رئيس التحرير
عصام كامل

دعوة للتغيير


اللهم لك الحمد على نعمك وفضلك وإحسانك ورضوانك أن وفقتنا للطاعات في رمضان، كنا نذهب للمساجد لصلاة العشاء والتراويح فنجدها عامرة بالمصلين، كأنها صلاة الجمعة وليست صلاة العشاء.


فالمساجد مكتظة بالمصلين، يحدوهم الأمل في نيل رضا الرحمن، وعفوه وغفرانه ورضوانه، كنا نبكي في صلاة التراويح، ترتوي ثيابنا بدموع الندم على ما فرطنا في جنب الله، وتخشع القلوب لتلاوة القرآن الكريم، وفي ليلة السابع والعشرين من رمضان ارتفع البكاء والنشيج من القلوب قبل الحناجر، وفاضت دموع التوبة إلى علام الغيوب، صادقة، ضافية، نقية، طاهرة، ضارعة، متوسلة، راجية، وأيد ترفع الدعاء لملك الملوك، الرحمن الرحيم، قابل التوب، مجيب الدعاء.

وكنا نرى الشباب يقفون للمسنين في وسائل المواصلات، ومنهم من يمسك بيد المسنة ليعبر بها الطريق، ومن الشباب من يستوقف السيارات والمارة ليوزع عليهم تمرات وماء وقت أذان المغرب، قبل أن يصل العابرون بيوتهم، فضلا عن أعمال خير كثيرة قام بها كثيرون ابتغاء رضوان الله.

هذه دعوة لاستمرار هذه السلوكيات الإنسانية الراقية، على ألا تقتصر على شهر رمضان.. ونحن نحتفل بعيد الفطر، نبتهل إلى الله أن يعم الخير والأمن والأمان والسلامة أرجاء العالم، وأن يتخلى البعض عن المهاترات وإثارة الفتن ما ظهر منها وما بطن، وأن تختفي المكايدة السياسية بين دول عربية إسلامية، وأن يشمل الله العالم برحماته.
الجريدة الرسمية