رئيس التحرير
عصام كامل

ملاهي الشوارع... ملتقى الغلابة في العيد.. «تقرير مصور»

فيتو

تطرق الأعياد أبواب كل البلاد الإسلامية، ويكون لأم الدنيا "مصر" رأى آخر في استقبال العيد، والاحتفال به، عندما ترى فرحة واحتفال المواطنين المصريين بعيد الفطر، كأنهم لم يفرحوا قبل ولا بعد، كالبركان الذي ظل راكدًا لوقت طويل، إلى أن حان وقت انفجاره؛ لتسيل حممه وتنتشر وتتوزع على الحدائق العامة والمتنزهات، وهذا ليس بغريب على الشعب المصري، فمن المتعارف عليه، أنه أينما وجدت الفرحة المفرطة والاحتفالات وجد الشعب المصري.


وبمجرد أن يهل هلال عيد الفطر، في سماء المحروسة، تدخل الأفراح البيوت والشوارع والأزقة، خاصة وأن عيد الفطر له فرحتان؛ الأولى وهى فرحة قدوم العيد، والثانية فرحة الإفطار بعد مرور شهر الصوم.

 

 

 

يأتي عيد الفطر راسمًا البسمة والسرور على وجوه المصريين، فتعبر كل فئة من فئات الشعب عن فرحتها، على قدر استطاعتها، ففئات الشعب الميسور حالها والمتوسط حالها تذهب إلى الحدائق والمتنزهات، أما البسطاء، فقد صنعوا لأنفسهم مصدرًا آخر يجلب لهم السعادة، خلال العيد، مثلهم مثل الآخرين.

 

 

واتخذوا من الشوارع ملاهي مكتملة الأركان، لم ينقصها شيء، وبأسعار رخيصة، تتناسب مع بساطتهم، ووضع أركانها وشيدها عدد من شباب منطقة عين الشمس، بأحد الشوارع العمومية «شارع العشرين» كبديل يغني «الغلابة»، عن الذهاب إلى الحدائق والمتنزهات، وإنفاق الكثير من المال على تذكرة الدخول، بالإضافة إلى ارتفاع أسعار ألعاب "الملاهي"، فضلًا عن أن بعد ركوب الأطفال الملاهي يحتاجون إلى الاستراحة وتناول الطعام، وكيف وأن أسعار الطعام في الحدائق والمتنزهات لمن استطاع إليه سبيلا ؟؟.

 

 

 

تنصب هذه "الملاهي"، في موسم الأعياد في هذا الشارع الذي يقبع بأحد المناطق الشعبية العريقة "عين شمس"، والتي كانت عاصمة فرعونية تسمى في عصر المصريين القدماء "أواريث"، ويتردد أطفال المنطقة عليها، مشبعين فرحتهم بالعيد؛ لأن هذه الملاهى مكتملة من جميع جوانبها، فمثلها مثل الحدائق والمنتزهات التي يتردد عليها الفئات الميسور حالها والمتوسط حالها، تتراص ألعاب الملاهى على جانبى الشارع العمومي، حتى لا تسد الطريق، فعلى الجانب الأول تجد لعبة الأرجوحة، التي تتحرك حركة اهتزازية، كبندول الساعة، والتي تشتهر بتواجدها في الموالد، يركبها الصغير والكبير، بسعر 5 جنيهات فقط، ويليها على نفس الرصيف لعبة "الساقية"، ولكن على شكل مصغر يناسب نعومة أظافر راكبيها، فيكون سعرها 3 جنيهات فقط، ثم بعد ذلك تأتى لعبة القفز، أو "النطيطة"، بجانب الأرجوحة المركبية، ويرينا الأطفال والكبار مهاراتهم في عمل "البهلوانات"، "والشقلبة"، رأسا على عقب.

وبعد أن بذل الأطفال المجهود البدني في لعبة الأرجوحة المركبية والساقية ولعبة "القفز"، يأخذون برهة من الراحة، فيذهبون إلى لعبة الحظ "البخت"، يدفع فيها الأطفال مبلغ واحد جنيه، ويختار ورقة مغلقة بها اسم هدية، ويقوم المسئول عن اللعبة بإعطاء الطفل الهدية المكتوبة داخل الورقة.

 

 

 

وعلى الجانب الآخر من الشارع، تتواجد لعبة الحصان، التي تتحرك حركة دائرية، ويركبها الأطفال، بسعر 3 جنيهات، ويقوم المسئول عن اللعبة بدق الطبول والأنغام تزامنًا مع بدء حركة الحصان، وهذه اللعبة تختص بأصحاب القلوب الضعيفة، أما أصحاب القلوب القوية فيركبون الأحصنة والحمير الحقيقية، التي تتوسط الشارع، ويقوم بتأجيرها للمواطنين بسعر جنيه فقط للحمار، و جنيهين للحصان.

 

 

 

 

وبعد يوم مليء بالمتاعب والمجهود البدني والذهني للأطفال، يتطلب ذلك تناول القليل من الطعام، حيث يتجول أحد الباعة الجائلين في محيط ملاهى شارع العشرين، ويبيع «الفريسكا» بسعر جنيه واحد.
الجريدة الرسمية