رئيس التحرير
عصام كامل

يعقوب الشاروني رائد أدب الأطفال: الإعلام أصبح في شبه خصام مع أخبار الفعاليات الثقافية

فيتو

  • أطالب بعودة إنتاج وزارة الثقافة السينمائى
  • على الأديب الذي يكتـب للأطفـال أن يتنبـه إلى تأثيـر مشاهـدة أفلام السينما علـى الأجيـال الجديـدة
  • الإقبال على القراءة يزداد في مصر والعالم العربى حتى من يستخدمون الشاشات 
  • تركت هيئة قضايا الدولة لإيمانى وحبى لأدب الطفل 
حمل يعقوب الشارونى عبء تنشأة الأطفال بتقديم ادب خاص لهم ليخرج جيلا من المثقفين الحقيقيين، وجعلها قضيته والهدف الذي سعى إليه على مدار ستين عاما من الكتابة للإطفال، ترك عملة كقاضى بهيئة قضايا الدولة والتحق بوزارة الثقافة من أجل ايمانه بقضية الطفل، على الرغم من حصوله على درجة ماجستير في الاقتصاد الا أنه لم يجد نفسة الا وسط الأطفال وقصصهم وأدبهم الذي اثرى به العالم العربى.

حصد العديد من الجوائز، منها، جائزة " الآفاق الجديدة " من معرض بولونيا الدولي لكتب الأطفال بإيطاليا في عام 2002 وهى جائزة تمنح لكتاب واحد على مستوى قارات آسيا وأمريكا الجنوبية وأفريقيا وأستراليا، وهى واحدة من أهم جائزتين يمنحهما المعرض سنويًّا على مستوى العالم، كما حصل كتابه " ليلة النار " على جائزة أفضل مؤلف للأطفال في العالم من المجلس العالمى لكُتب الأطفال بسويسرا عام 2016، بجانب العديد من الجوائز الأخرى.
يعقوب الشارونى رائد أدب الأطفال في مصر،،رغم خروجه على المعاش منذ سبعة وعشرين عامًا، الا أنه ما زال يعقد ندوته الشهرية بمركز توثيق بحوث أدب الأطفال التابع لدار الكتب المصرية، الأربعاء الثانى من كل شهر، لدعم كتاب ادب الأطفال في مصر.
"فيتو" حاورته حول رؤيته للواقع الثقافى في مصر والعالم العربى، وإلى التفاصيل : 

* ما رأيك في الكتابات الموجهة للأطفال في مصر ؟
خلال العشرين سنة الأخيرة، حصل عدد كبير من الكُتَّاب المصريين على جوائز أدب الأطفال المصرية والعربية والعالمية، وهذا دليل على تميز عدد كبير من كتابات مُبدعى أدب الأطفال المُعاصرين في مصر، وقُدرة أعمالهم على المنافسة والفوز على مؤلفين من بقية أنحاء العالم العربى بل والعالم كله..
لكن يجب أن نذكر أيضًا أننا في مصر والعالم العربى في حاجة شديدة إلى حركة نقدية لتقييم وتقويم أدب الأطفال، ولتسليط الأضواء على الأعمال المتميزة، ولاكتشاف الموهوبين من بين الكُتَّاب الجُدد وتشجيعهم على الارتفاع بمستوى إبداعهم.
كذلك لابد من التوسع فيما يقوم به المركز القومى للترجمة في مصر، من ترجمات لأهم الدراسات النقدية والنظرية في مجال أدب الأطفال، كذلك التوسع في ترجمة روائع أدب الأطفال العالمى، مع إنشاء أقسام لدراسات أدب الأطفال ونقده، ضمن أقسام اللغة العربية في مُختلف كليات الآداب.

