برج «لندن» المحروق وبرج «الإسكندرية» المائل

التهمت النيران في الأسبوع الماضي برج "جرنفل" الواقع في بلدية تشيلسي وكنزنجتون بلندن، وهو عبارة عن عمارة سكنية من سبعة وعشرين طابقا فيه مائة وثلاثون شقة بغرب مدينة لندن، وتمتلكه البلدية، ويسكنه محدودو الدخل، وكثير منهم لا يدفعون إيجارا ولا أقساطا ويعيشون على مساعدة الدولة، عموما هم كثيرو الطلبات والشكاوى ولا يدفعون ضرائب ويسببون كثيرا من المشكلات مع المستشفيات والأطباء وغيرهم.

اندلعت النيران منتصف الليل وتصاعدت بوتيرة عالية وبسرعة كبيرة من طابق لطابق وكأنها في هشيم، وسقط ضحايا، وتم محاصرة بعض السكان وسط النار، وحاول رجال الإطفاء من خمسة وأربعين وحدة إطفاء السيطرة على الحريق، وبعد جهد جهيد وأربع وعشرين ساعة خمدت نيران الحريق التي أتت على البرج بالكامل، ولا أشك في أن البرج سيتساقط كهشيم المخاطر لأن النار بالتأكيد وصلت إلى الهيكل الأساسي للعمارة.

بلغ عدد الضحايا نحو ستين شخصا، وتتوقع الشرطة مزيدا من القتلي.. ثار السكان الناجون والجيران واتهموا البلدية بالتقصير وعدم أخذ شكواهم بجدية، وهز الحادث الدولة والمواطنين وذهبت رئيسة الوزراء إلى الموقع وخرجت على عجل تحت الحراسة المشددة لأن السكان هاجموها وأهانوها واتهموها بأنها المسئولة عن نقص الموارد التي كان يجب أن توجه لهذا الأمر. وأمرت رئيسة الوزراء بعمل لجنة علانية لتقصي الحقائق ومساعدة المتضررين.

ومع هذا ذهب متظاهرون إلى مقر مجلس الوزراء وطالبوا باستقالة تريزا لأنها فاشلة ولا تصلح، ودخل السياسيون المعارضون في الأمر لمهاجمة تريزا التي لم تفق من صدمة الانتخابات بعد.

أما عن برج الإسكندرية المائل فهو يعكس الحال المائل في المحروسة التي لم تعد محروسة، ويبين الفساد المنتشر في كافة أرجائها خصوصا في المحليات ولا أحد يسأل عن السبب ولا تحقيق وأين مهندسو الحي والمحافظة وأين...؟
وكان الله بالسر عليما وآخر دعوانا أن الحمدلله رب العالمين ورمضان كريم.