..ولا الصيام في رجب!
يتعجب البعض منا من نفر يهاجمون الحكم، لأنه لا يقوم بشيء ما، أو يتخذ قرارا ما، ويتهمونه بالتخاذل والتقاعس والتردد، وعندما يقوم بهذا الأمر أو يتخذ هذا القرار يهاجمونه أيضا ويتهمونه بالتهور وعدم مراعاة مصالح الشعب!
النموذج الصارخ اقتصاديا هنا تعويم الجنيه المصرى.. فلقد ظل نفر من الخبراء الاقتصاديين ورجال الأعمال يلحون في الطلب بالإقدام على هذا التعويم، ويحرضون الحكومة عليه باعتباره السبيل الأساسى للخلاص من كل مشاكلنا الاقتصادية، وعندما فعلت الحكومة ذلك هاجموها لأنها تهورت وتسرعت ولم تتدبر أمرها قبل أن تتخذ مثل هذا القرار المهم.
أما النموذج الصارخ سياسيا هنا فهو قرار مقاطعة قطر الذي اتخذته مصر مع ثلاث من دول الخليج (السعودية- الإمارات- البحرين) ردا على دعم قطر للإخوان ومساندتها لجماعتهم وتمويلها للجماعات الإرهابية التي تعيث في الأرض فسادا في منطقتنا..
فقد ظل بعض الإعلاميين وبعض المواطنين العاديين يطالبون وبإلحاح بضرورة اتخاذ موقف ضد تصرفات قطر العدائية ضدنا، وعندما تحقق ذلك انطلقوا يتهمون الإدارة المصرية بالتهور، وعدم مراعاة مصالح العاملين المصريين في قطر المهددين بالترحيل!
هؤلاء لا يعجبهم -كما يقال- العجب ولا الصيام في رجب، لأنه لا يعجبهم الحكم ذاته، ولذلك يرفضون أي شيء منه ايا كان حتى ولو سبق أن طالبوا به.
