رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

الجبل الغربي بأسيوط.. من ملاذ الإجراميين للباحثين عن الآثار

الجبل الغربي بأسيوط
الجبل الغربي بأسيوط - صورة ارشيفية

يعد جبل أسيوط الغربى، أشهر المناطق التي ينشط فيها التنقيب عن الآثار فأصبح الجبل في تلك الأماكن عبارة عن حفر وأنفاق نتيجة التنقيب، ورغم أن المناطق حوت العديد من الحكايات واختفى في باطنها أناس استأنسوا بأصوات الذئاب وألفوها فلكل منهم حكايته المختلفة بدءًا من "خط الصعيد" الذي اتخذ ملاذا لنشاطه ورفاقه وحتى المطاريد من تجار المخدرات.


وترصد "فيتو" حكايات للجبل الغربى بأسيوط، الذي أصبح ملجأ خط الصعيد "محمد منصور"، أول من حمل اللقب وأشهر السفاحين في تاريخ مصر من مواليد قرية درنكة التابعة لمركز أسيوط، والذي بدأ نشاطه الإجرامى بعد مشاجرة بسيطة بين عائلته وعائلة أخرى قتل أحدهم وهرب منهم في الجبل الغربى الذي اتخذه ملاذا له في عام 1914 وهناك لجأ له المطاريد والخارجين على القانون وكل من كانت الجريمة محور حياته هربا من الشرطة والخصومات العائلية، وكونوا فيما بينهم عصابات فأرهبوا المواطنين بقسوة قلب وجرأة في الظلم، وبدءوا في فرض سطوتهم فسرقوا وقتلوا وتاجروا في المخدرات والأسلحة وتعدت حالات الخطف في سفح الجبل حتى انتشر الرعب بين الناس في المنطقة والمناطق المجاورة.

وظل الخط ومرافقيه على هذه الحال يختبأون من مغارة لأخرى ويهربون من مدخل ومدق لآخر وذاع صيته بكونه لا يهاب النار و"متعطش للدم" حتى تخطت جرائمه أكثر من 25 حالة قتل وشروع في قتل و200 حالة سرقة وخطف وتوفى عام 1947، إثر إصابته بطلقات نارية في مداهمة واشتباكات مع الأمن.

الجبل الغربى والمطاريد
لم ينته دور الجبل الغربى بأسيوط والذي تمتد حدوده من ديروط شمالا حتى أبو تيج بانتهاء أسطورة خط الصعيد وإنما اتخذه من بعده من ذوى النشاط الإجرامى ملجأ لهم وأصبح الحصن الحصين لهم ومملكتهم التي يحكمون فيها ويضعون قوانينها بعيدا عن أعين رجال الأمن الذين باتوا يطاردونهم فهرعوا لتلك المناطق للاختباء من رجال الشرطة، حتى تم تسميتهم بالمطاريد فهم مطاردون أينما وجدوا، لذا شكلوا مملكة خاصة بهم، من يقترب منها ستكون حياته محفوفة بالمخاطر.

مقبرة الكنوز
يعرف عن جبل أسيوط الغربى احتواءه على عدد هائل من المناطق الأثرية المختلفة العصور بين الفرعونية والقبطية حيث تقع به مدينة كانت مخصصة لحكام وأمراء الإقليم الثالث عشر خلال عصري الدولة القديمة والوسطى، والمنطقة الأثرية بجبل أسيوط الغربي غنية تمامًا بالمقابر الأثرية سواء التي تم الكشف عنها وتم نشرها بمعرفة علماء الآثار نشر علمي أو التي لا تزال محفوظة في باطن الجبل بين طيّات درجاته، حيث تقع في بدايته آثار درنكة وأهمها دير العذراء بجبل، كما عرف أن جبل الغنايم ودرنكة والزاوية كان يستخدم قديمًا في العصر الفرعوني كمقابر خاصة مع وصول الفيضان فلجأ القدماء إلى بناء بعض مقابرهم بذلك الجبل.

وشهدت الأيام الأخيرة ظاهرة التنقيب عن الآثار بشكل خطير ويظهر في الفيديو الذي حصلت عليه "فيتو"، أن عددا من الأشخاص الذين ينقبون عن الآثار غادروا أماكنهم قبيل عيد الفطر المبارك، بسبب لجوء الأهالي لقضاء بعض الأوقات أعلى الجبل الذي يطل على المدينة ويستمتع الأهالي برؤية المدينة من أعلاه، لكنهم على ما يبدوا لم يجدوا وقتًا لحمل كل امتعتهم وتركوا بعض معداتهم الثقيلة خلفهم منها مولدات الكهرباء وأدوات حفر ثقيلة، وأنفاق تجاوزت عشرات الأمتار في الصخور للأسفل حيث تنتهي بالظلام الدامس رغم ضوء النهار.

وقال خالد فياض موظف 32 سنة، إن قوات الشرطة على علم تام بما يحدث لكن فريق المباحث يترقب اللحظة الحاسمة للانقضاض عليهم وضبطهم بعد تتبعهم لهؤلاء الأشخاص الذين يلجئون للحفر ليلًا حتى لا ينكشف أمرهم ويتخذون من الصخور والجبل ستارًا لهم لإخفاء أعمالهم.

ويضيف محمد أبو هشام أحد الأهالي بالغنايم، أن هولاء الأشخاص يتركون معداتهم وأدواتهم ويهبطون إلى المدينة غير مهتمين بسلامة الأهالي الذين يحرصون في بعض الأوقات وخاصة الاعياد على صعود الجبل بل قاموا بحفر الأنفاق للبحث عن الآثار وتركوا معدات ومولدات كهربائية قد يتسبب في وفاة بعض الأطفال حال عبثهم به كما أن الأمن لا يلقى بالا لضبط الجناة أي إزالة تلك المعدات.

وأوضح محمد حسنى أحد الأهالي، أن هؤلاء الأشخاص لا يهمهم شئ سوى الثراء السريع والبحث عن الذهب والآثار والتي تسمي بـ"اللاقايا" ويستعينون بشيوخ وغيرهم من عمال للبحث والتنقيب ورغم أن البلاد شهدت الأيام الماضية أكثر من 10 حالات وفاة لأشخاص انهارت عليهم حفر أثناء التنقيب عن الآثار وانتهت حياتهم.
Advertisements
الجريدة الرسمية