رئيس التحرير
عصام كامل

الدكتور مهدي علام يكتب: صلينا العيد في السينما

فيتو

في مجلة "مسامرات الجيب"عام 1950 كتب الدكتور مهدى علام مقالا عن العيد في الغربة يقول فيه:

" إن العيد في بلاد أجنبية.. وإن خلا في كثير من مظاهر القومية أقوى في النفس أثرا، وادعى إلى التذكر والحنين بل أن مايفقده العيد حينئذ من بهاء ورواء هو هو الذي يجعله اقرب إلى التذكر والحنين".


اتجه بذاكرتى إلى اعياد كثيرة قضيتها في خارج أرض الوطن، فهناك على بعد 3000 ميل عبر الاطلسى في تلك الجزيرة الخضراء التي قدر الله أن تكون بيننا وبين حكومتها مشكلات مشكلات سياسية، وان يكون بيننا وبين أهلها تعاطف واعجاب، قضيت 17 عيدا اذكر عيدا من بينها.
كانت عادة الجالية الإسلامية في مدينة مانشستر تدعوني لاصلى بهم صلاة العيد وكنا نستأجر مكانا الاجتماع والصلاة إذ ليس في منشستر مسجد، كنا نستأجر قاعة محاضرات أو بهوا في دار بلدية أو مدرسة من المدارس.

وذات سنة ذهبت في يوم العيد الاصلى بمئات من هؤلاء المسلمين والعلماء، وكم كانت دهشتى حين وجدتهم اجتمعوا في إحدى دور السينما وقد فرشت أرضها بأفخر السجاد الشرقى التي استحضرها اخواننا الهنود من متاجرهم ومنازلهم.

سألت رئيس الجمعية الإسلامية من معنى اجتماعنا في دار لهو لنؤدى شعائر الدين فأخبرنى أنه لم يستطع أن يستأجر مكانا آخر وخشى أن يمر العيد دون أن يجتمع مسلمو مانشستر.

ترددت قليلا وانا انظر إلى حيطان المكان فأرى صور كواكب هوليود معلقة عليها، وكدت اعتذر عن المشاركة فيما بدا أنه عمل خال من الوقار.. لكنى رأيت مئات الناس قد جلسوا في خشوع لم أر له مثيلا وعيونهم تتطلع إلى خوفا من أن يخيب ترددى آمالهم..هزمنى خشوعهم فتقدمت إلى القبلة ثم صليت بهم العيد وبعدها القيت خطبة الجمعة وجعلت من موضوعها سماحة الإسلام وعدم تزمته، وانتهيت فيها إلى أن كل مكان يستطيع أن تخلص فيه قلوبنا لإقامة شعائر الدين هو مسجد مقدس.

والدكتور مهدى علام من مواليد عام 1900 درس بكلية دار العلوم، ثم درس اللغة الإنجليزية بجامعة مانشستر البريطانية، وهو من مؤسسى كلية الاداب جامعة عين شمس وعين عميدا لها، اختاره البلاط الملكى ليكون معلما خاصا للامير فاروق وقت كان وليا للعهد عام 1931.
الجريدة الرسمية