رئيس التحرير
عصام كامل

ماذا استفادت مصر من مسلسل عادل إمام!


الدراما سلاح ذو حدين إما أن تبني منظومة قيم نبيلة أو تهدم المجتمع من أساسه.. وإذا كان المجتمع لا يخلو من نقائص فليس الحل بتركيز الضوء عليها كما شاهدنا في دراما هذا العام والأعوام السابقة منذ احداث 25 يناير.. بل بغرس قيم إيجابية بديلة في مقابلها، مع التنبيه إلى خطورة ترك السلبيات؛ حتى لا يستفحل خطرها.. فما يحدث الآن ليس إلا تدمير القدوة في عيون شبابنا، وجعل لاعبي الكرة والفنانين وربما الراقصات قدوة بديلة للعلماء والمبدعين وصناع النهضة..


وليسأل كبار النجوم، ومنهم عادل إمام، أنفسهم: ماذا استفادت مصر في ظروفها الحالية من مسلسلاتهم.. هل ناقشوا قضية اقتصادية، أو تصدوا لأباطيل فكرية يروجها الإرهاب لكسب مؤيدين جدد في مواجهة مؤسسات دولة اكتفت بدورها الروتيني لها في مواجهة عدو بالغ التطور والشراسة.. أليست معركتنا مع الإرهاب على كل الجبهات.. فلماذا نترك العبء كله على كأهل الجيش والشرطة ثم ندع أفكار الضلال والبهتان ترعى في عقول بعض أبنائنا وتجعلهم وقودًا في معركتها مع الدولة.

ومن أسف أن هذا العبث لا يحدث إلا في مصر وإلا فلماذا امتنعت دول عديدة عن شراء مسلسلات مصرية هذا العام.. فليس هناك دولة تسمح بتشويه وعي أبنائها مثلما يحدث في مصر دون وازع من دين أو أخلاق أو وطنية.. ونسي صناع الدراما وممولوها أن معركتنا مع الإرهاب لا تزال قائمة ولا تزيد أعمالهم الرديئة هذه المعركة إلا اشتعالًا، بل إنها تجعل المواطن في واد والدولة في وادٍ آخر تمامًا؛ ومن ثم يفقد الأول اهتمامه بما يدور حوله بعد تركيز الضوء على مسائل تافهة وأمور فرعية لا علاقة لها بأولويات الوقت وواجباته.. وتقديم ما يطلبه المستمعون لا ما ينفعهم أو يحقق مصالحهم.

الجريدة الرسمية