رئيس التحرير
عصام كامل

أفكار مريضة ومغرضة


يجهل من يقصر الفهم لديه بالنسبة للدين على أنه عبادات تؤدى ومناسك تؤتى أو أنه مرتبط بزي وشكل وهيئة معينة، ويجهل أيضا من يظن أن الدين فيه إكراه ويفرض على الناس بالقوة، وقد يصل بالجهلاء للدين تنصيب أنفسهم أربابا وقضاة على الناس يصدرون أحكاما بتكفير الناس، مسلمين وأهل كتاب وكل من يخالفهم في الرأي والرؤيا والفكر، وعلى أثر ذلك الفهم الخاطئ والمغلوط والمفترى على الإسلام وكل الرسالات السماوية التي أنزلها الله وأقرها سبحانه في كتاب الرسالة الخاتمة للرسلات وهي رسالة الإسلام باستباحة الدماء البريئة الطاهرة الزكية وسفكها..


هذا ولا شك أن منشأ هذا الجهل عدم الفهم للدين بمفهومه الصحيح الذي يحمل بين طياته الخير كل الخير للبشرية جمعاء دون تفريق بين إنسان مسلم أو غير مسلم، وذلك من خلال ما تتضمنه من قيم إنسانية نبيلة وفضائل ومثل عليا ومبادئ قيمة ومكارم أخلاق، هذا ولقد شوه هؤلاء الجهلة المغالطين للحقائق صور الأديان السماوية..

هذا وإذا أردنا أن نتعرف على سبب انتشار هذه الأفكار المريضة المعطوبة والمتنافية مع منهج أي رسالة سماوية في عصرنا الحديث، نجد أن هناك مؤامرة خبيثة دنيئة خطط لها ملاعين البشر وشياطين الإنس في كل زمان الصهاينة وأعوانهم من الغرب بريطانيا وأمريكا وغيرهم من أعداء الإنسانية والحياة بصفة عامة، وأعداء المسلمين والإسلام والعرب بصفة خاصة، وقد بدأ هذا المخطط الإجرامي منذ أن جند رجل المخابرات الصهيوني البريطاني مستر همفرد شيطان العصر وقائد الفكر التكفيري المتعصب والمتشدد والمأجور أصلا على هدم الدين وتشويه صورة الإسلام والإساءة إليه وإحداث الفتن بين المسلمين بعضهم البعض وبين المسلمين وغير المسلمين من أهل الكتاب وغيرهم المدعو محمد ابن عبد الوهاب النجدي مولده ونشأته في نجد بالسعودية وهي التي قال عنها رسول الله صلى الله عليه وسلم منبئا بنور النبوة: "منها يخرج قرن الشيطان"..

وأعتقد أن الإشارة النبوية تشير إلى محمد ابن عبد الوهاب النجدي الذي بث سمومه في نفوس وعقول الكثيرين من عوام المسلمين في زمنه وما زال فكرة المريض المغرض ينتشر بين المسلمين خاصة العوام منهم في سائر البلاد الإسلامية، هذا والأدهى والأمر أنه يحارب الإسلام والمسلمين تحت راية التوحيد والتوحيد منه ومن أتباعه براء، وتحت دعواه القضاء على الشرك قام هذا الفاجر وأتباعه بهدم كل القبب والشواهد التي كانت مقامة على مراقد أطهر الخلق وأشرفهم وأحبهم إلى الله تعالى وأكرمهم عليه وهم أهل بيت النبوة الأطهار والصحابة الأخيار وسادة التابعين وأكابر علماء الأمة ولم يراعوا حرمة الله فيهم ولا حرمة النبي الكريم صلى الله عليه وسلم ولا حرمة جوارهم لله ووجودهم في كنفه سبحانه وحرمته، وكذلك كان من جرمهم القضاء على كل آثار مكة والمدينة المنورة المتعلقة بآل بيت الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم وصحابته رضي الله عنهم حتى نخيل المدينة المبارك والذي غرس رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم الكثير منه بيده المباركة الشريفة لم يسلم من آذاهم فقضوا عليه ولم يبقى منه إلا النادر القليل..

ولم يكتفوا بهذا بل حاولوا هدم مرقد الرسول الكريم عليه الصلاة والسلام ومرقدي صاحبيه خيرة الأمة سيدنا أبا بكر وسيدنا عمر ابن الخطاب رضي الله عنهما لكن الله حال دون ذلك، هذا وقد حرفوا معاني الأحكام في القرآن وأسبابها وظرفيتها وطوعوا بفكرهم وفهمهم المريض المغرض آيات الحرب والقتل والقتال والجهاد لخدمة المخطط الصهيوني الغربي الدنيء والخسيس، فتحت مسمى الجهاد في سبيل الله والغيرة على التوحيد ودين الله استباحوا الدماء البريئة بغير حق وانتهكوا الحرمات والأعراض وعاثوا في الأرض فسادا وعكروا صفو المعايش والحياة..

نعود إلى ما بدأنا به ونصحح مفهوم الدين، الدين هو ما يدين به المؤمن لله تعالى وذلك بالتزامه واستقامته على المنهج الذي أنزله الله وكلفه به والإسلام هو دين لا إكراه فيه ولا عدوان ولا اعتداء فيه وهو دين ومنهج يدور حول المكارم والفضائل وإلى ذلك أشار صاحب الرسالة والذي جاءنا بالدين صلى الله عليه وسلم بقوله: "إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق"، هذا وخلاصة الدين المعاملة أي حسن المعاملة، وكل فكر يخالف سماحة واعتدال ووسطية ورحمة وخلق الإسلام هو فكر مرفوض تماما وفكر مريض ومغرض وهو فكر تآمري يخدم المخطط الصهيوني اللعين الذي يعمل على القضاءعلى المسلمين ومعاداة العالم للإسلام..
الجريدة الرسمية