رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

إعلامي.. لكن إنسان


"لأكثر من 30 دقيقة توقفت الحياة أمام ماسبيرو، حيث احتشد رجال الأمن لمنع المواطنين من الدخول وإخراج من دخل منهم؛ في محاولة لفض التزاحم وفتح البوابة لاستقبال ضيوف برامج الهواء الذين تعطلوا في الخارج، بسبب محمود سعد.. وبعد أن جمع الطلبات، وتحدث مع الأهالي وطمأنهم، انصرف تاركا وراءه عشرات المواطنين الذين فشلوا في لقائه، فجلسوا في انتظاره لعلهم يقابلونه عقب برنامجه الذي يمتد غالبا حتى الواحدة صباحا".


السطور السابقة وجدتها منشورة في "المصري اليوم" بتاريخ السبت 1 مارس 2008.. واستكمل التقرير: "هدف واحد يجمع عشرات المواطنين في السابعة مساء السبت والأربعاء أسبوعيًا، أمام بوابة 15 في التليفزيون، ومنها بوابة ستوديو برنامج "البيت بيتك"، ينتظرون وصول الإعلامي محمود سعد، ولدى كل منهم أمل في لقائه، عسى أن يكون واحدا من المحظوظين الذين قد تبتسم لهم الحياة على يد هذا "الإعلامي الإنسان"، حسب وصفهم".

"الإعلامي الإنسان"، نفتقد هذا المعنى في غالبية إعلاميينا اليوم، رغم شدة حاجة الناس، وظروف المعيشة التي أسقطت معظم الشرائح تحت خط الفقر.

"كلام من دهب" الذي كان يقدمه طارق علام كشف أيضا عن حاجة المواطنين إلى من يحنو عليهم، وتبعه عمرو الليثي في الكثير من برامجه، إلى أن تحول إلى محاورة النجوم.. وحاولت وفشلت ريهام سعيد؛ لأن هدفها لم يكن خدمة الناس لوجه الله، بل من أجل الشهرة والإثارة.

ما كان يفعله محمود سعد، الذي لا أدري أين اختفى؟ ولماذا حاليا؟ وهو مقابلة البسطاء والاستماع لشكاواهم، ونقل همومهم للمسئولين، والسعي لحل المشكلات حتى لو وصل الأمر إلى استخدام اتصالاته، وعلاقاته الشخصية.. لم نعد نرى من يفعل مثله من إعلاميينا وصحفيينا، رغم تدهور الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية، وانتشار العشوائيات، والجهل والأمية والأمراض المزمنة الخطيرة.. فضلا عن الظواهر المجتمعية والأسرية السيئة، مثل زنا المحارم، وقتل الأبناء لآبائهم، والبلطجة وارتفاع معدلات الطلاق.

في مثل تلك الأحوال، يجب أن يكون للإعلاميين دور كبير في حل مشكلات الناس، ولقائهم وجها لوجه، بدلا من التركيز على عورات المجتمع، والشذوذ الفكري، والإلحاد، والغرائب، والنوادر، والموضوعات السياسية التي لا يستهدف بها وجه الله، إضافة للدور الذي تقوم به مؤسسات المجتمع المدني بهذا الشأن.

بالطبع أتفهم أهمية الموضوعات الجاذبة للإعلانات ومعدلات المشاهدات في صناعة الفضائيات، لكن للغلابة حق على الجميع، يمكن اعتبار الجهد والأموال والوقت الذي سيخصص لهم صدقات، أو زكوات لوجه الله، لا سيما أن كثيرا من أصحاب الفضائيات يرتدون مسوح رجال التقوى، والتدين، والصلاح، والدعوة للإيمان بالله، وفعل الصالحات، واكتساب الحسنات.. أليسوا هم الأولى بذلك؟!
باختصار، في الظروف الحالية نحتاج بشدة إلى "الإعلامي الإنسان".
Advertisements
الجريدة الرسمية