رئيس التحرير
عصام كامل

الحنطور.. توصيلة السعادة على الكورنيش في العيد

فيتو

"يا عم يا بتاع الحنطور ي محنطر، هييس حاضر، ياما نفسي أركب الحنطور وأتحنطر، شيييييي، واركب الحنطور، درجن درجن واتحنطر، واقعد قدام وأشد اللجام، وأركب الحنطور، وأتحنطر" كلمات سعيدة غنتها الفنانة أمينة والفنان سعد الصغير في وصف توصيلة السعادة "الحنطور".


فما أجمل ركوب الحنطور في كورنيش النيل، فعلى الرغم من تطور وسائل المواصلات، وظهور السيارات والأتوبيسات، يبقى الحنطور وسيلة النقل الكلاسيكية التي تنتشر البهجة، وتعود برواد العيد إلى زمن ما قبل السيارات، ما قبل عصر ضوضاء السيارات وزحام المدنية.

أمام كورنيش النيل ماسبيرو يتجمع عدد من عربات الحنطور التي تنتشر في العيد، وتجلب الفرحة بين رواد العيد، منهم عربة "أحمد" صانع فرحة العيد، فقد ورث أحمد حنطوره عن جده الأكبر، وغالبا ما يكون رواد حنطور أحمد من المرتبطين أو الأصدقاء المقربين للترويح عن أنفسهم.

"توصيلة السعادة".. هكذا يسميها رواد الحنطور رحلة يقطعها أحمد ذهابا وعودة يوميا مع حصانه العزيز، وعلى مدار أكثر من عقد من الزمن، وتمتد الرحلة بداية كورنيش ماسبيرو إلى مبنى ماسيبرو أو إلى نهاية الكوبري قصر النيل وتعتبر تكلفتها محدودة نسيبا من 30 إلى 50 جنيها.

لم يقض أحمد العيد مع زوجته فظروف عمله اضطرته إلى قضاء العيد مع حصانه العزيز، فقد بدا عمل أحمد في وقت مبكر من ساعات العيد، فقد أطعم حصانه ليلة العيد وتركه يرتاح ثم جلس مع بعض رفاقه، وصلى العيد وودع زوجته ليبدأ عمله مع ساعات الصبح الهادئة، قائلا: "ما نمتش ثلاث أيام متواصلة، بنام ساعات قليلة جدا، بشتغل من الصبح حتى ساعات متأخرة من الليل، العيد موسم الشغل عندنا".

تبقى علاقة أحمد بحصانه علاقة وطيدة، خاصة أنه يقضي ساعات طويلة من اليوم معه، ويهتم أحمد بطعام حصانه، وتخصيص فترات لراحته، ويقضي أحمد ساعات عمله يستمع إلى الأغاني مع رواد حنطوره صانعا فرحة العيد، لينتهي يومه بتنظيف عربته وفك لجام الحصان للحصول على ساعات محدودة من الراحة.
الجريدة الرسمية