* كيف اختلف الطفل في القرن ( 21 ) وعصر التكنولوجيا ؟
الذي اختلف هو العالم المُحيط بالطفل، وبالتالى اختلفت المؤثرات التي تعمل على تشكيل اهتمامات وقُدرات الأطفال، مثلًا إذا كان " كامل كيلانى " قد بدأ كتاباته للأطفال عام 1927، فإنه حتى وفاته في عام 1959، كان تركيزه فيما يكتب على تأكيد القيم الأخلاقية والدينية والتربوية العامة، لكن في المرحلة التالية لكامل كيلانى، وفيما بين 1970 و1980، بدأ أدب الأطفال المصرى يهتم بكثير من القضايا والقيم المهمة جدًّا للتربية والتقدم، مثل الاهتمام بسلامة البيئة، والتنبيه إلى حقوق المرأة، والحرص على حقوق الطفل مثل الحق في التعلم واللعب والحق في إبداء الرأى والحق في بيئة تشجع على الإبداع، وأهمية المشاركة بين المُربى والطفل، وتنمية أساليب التفكير العلمى، وقبول الآخر.
بدأ الاهتمام بموضوعات مثل الفضاء والمستقبل، وبدأت تصدر دوائر المعارف للأطفال، من بينها دوائر تخصصت في موضوع مُعين مثل الحيوانات أو الاكتشافات العلمية أو التعرف على شعوب العالم.
وقد تعاون مع أدب الأطفال برامج التليفزيون التي تهتم بهذه الموضوعات،كما أنه عندما تغيرت أساليب تعامل الكبار مع الأطفال، واعتمدت على المشاركة والتفاعل، فقد أدى هذا لتغيرات كثيرة في شخصيات الأطفال وتعاملهم مع مجتمعاتهم..
كذلك أصبحنا نواجه عصر الصورة، نتيجة انتشار الوسائل المرئية من سينما وتليفزيون وفيديو وأجهزة محمول وألعاب كمبيوتر.
مع ملاحظة آثار السينما وألعاب الفيديو على القارئ الطفل، فعلى الأديب الذي يكتـب للأطفـال أن يتنبـه إلى تأثيـر مشاهـدة أفلام السينما علـى الأجيـال الجديـدة.

* كيف يمكن أن نقنع طفلًا بترك التليفون المحمول، والإمساك بالكتاب؟
الواقع يؤكد إن الإقبال على القراءة يزداد في مصر والعالم العربى، حتى من يستخدمون الشاشات، فعدد كبير منهم لم يكونوا قد اعتادواعلى قراءة أي شىء.
ففى عام 1977 قام فريق من هيئة الكتاب المصرية بنشر دراسة عن كتب الأطفال التي صدرت في مصر منذ عام 1928 إلى 1978، وقد تبين أنه تم إصدار ألف وثمانمائة كتاب في ( 50 ) سنة، أي نحو ( 36 ) كتابا كل عام. أما بعد عام 1980، فقد بدأ " المجلس المصرى لكتب الأطفال " يعمل على تنشيط قراءة الأطفال، من خلال " مهرجان القراءة للجميع " و" مكتبة الأسرة " و" اقرأ لطفلك و" اقرأ مع طفلك "، بجانب إنشاء المكتبات المتنقلة. عندئذ قفز عدد كتب الأطفال الصادرة سنويًّا في مصر إلى ( 700 ) ثم إلى ألف عنوان، فمن ( 36 ) كتابا سنويًّا قبل سنة 1980 إلى ( 700 ) أو ألف كتاب كل عام، وهذا بالنسبة للعالم العربى قفزة كبيرة، لكنه قليل بالنسبة لعدد الأطفال اليوم، فـ 45 % من الشعب المصرى عمرهم تحت 18 عامًا.
ولكن الواقع يقول إن الكتابة على الشاشات ستغير كثيرًا من عناصر الكتابة : فهناك استخدام شائع على الشاشات للكتابة باللهجات العامية، واستخدام الاختصارات، وإهمال القواعد اللغوية، وإهمال علامات الترقيم - كما أن الكتابة على الشاشات تحاول أن تماثل الحديث المباشر وجهًا لوجه بما فيه من تعابير الصوت والوجه، وهناك كلمات جديدة ينحتها الجيل الجديد للتعبير عن أنفسهم - لكن كل هذا لا يزال في مرحلة التَّخَلُّق، ويحتاج إلى كثير من المتابعة والدراسة.

