشاركة في برنامج مواهب لعبت دورا أساسيا في تعرف العالم العربي على الفريق ولولا هذا البرنامج لما تعدت شهرتهم مدينة طنجة.

التساؤل محور العروض
وأوضح بوحراث أن الفريق يركز دائما على التعرض لنقاط الخلل في المجتمع بطرح تساؤلات مثل لماذا وضعنا هكذا؟ كالعرض الأول في arabs got talents ولماذا لا نكون هكذا؟ مثل العرض الثاني، وذلك حتى يؤدي الفريق دورا ملموسا ويساهم في التغيير.

وتابع: "أن ما يحتاجه الفريق حتى يصل إلى الجمهور العادي هو أن نجعل عروضنا تمثل هذا الجمهور وتتطرق إلى موضوعات اجتماعية يعيشها المواطن العربي وأن ننقل له صورة بلاده الحقيقية ويجعله يفتخر بها إلى جانب تركيزنا على مواقع التواصل الاجتماعي والتي أصبحت السوق الأسرع لعرض المنتج الذي نقدمه".

الشراكة مع «خواطر الظلام»
وعن الشراكة مع فريق «خواطر الظلام» السعودية الحاصلة على لقب «abs got talent» الموسم الثانى 2012 قال بوحراث: إن علاقة طويلة تربطه بالمخرج ممدوح خضري قائد الفريق؛ حيث التقاه ثم تطور الأمر بإبرام عقد شراكة، مشيرا إلى أنهما يعملان بنفس التوجه والرؤية ويجتمعان في كثير من النقاط الفنية والأهداف.

ويضيف بوحراث، أن الفريقين اجتمعا تحت مظلة واحدة تحت مسمى «لايتينج دريم» لإبداع فن جديد بالوطن العربي وتبادل العادات بين شمال أفريقيا والخليج عن طريق الفن والمساهمة في الارتقاء بالفنون المسرحية باستعمال التكنولوجيا والترويج لها في مهرجانات عالمية، منوها بأن خواطر الظلام تقدم فن «black light theatre» وفيه شخوص هي من تضيء أما في خيال الظل فالشخوص هي من تحجب الإضاءة لإبراز الظل للمشاهد.