رئيس التحرير
عصام كامل

عيد ميلاد أم العيال


شاء الله تعالى- ولا راد لقضائه- أن يكون عيد ميلاد أم العيال في ليلة العيد، وما أدراك ما ليلة العيد، فغالبية المصريين إن لم يكن جميعهم، رمضان بالنسبة لهم شهر العبادة -العبادة فقط- والذكر وتلاوة القرآن والرحمة والمغفرة والتقرب إلى الله، لذلك فإن الكثيرين منهم ينتظرون ليلة العيد بفارغ الصبر، إذ يتحللون من صيامهم، ومن أفكارهم الخاصة بشهر رمضان، ويبدأون مغامراتهم ومشاكساتهم، وهي ليلة بألف ليلة وليلة كما تقول أم كلثوم.


ينفق المصريون فيها الكثير من الأموال، بل إن كثيرا منهم يبذر في المال، ويعد لها طقوسا خاصة تتمثل في السهر والأنس والفرفشة وأشياء أخرى كثيرة لا سبيل لذكرها الآن.. المهم أن ليلة عيد أم العيال صادفت ليلة العيد، وكما قلت لا راد لقضاء الله، فخرجت أبحث عن هدية تعجب أم العيال، وبعد تفكير وجدتني أقف أمام أحد المتاجر، وأطلب من إحدى العاملات شراء هدية لأم العيال، وما إن عرفت بذلك حتى بدا على وجهها السرور، واختارت أجمل الملابس وأغلاها، ولم تكتف بذلك، بل قامت وبكل كرم بكسائها في غلاف يسر الناظرين.

خرجت فرحا مسرورا بعد أن دفعت من حر مالي ثلث مرتب الشهر، وفي الطريق إلى المنزل قمت بشراء الفول السوداني بأنواعه، واللب بأنواعه أيضا، حتى الحمص والبليلة لم أغفلهما، وما إن وصلت إلى المنزل حتى وجدت كل شيء هادئا والأجواء عطرة، فقد قامت أم العيال بتزيين المنزل وتعطيره في انتظار الليلة الموعودة، بعد شهر من الصيام لم يقطعه ثمة إفطار.

جلسنا في انتظار رؤية هلال العيد، وما إن أعلنت دار الإفتاء رؤية هلال العيد حتى انطلقت أغنية" يا ليلة العيد آنستينا وجددت الأمل فينا يا ليلة العيد" بعدها قامت أم العيال بإحضار ما لذ وطاب من طعام، وجلسنا سويا نتسامر بينما أتى الأولاد بملابسهم الجديدة يستعرضونها أمامنا، يتبارون في ارتداء الملابس، والجو تعمه الفرحة والسرور، فالليلة ليلة العيد والفرحة اثنتان واحدة بالعيد والأخرى بعيد ميلاد أم العيال، وفجأة صرخت زوجتي: الحقني أنا بولد!
الجريدة الرسمية