بدأت ثورة حقيقية في صناعة كتب صغار الأطفال، تهدف إلى إشراك أكبر عدد من حواس الطفل في التعامل مع الكتاب، وذلك كما تتعامل كل حواس الطفل مع اللعبة منذ الأيام الأولى لمجيئه إلى هذا العالم، وعلى وجه خاص حاسة اللمس التي يستخدمها صغار الأطفال على نطاق واسع، وهو أمر لا تتيحه لمعظم الحواس شاشات الكمبيوتر والوسائل الرقمية الأخرى.
وبذلك أصبح الكتاب أكثر جذبًا للطفل وأكثر قدرة على حفز الطفل على المشاركة والتفاعل، وتحول الكتاب إلى صديق نشأت بينه وبين الطفل علاقة حب جعلته منافسًا قويًّا للشاشة الإلكترونية، وهكذا تطورت صناعة كتب صغـار الأطفــال، ليصبح التركيــز فيهــا على التجسيــم والتحريك والأضواء والأصوات والملمس والرائحة، وذلك لإعطاء حواس الطفل دورًا رئيسيًّا في الحفز على حُب الكتاب.
وهناك كُتب تم إبداعها لتــُـناسِب أطفالًا لم يتعلّموا القراءة بعد. كُتب يقرؤها الأطفال، ليس بالكلمات، بل برؤية صفحاتها أو أجزاء منها تتجسّم وتتحرّك وتضىء، تختفى وتظهر، وباللمس بالأصابع، وبالاستماع إلى الموسيقى والأصوات والكلمات، بل وبالشم أيضًا، فبهذه الوسائل يُدرِك صغار الأطفال العالم، ويستطلعون، ويتعلّمون، ثم يُـبْـدِعون.
لكن هذه الثورة في القراءة بالحواس الخمس وفى التكنولوجيا الحديثة لإنتاج كتب صغار الأطفال، لم تصل منها إلا أصداء خافتة إلى العالم العربى، على الرغم من أنها أصبحت الوسيلة الأساسية لإنشاء علاقة حب بين أصغر الأطفال والكتب، وبالتالى أصبحت أهم مدخل لتنمية عادة القراءة لدى الأطفال،ولا يوجد الاالقليل النادر من هذه الكُتب باللغة العربية.
ومن أبرز وأحدث الأمثلة على مثل هذه الكُتب، والتي بدأت مُعظم دور نشر كُتب صغار الأطفال في تقديمها للأطفال في العالم، الكُتب القصصية التي تــُـقدِّم خلال النص، وبجوار الكلمات والأسماء، رسومًا تدل على كل شخصية. ويتكرّر الرسم كُـلّما جاء في النص ذكر تلك الشخصية. وعندما يستمع الطفل إلى النص ويرى تلك الرسوم، فإنه يبحث فوق صندوق الموسيقى والأصوات المُثبّت إلى غــُـلاف الكتاب، إلى أن يتعرّف على الرسم الذي يدل على الشخصية التي جاء ذكرها في النص، فيضغط على ذلك الرسم، عندئذٍ يستمع إلى العلامة الصوتية أو الموسيقيّة التي تدل على تلك الشخصية.

