رئيس التحرير
عصام كامل

بالصور.. الأطفال «صناع بهجة العيد»

فيتو

نحن لا نحاول إسعادهم فحسب، بل نتخذهم وسيلة لإسعادنا، ننظر فيهم بتمعن لنجد فيهم طفولتنا التي مرت على عجل، نحاول أن نتمتع ببراءتهم لإدخال البهجة في قلوبنا، إنهم "متاع الحياة الدنيا" وأحباب الله، وسبب من أسباب وجود البهجة بين كل الأحزان التي تخيم على قلوبنا، وفي العيد هم "فاكهة العيد" وأسياد الموقف والأغنياء من حيث لا يدرون، فبدون الأطفال قد يختفي العيد بمظاهره، والبهجة بألوانها.


ويعد اصطحاب الأطفال للمساجد والساحات لصلاة العيد من أبرز مظاهر العيد، فقد يتَخَلف عن مصلى العيد أحد من أفراد الأسرة ولكن نادرًا أن يكون طفلا، فصلاة العيد وبالونات العيد وبهجة العيد لا تكون إلا بالأطفال.





ولبعض الأطفال ظروفٌ خاصة تمنعهم من أن يكونوا كباقي الأطفال، ولكن في العيد لن تمنعهم إعاقتهم أو ظروفهم الخاصة أن يلتحقوا بسباق البهجة ولصلاة العيد والخروج للدنيا في هذا الاحتفال ذي الألوان المُبهجة، الذي يشمل بلدا بأكمله.


في مصر تتجمع الأعراق والأشكال لتصلي جنبًا إلى جنب، الكل مصري والكل مسلم حتى وإن اختلفت الأشكال والألوان، فبين طفلٍ من جنوب مصر إلى شمالها يختلفون في ألوانهم ولكن يجمعهم دماء رويت من نيلٍ واحد، وقد تُفضل بعض الأسر غير المصرية أن تقضي العيد في مصر، وحقهم فمن أين يجدوا لأطفالهم جوا مُبهجا كالذي يصنعه أطفال مصر وقت العيد ليطمسوا كل معالم الأسى التي ترتسم على وجوه آبائهم وذويهم بل والمارة في الشوارع طوال العام.








فالكل يستغل العيد ويأخذه ذريعة كي يعود للطفولة المقتولة بداخله وينسى هموم عامة ومصائب دهره بتلك الأوقات التي يقضيها مع الأطفال في العيد وبهجته ولعبه حتى ولو كان هذا الفرح مُصطنعا، فتصنع الفرح والإصرار عليه يكفي لتوليد البهجة الغائبة عن القلوب طوال العام جراء السعي وراء الدنيا ومتاعبها وملاهيها، ويكفي فقط النظر لوجوه الأطفال البرئية التي لم تلوثها الدنيا بالكدر بعد؛ ليشعر كل من ينظر إليها بالبهجة والسرور.








ومع كل ما يقدمه الأطفال للكبار في العيد، كل ما يستطيع بذله الكبار لهم هو فقط العيدية، ورغم أنها عبء ثقيل على كاهل الكبار إلا أنهم يُقدمونها عن طيب خاطر، بل ويعدون لها العدة قبل أيام العيد بأيامٍ عديدة، ليروا الفرحة تعتلي وجوه صغارهم.



لكن مهلًا، فكما أن الأطفال فواكه العيد، فهناك فواكه بلا مأوى تنظر إلى البهجة بعينٍ محرومة ويدٍ قصيرة، لا تنالهم يد بها عيدية ولا قلب به ضمة حنان أو ملابس جديدة ولم يتذوقوا طعم كعك العيد، هم حتى إن أُعطوا اليوم مالا فلن يشعروا لذة العطاء فيدهم طوال العام ممدودة في الشوارع تطلب القوت والمن من المارة.


الجريدة الرسمية