رئيس التحرير
عصام كامل

مأساة «الشريف»


قال له حسني مبارك: "كرشك كبر قوي".. وبعدها بـ24 ساعة كان قد تم مصادرة كل أمواله وشركاته! وشاء الله، سبحانه، ألا يموت قبل أن يرى قاتله وراء القضبان، وقد اقتص العادل منه.. إنه "عبداللطيف أحمد أحمد الشريف"، رجل صناعة البلاستيك الأول في مصر.. قال عن مأساته مع الرئيس الأسبق: إنه كان يحرص على ألا يتجاوز أي رجل أعمال حدا معينا؛ فقد كان لديه تصور بأننا نشكل عليه خطرا كبيرا، وأنا في ذلك الوقت كنت ناجحا بشكل كبير، ووصل حجم استثماراتي لأكثر من 3 مليارات جنيه.. أسواق الشريف كانت منتشرة على مستوى الجمهورية كلها، بل في العديد من الدول العربية والأوروبية التي كنت أصدر لها منتجات البلاستيك.. مبارك شخصيا قال لي بالنص: "اللي ياكل لوحده يزور".. "كرشك كبر قوي يا عبد اللطيف"، وبعدها بـ24 ساعة كانت أموالي وشركاتي قد صودرت.


بعدها باعوا أصول شركاته "بتراب الفلوس"، وتم الاستيلاء على جميع أملاكه، حتى شقته دون سند من القانون، وتم تشكيل لجان، من جهات أمنية، للاستيلاء على جميع الأموال والممتلكات، بالإضافة إلى الإيرادات التي كانت بالمعارض والمعرض الخاص بالشركة.. وكانوا يعلقون على باب السجن لافتة بها عبارة "التهمة.. لا يوجد"، وفعلا كان تدمير الرجل وصناعته منتهى الظلم.. ومكث في السجن عاما ونصف العام.. وشردوا أكثر من 15 ألف شاب.

وبعد حبسه عرضوا الشركات للبيع وباعوها بملاليم، ونهبوا كل ما لديه.. باختصار قضوا على "الشريف" تماما، ومحوا اسمه.. فقد كان شعار المرحلة؛ إما يقاسمونك أموالك وإما يهدمونك نهائيا.

ويوم الأربعاء الماضي، 28 يونيو 2017 صعدت روحه إلى بارئها.. مات ولم يسترد أمواله المنهوبة قسرا.. وورى الثرى بمقابر الإمام الشافعي ليلا.

قال عنه الدكتور السيد عبدالستار المليجي، نقيب العلميين: إنه من رجال مصر الأوفياء الكرماء الشرفاء، وقد عملت معه 10 سنين كاملة أثناء تأسيس مجموعة شركات ومصانع الشريف العملاقة (1975-1985)، وهو مؤسسها ورئيس مجلس إدارتها.. وأشهد أنه كان من أهم رجال الصناعة والاستثمار في مصر والعالمين العربي والإسلامي، ومدرسته في الصناعة والاستثمار والإدارة ممتدة حتى اليوم تحت مسميات كثيرة وفى كوكبة من الخبرات ورجال المال والأعمال والصناعة، ويستظل بها آلاف من الخبراء والصناع والعاملين.
الجريدة الرسمية