رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

عيد الجلاء والذاكرة الوطنية.. ارفع رأسك يا أخي!


بعد 73 عاما و9 أشهر و7 أيام بالتمام والكمال على الاحتلال البريطاني لمصر غادر في مثل هذا اليوم من عام 1956 آخر جندي إنجليزي عن بلادنا غير مأسوف عليه.. 73 عاما من الاحتلال ناضل المصريون ضده حتى دفعوا الغالي قبل الرخيص منذ ثورة ابن الفلاحين الشرفاء أحمد عرابي حتى ثورة أبناء الفلاحين والبسطاء عام 1952 لتضع كلمة النهاية في احتلال أجنبي بغيض.. وبين الثورتين ضرب المصريون كل الأمثلة على التضحية من مصطفى كامل ومحمد فريد وسعد زغلول إلى مئات الفدائيين الأبطال ممن ضحوا بأرواحهم دون أن يعرفهم أحد ويستحقون أعمالا درامية تخلدهم وتقدم سيرتهم للأجيال الجديدة وتعلم المناهج الدراسية تلاميذنا كيف قاوم آباؤهم وأجدادهم ليطردوا المحتل بعد أن دنسوا هذا الوطن ونهبوا ثرواته وانتهكوا حرماته وسخروه لخدمتهم سبعة عقود وزيد!


وحتى سنوات كنا نحتفل في مدارسنا بهذه الأعياد ونعرف أسبابها ومنها من كان إجازة رسمية ولا نعرف متى وكيف ألغي كل ذلك ليتم بالبطيء مسح الذاكرة الوطنية لأجيال كاملة حتى أن مواليد التسعينيات منهم من يمدح في الاحتلال الأجنبي وفترته في مسلك لا يوجد في أي مكان بالعالم بل يجرمه القانون في أغلب الدول!

والنتيجة: ابتعاد عن القضايا الوطنية وتراجع الانتماء لحساب كل ما هو سيئ من التطرف إلى الإدمان ومن التحرش الجماعي إلى التقاليع المرفوضة ولا حل إلا بتعويض ذلك كله بالبدء في وضع رؤية شاملة للإعلام والتعليم والثقافة والشباب والأوقاف لاستنهاض مصرنا من جديد فلا يصح إلا يعرف شعب من الشعوب تاريخ بلاده وأمجد أيامه بينما وعلى حدودنا يعلمون الأطفال أنواع الأسلحة وفنون القتال !

عمر ضائع من المصريين ينبغي استرداده وفراغ يجب ملؤه واليوم عيد الجلاء وقبله بثلاثة أعوام أعلنت الجمهورية في 18 يونيو 1953 وكلها أحداث هاجمها واستهجنها وسخر منها أعداء الشعب المصري وأولهم الإنجليز والصهاينة والإخوان طبعا فلا تقلدوهم ورددوا صيحة زعيم مصر الذي قال قبل 61 عاما "ارفع رأسك يا أخي فقد مضى عهد الاستعباد"!

علموا تاريخكم لأطفالكم وأبنائكم.. ولا تتركوهم للأفكار الضالة المضلة!
Advertisements
الجريدة الرسمية