* ما رأيك في وضع الثقافة في مصر؟
نعيش ثورة تكنولوجية هائلة، جعلت من الكمبيوتر والإنترنت أدوات تتفوّق على الذاكرة البشرية في حفظ المعلومات واسترجاعها،وتـَرتــَّـبَ على هذا تغيير جذرى في أهداف التعليم.
لم يعد هدف المدرسة هو حفظ المزيد من المعلومات، ولم يعد الهدف من الامتحانات قياس مدى قــُـدرة الذاكرة البشرية على استرجاع هذه المعلومات، بل أصبح هدف التعليم والتــَّـعلُّم هو القــُـدرة على استخدام المعلومات على نحو إبداعى، بمعنى استخدام المعلومات التي أصبحت مُتاحة ومن السهل الحصول عليها، للوصول إلى تصوّرات مُبتكرة وأفكار جديدة، عن طريق قــُـدرات مُتعدّدة تــُـساعِد على تنمية العقل المُبدع الخلاّق.
إن ذاكرة الكمبيوتر والإنترنت يُمكِن أن تُعطينا النص الكامل لقصة أو رواية، أو تفاصيل كل الاكتشافات والاختراعات السابقة،لكن هذه الذاكرة الإلكترونية الحافلة بملايين مما أنتجه العقل البشرى، يستحيل أن تـُؤلِّف قصة أو رواية أو مسرحية جديدة، ويستحيل أن تتوصّل إلى اختراع جديد، أو أن ترسم لوحـة جديـــدة، أو تـُؤلِّــف قطعــة موسيقية جديدة.
إن هذا الجديد لا يُمكِن أن يصدر إلا عن العقل البشرى، وأن التفكير الإبداعى تفكير غير تقليدى أو غير مألوف،لذلك فإن على المُجتمع أن يُدرِك أن تنمية الإبداع إنما تعمل، بفضل أنماط التفكير غير المألوفة، على الإسهام في تـَقدُّم الجنس البشرى.
وهذا يتحقــّـق، مثلًا، عندما يتعلّم الطفل أن ينظر للأفكار بطريقة جديدة، بعيدًا عن الحُكم عليها بأنها صحيحة أو خاطئة - كذلك عندما يتدرّب على الابتعاد عن أساليب التفكير النمطية للوصول إلى تصوّرات وطُرق جديدة للتفكير - وتنمية التفكير النقدى - والتعرّف على الفكرة السائدة حتى يُمكِن التفكير فيها بطريقة أخرى - والقــُـدرة على تعريف ما يواجهنا من مشكلات -والقــُـدرة على ربط الأشياء المُتاحة بشكل مُنفصل، بهدف إنتاج شىء له قيمة أكبر من مجموع قيمة أجزائه - وضرورة تحديد الأهداف قبل البدء في تنفيذ الأعمال.
والسؤال الآن " هل يحقق الإبداع الثقافى : كتب ومجلات وشعر ومسرح ودراسات، هل يحقق هذه الأهداف التي أصبحت، عالميًّا "، الهدف من تربية عقل الطفل، وسلوكه ووجدانه، وقدرته على مواجهة المستقبل ؟ 

* في السنوات الأخيرة، هل تغير الاهتمام بالكتاب والكُتَّاب ؟
استمرار منح جوائز الدولة سنويًّا، مثل جائزة النيل والتقديرية والتفوق والتشجيعية، يؤكد استمرار الاهتمام بالمبدعين في مختلف مجالات الأدب، من شعر ورواية وقصة أغنية ودراسات، لكن يجب أن نذكر أن توقف المعرض الدولى لكتب الأطفال، بدأ عام 2009، كما أن توقف مهرجان سينما الأطفال، كان بسبب الرغبة في تحويل ميزانيته إلى إنتاج فيلم طويل للأطفال ( مع إختلافنا مع هذا الاقتراح، لأنه ليس هناك مبرر لتوقف نشاط ثقافى استمر 20 سنة بنجاح، لتنفيذ اقتراح لم ينفذ حتى الآن ).
أما عن مشروع مكتبة الأسرة، فهو ليس مشروعا فرديا، بل هو مشروع قومى، قامت على تنفيذه الهيئة المصرية العامة للكتاب التابعة لوزارة الثقافة، ولسبب الرئيسى في تقلص ما يقدمه هذا المشروع العظيم حاليًّا، هو توقف هذه الجهات عن تقديم الدعم الذي كانت تقدمه لمصلحة أجيال مصر، ولسنا ندرى لماذا أوقفت هذه الوزارات دعمها لمثل هذا المشروع الوطنى،والسبب الثانى في تراجع دور الكتاب، ما تعانيه المكتبات المدرسية من قلة اعتمادات شراء الكتب الجديدة
ومن المؤسف أن الإعلام قد أصبح في شبه خصام مع الأخبار المتعلقة بالفعاليات الثقافية، من ندوات ومؤتمرات وجوائز ودراسات جامعية بدرجات الامتياز عن رسائل للدكتوراه أو الماجستير حول مختلف القضايا الأدبية يقول الإعلاميون إن القارئ لم يعد يهتم بمثل هذه الأخبار، ومع أن هذا غير صحيح، فإن من واجب الإعلام، مقروء ومرئى ومسموع، أن يعيد الاهتمام المجتمعى إلى الاهتمام بالقراءة والكتاب، فهذا هو واجبه الأول نحو مستقبل مصر.

