رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

درس جديد لإعلامنا!


بعد أن مالت عمارة الأزاريطة وتقرر بالطبع هدمها حفلت وسائل الإعلام لدينا بانتقادات للطريقة التي اختارتها محافظة الإسكندرية لهدم هذه العمارة المائلة.. يحذر أصحابها من أخطارها والتي تتمثل في تقديرهم في تهديد حياة العمال الذين قاموا بهدم الأدوار العليا يدويًا، وتهديد العمارات المجاورة بالانهيار.. وقد أفسحت وسائل الإعلام مساحة من وقتها واهتمامها لهذه الانتقادات، بل إن بعضًا منها تبنى هذه الانتقادات.


والآن بعد أن تم هدم العمارة المائلة بسلام لم يفكر أحد من أصحاب هذه الانتقادات الذين وصفوا أنفسهم بالخبراء في أن يعترف بأن تقديراته التي بنى عليها انتقاداته كانت خاطئة.. وعلى ذات المنوال سارت وسائل الإعلام هي الأخرى، اكتفت فقط بإذاعة أو نشر خبر الانتهاء من هدم تلك العمارة المائلة دون إشارة ولو غير مباشرة إلى أن تلك الانتقادات لطريقة الهدم لم تكن صحيحة أو صائبة.. رغم أن ما حدث يمثل درسًا بليغًا وذا مغزى لإعلامنا كله.

نعم يتعين على الإعلام الذي يعتصم بمبادئ وأسس المهنية أن ينشر ويذيع كل الآراء والرؤى المختلفة والمتنوعة.. ولكن عليه أيضًا ألا يفرض على القارئ أو المستمع أو المشاهد رأيًا محددًا أو رؤية معينة.. القارئ والمستمع والمشاهد هو الذي يختار، وليس مطلوبًا من الإعلام أن يختــار عنه.

ثم عندما يتبين عمليًا عدم صحة أو سلامة بعض الرؤى والآراء والأفكار، على الإعلام أن ينبه القارئ والمستمع والمشاهد لذلك ليساعده أكثر على زيادة قدرته على الفرز والاختيار فيما يقرأ ويسمع ويشاهد.. الاعتصام بأسس ومبادئ المهنية «ضمانة أساسية» لحرية الصحافة والإعلام.
Advertisements
الجريدة الرسمية