رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

كواليس رحلة الموت إلى ليبيا.. 20 مصريًا يموتون عطشًا في صحراء طرابلس.. الهجرة غير الشرعية تسقطهم في بئر مافيا التهريب.. ناج: احتجزوا 135 في حاوية.. دفنت ابني بإيدي.. و3 آلاف دينار مقابل إطلاق سراحي

فيتو

هزت الشارع المنياوي واقعة عثور جهاز الهجرة غير الشرعية بمدينة طبرق الليبية الجمعة الماضى، على 20 جثة مهاجر غير شرعي، من الجنسية المصرية، جنوب بوابة الــ 200، بنحو 250 كيلو متر بالقرب من وادي على، داخل منطقة الرمال.


وانتفض الأهالي بعدما تبين وجود جوازات سفر وبطاقات تخص بعض أبناء المنيا، عقب نقل الجثث إلى مركز طبرق الطبي، في حالة تعفن تام، ولم يتم التعرف على أسباب الوفاة، وغلف شبيبة الهلال الأحمر بطبرق، الجثث بعد تفتيشها.

ضحايا المنيا
وانتقلت «فيتو» إلى مسقط رأس بعض ضحايا الحادث، بقرية طرفا الكوم في المنيا، للتعرف على حكاية المهاجرون، ورصد طبيعة الموقف بعدما اختلفت روايات الحادث.

غدر الدليل
في البداية، يقول سمير شحات سيد، شقيق سعيد شحات سيد، أحد ضحايا الحادث، إن شقيقه اصطحب نجله علاء، وتوجه إلى ليبيا، مضيفًا: «كان معهم أيضًا زوج أبنتي ويدعي عبد الله محمود عبد الله، غير أن الدليل الذي رافقهم في الرحلة غدر بهم».

وذكر: «البعض يقول أنه أغلق عليه مع 19 آخرين باب مخبْ سري في الصحراء، وانصرف لإحضار ماء وطعام ووعدهم بالعودة خلال نصف ساعه غير أنه لم يعد، ليلقي معظم الشباب حتفهم من شدة الجوع والعطش، لكن شقيقي سيد تحمل حتى تم إنقاذه بمعرفة أشخاص مجهولين قاموا باصطحابه وآخرين كانوا على قيد الحياة إلى مستشفيات ليبيه».

الفدية
وتابع: «المجهولون اتصلوا بذويهم وأقاربهم وحصلوا على مبلغ 3000 دينار ليبي عن كل ناجي قاموا بمساعدته وإيصاله لمستشفى، وعقب ذلك تم نقلهم للمستشفيات أخرى بمعرفة أقاربهم المصريين لأنهم مازالوا يشعرون بالإعياء والمرض الشديد جراء الجوع والعطش الذي فتك بهم»، مشيرًا إلى أنه تواصل مع شقيقه الناجي «سعيد» مرة واحدة فقط من خلال اتصال هاتفي عقب سماعه الخبر المشؤم، ومرة واحدة انقطع الاتصال نهائيًا.

رحلة مشئومة
بينما يقول سعيد فاروق، أحد أهالي طرفا الكوم، إن أحد أقاربه ويدعى ضاحي عبد الله، كان وآخرين قد سافروا في نفس الرحله غير الشرعية، موضحًا أن كل مايعرفه من معلومات أن هذه الرحلة كانت تضم نحو 135 شبابًا من مناطق ومحافظات مختلفة وأعمارهم متفاوتة، وبينهم 3 من أبناء قرية طرفا الكوم، وآخرين من قرى وعزب مجاورة.

وذكر أن هناك تضاربًا في المعلومات حول سبب وفاتهم، فالبعض يقول إنهم لقوا حتفهم جراء تعرضهم لـ«ضربة شمس» محرقة بالصحراء بعد أن ضلوا الطريق، وأنه لم ينج منهم سوى عدد قليل جدًا، وهناك البعض يقول إنهم ماتوا جوعًا وعطشًا، وهناك رواية ثالثة تقول إن الدليل الذي كان يرافقهم غدر بهم.

وأوضح أن بعض شباب القرية الذين يعملون في ليبيا التقوا بأحد الناجين وهو سعيد سيد، وقال لهم أنه دفن ابنه الذي كان يرافقه في نفس الرحلة بيده بعد وفاته جوعًا أو عطشًا.

دفن الجثث
كانت معلومات قد ترددت عن العثور على بعض الجثث تم نقلها لمشرحة مستشفى ليبية، تم التحفظ عليها هناك لمدة 21 يومًا لحين تسليمها لأهلها، وفي حالة عدم حضور أحد سوف تتولى الحكومة الليبية عملية الدفن.

كما ترددت معلومات بأن بعض الجثث تم دفنها بطريقة غير شرعية، وتم استخراجها من تحت الرمال وإعادة دفنها مره أخرى بمعرفة مصريين، لكن لا أحد يعرف مدى حقيقة وصحة ذلك حتى الآن.

Advertisements
الجريدة الرسمية