رئيس التحرير
عصام كامل

رجل السكة الحديد


رغم الصعوبات الكبرى التي تواجه سكك حديد مصر في تدبير موارد مالية تساعدها على تقديم خدمة مقبولة لركاب القطارات، فإن القدر منح هذه الهيئة الكبرى بارقة أمل كي تحقيق الحلم ليس مستحيلا، طالما وجدت الإدارة المناسبة التي تستطيع أن تدير مواردها دون أن تطلب من الدولة تدبير موارد إضافية.. المسئول الذي نقصده هو اللواء رفعت حتاتة، رئيس شركة السكك الحديدية للتأمين والنظافة، الذي استطاع بإمكانيات محدودة أن يغير واقع محطات السكة الحديد، وأن يبعث فيها روح الأمل والتحدى وإنكار الذات تجده متخفيًا بين رواد المحطات يسأل عن النظافة يتابع بنفسه أدق التفاصيل، يسأل عن أحوال العاملين معه وعن ظروفهم المعيشية يسأل عن أولادهم يعرفهم بالاسم ويعرف مشكلاتهم ويعمل جاهدًا على حلها.


استطاع خلال فترة قصيرة أن ينقل الشركة التي يديرها من الشركات المتعثرة إلى الشركات المستقرة، حققت الشركة إيرادات خلال العام المالى الماضى 237 مليون جنيه بزيادة 100 مليون جنيه عن العام السابق وأرباح 11.8 مليون جنيه مقابل 7 ملايين جنيه خلال العام السابق، وهي الأرقام التي لم تحققها الشركات الكبرى، والتي تتجاوز ميزانياتها عشرات الملايين هذه الزيادة في الإيرادات تحققت بفضل الإجراءات التي تم اتخاذها خلال العام الماضى، مثل إنشاء مصنع للمنظفات وفر احتياجات السكة الحديد في أعمال النظافة ونقل المخلفات الصلبة والقمامة ناتج أعمال نظافة القطارات والمحطات من خلال معدات وعمال الشركة، على عكس ما كان يحدث في السابق بالإضافة إلى إنشائها ورشة لتصنيع الزي المصلحي للعاملين بدلًا من شرائه.

وهذا يعد ترجمة حرفية لخطة الدولة في الاعتماد على المشروعات الصغيرة والمتوسطة التي توفر فرص عمل للشباب، عندما تقابل اللواء رفعت حتاته في مكتبه صباحا يصر على مقاسمته الإفطار الذي وضعته له زوجته في حقيبته، سندوتش جبنة بيضاء وآخر رومى.. يستقبلك بابتسامة صافية يتحدث عن الشركة كثيرا يشاركك أفكاره وأحلامه يتمنى للعاملين بها الخير الكثير لا يتحدث عن نفسه كثيرا يتحرك كثيرًا لا يستقر في مكانه أكثر من بضع دقائق يكون سعيدا جدا عندما تحقق الشركة أي خطوة للأمام وكأنها مشروعه الخاص.

يسند أي نجاح يحققه لمن حوله هم أصحاب الفضل لا تسمع منه كلمة أنا دائما يقول نحن يقضي يومه في التنقل بين أرصفة المحطات متابعا ومدققا، اللواء رفعت حتاتة نموذج حقيقى لما يجب أن يكون عليه المسئول الحكومي الذي يحقق الهدف بأقصر الطرق، ومثل هذه النماذج هي التي تجعلنا رغم صعوبة المرحلة نقول إن الأمل ما زال قائمًا أن نتغير ونصبح أفضل وأقوى بأفعال هؤلاء الرجال المخلصين في أقوالهم وأفعالهم.
الجريدة الرسمية