* كيف ترى قصور الثقافة الآن ووضعها ؟ ولماذا اختفى الاهتمام بها ؟
الهيئة العامة لقصور الثقافة من أهم هيئات وزارة الثقافة، وقد عملت مديرًا عامًا لها عدة سنوات عند نشأتها سنة 1967،وكان هدف الدكتور ثروت عكاشة، من إنشاء تصور الثقافة، هو نقل الثقافة من القاهرة إلى المحافظات، فتمت إقامة قصر ثقافة في عاصمة كل محافظة، يحتوى على قاعة مسرح وسينما تتسع في المتوسط لألف مشاهد، وقاعة لإقامة معارض الفنون التشكيلية، ومكتبة عامة، مع قاعات متعددة لنادي الأطفال ونادي المرأة وتدريبات الموسيقى ونشاط الرسم والتشكيل ثم بيوت الثقافة في مختلف مراكز كل محافظة.
وشارك في تنشيط قصور الثقافة عدد من أهم المثقفين والفنانين،لكن تغير قيادات هذا الجهاز، صاحبه ابتعاد عدد من كبار المبدعين عن التطوع لتحمل مسئوليات العمل الثقافى بين الجماهير في الأقاليم، وأصبح الترقى الوظيفى هو وسيلة اختيار قيادات العمل الثقافى خارج القاهرة.
ولا ننكر أنه لا زالت هناك بعض القيادات المثقفة الناجحة، فإذا لم نصل إلى اختيار أفضل العناصر المثقفة لتولى مسئولية قصور وبيوت الثقافة، فإن حال هذه القصور الحالى لن يتغير، وأقول عن تجربة حقيقية، إن ضعف الميزانيات لم يقف أبدًا حائلًا بين المسئول وبين نجاح العمل الثقافى، إن الاعتماد على اكتشاف الموهوبين في مختلف التخصصات، واتاحة الفرص أمامهم للمشاركة في العمل الثقافى كذلك التعاون مع مختلف الجهات في كل إقليم، يمكن أن يعوضا كل نقص في الميزانيات والإمكانيات المادية، لكن هذا لا ينفى أهمية الإمكانيات المادية، وتوافر ميزانيات معقولة.

* هل وجود وزارة الثقافة أثرى الحياة الثقافية في مصر أم أضر بها ؟
هل كان من الممكن – بغير وزارة الثقافة - إنشاء الهيئة العامة لقصور الثقافة، بما يتبعها من حولى ( 550 ) موقعا في مختلف محافظات وأنحاء مصر ؟ وعلى الرغم من تعثر العمل في بعض مواقعها، فقد ساهمت وتساهم كثيرًا في الحراك الثقافى في الأقاليم.
وإذا تذكرنا قيادة الهيئة المصرية العامة للكتاب لتنفيذ مشروع مكتبة الأسرة، تأكدنا أنه لولا وجود هذه الجهة التابعة لوزارة الثقافة، لما شهد هذا المشروع النور،ولولا وجود وزارة الثقافة، لما وجدنا المسرح القومى للأطفال والمسرح القومى للعرائس.
والآن ننادى بعودة إنتاج وزارة الثقافة السينمائى، لتغذية الحياة الثقافية بمستوى،إن المثقفين هم المسئولون عن ارتفاع مستوى المنتج الثقافى والفنى، أما دور وزارة الثقافة فهو تقدم الدعم للمثقفين والفنانين لتنظيم جهودهم، والارتفاع بمستوى إبداعهم، والعمل للوصول بإبداعهم إلى الجماهير في كل مكان.

*من هم أشهر كتاب الأطفال في الوقت الحالى،من وجهة نظرك؟
هناك الكثيرين ولكن من ابرزهم على ماهر والذي حصل على جائزة قطر لقصص الأطفال في عام 2002، وفريد محمد عوض، والدكتور المنسى قنديل، والكاتبة عفاف طوبالة والتي كانت تشغل منصب رئيس قناة الاسرة والطفل وتفرغت للكتابة فقط في الوقت الحالى.

*كيف ترى الكتابة الأدبية في الوقت الحالى، وما رأيك في أحمد مراد وزاب ثروت ؟
اطلعت على رواية الفيل الأزرق لأحمد مراد، وأرى أن هذا الجيل متأثر بالموجة العالمية للعنف في كل شيء والتي تظهر بوضوح في السينما، ففيلم أحمد السقا الأخير "هروب إضطرارى " حقق ما يقرب من 45 مليون جنيه، وهو يعتمد على العنف أو " الأكشن"، وهى حالة عامة ضاغطة على كل جوانب الحياة ومنها الأدب.
الجريدة الرسمية