رئيس التحرير
عصام كامل

عبد الناصر وقطب والإخوان


ما سبق أن ذكره الأستاذ ثروت الخرباوي بملحق الأهرام عن علاقة عبد الناصر بسيد قطب والإخوان، لا يخرج عما سبق لي أن قررته.

وحقيقة الأمر أن الإخوان منذ بداياتها الأولى كان لها وجهان وجه ظاهر دعوى براق ووجه آخر خفي أدمن العمل السري بما في ذلك أعمال الاغتيال والتفجير، وكان الوجهان يتوحدان في شخص المرشد، فالوجهان لعملة واحدة هي الإخوان، حيث كانت الساحة السياسية في مصر في ذاك الوقت مليئة بالتنظيمات من فاشية دينية ويمثلها الإخوان إلى يسارية في ثوب ماركس مثل حديتو وغيرها من التنظيمات.


ولم يكن غريبا أن يحدث اتصال ما بين تنظيم عسكري كتنظيم الضباط الأحرار وما بين الحركات المتواجدة على الساحة، كما لم يكن من الأمور الغريبة أن يحدث تواصل بصورة ما بين التنظيم والسفارة الأمريكية، استغلالا لحالة الصراع التي نشبت بين إمبراطورية بازغة هي الولايات المتحدة الأمريكية وما بين إمبراطورية آفلة هي إنجلترا، وهو ذات الأمر الذي أحسن استغلاله فيما بعد وأدى ضمن أسباب أخرى إلى فشل العدوان الثلاثي على مصر.

ولم يكن غريبا إذن أن يحدث نوع من الاتصال بين الضباط الأحرار وبين الإخوان، فإن يحدث اتصال شيء وأن يكون عبد الناصر إخواني شيء آخر، وأما بشأن ما ذكر أن هذا من لزوميات العمل الدرامي وأن العمل الدرامي ليس تاريخا للمرحلة، فإن هذا كان يصح لو لم يكن الكاتب قد أفصح في مقدمة الحلقات عن خضوعه لمراجعة تاريخية، ودون أن يثبت بالمراجع كما ظهر في صفحات المصري اليوم مدافعا عن وجهة نظره ويا ليتها وجهة نظر يساندها واقع تاريخي.
الجريدة الرسمية