رئيس التحرير
عصام كامل

من النهارده.. مفيش «بوكليت»


من النهارده مفيش "بوكليت".. بصوت الفنان أحمد السقا في فيلم "الجزيرة" وهذا بعد إطلاق جميع قيادات الوزارة كبيرهم وصغيرهم منذ شهور وحتى الآن على النظام الحالي للثانوية العامة أن هذا هو نظام "البوكليت".. فمن الغريب بل والمؤسف فيما يتعلق بنظام الامتحانات الجديد والذي يطلق عليه القائمين على الأمر "البوكليت" بدءا من الوزير السابق الدكتور الهلالي الشربيني والذي بدأت الفكرة في عهده وصولا إلى الوزير الحالي الدكتور طارق شوقي.. ولجنة التعليم بمجلس النواب، منتهيا بالدكتور مجدى أمين رئيس المركز القومي للامتحانات وكل قيادات الوزارة القائمين على نظام الامتحانات الجديد.. جميعا يطلقون على ما تم تطبيقه هذا العام اسم "البوكليت" وفقا لتصريحاتهم وبياناتهم الإعلامية.


ولكن في الحقيقة أن ما حدث في هذا النظام الجديد بهذه الطريقة لا يمكن أبدا أن يطلق عليه نظام "البوكليت" من قريب أو من بعيد.. لأن ما حدث فقط دمج ورقتى الأسئلة والإجابة في ورقة واحدة مع ترك مساحة فارغة لكل سؤال للإجابة، وأقرب ما يوصف به تربويا وعلميا ما تم تطبيقه هو "كراسة الإجابة".

والغريب والمضحك أيضا أنهم يطلقون تصريحات أخرى أن هناك أكثر من نموذج لما يسمى "للبوكليت" على حد وصفهم، وفى الحقيقة هو نموذج واحد يختلف ترتيب الأسئلة فقط في باقي النماذج لذا يصبح نموذجا واحدا للأسئلة وليس أربعة نماذج كما يطلق البعض نظرا لتكرار نفس الأسئلة ولكن بترتيب مختلف.

"البوكليت الحقيقي" يا سادة نظام معترف به في كثير من الدول المتقدمة وله قواعد وأصول في تطبيقه لم يقترب من بعيد أو من قريب لما تم تنفيذه في امتحانات الثانوية العامة هذا العام حيث إن النظام الحقيقي للبوكليت لابد وأن يكون ناتجا من وضع إستراتيجية وبرنامج متكامل وجميع أسئلته ناتجة من "بنوك الأسئلة" والتي يكون الحد الأدنى لها ما لا يقل عن نحو 800 سؤال لكل مادة.

"البوكليت الحقيقي" يا سادة يهدف إلى تحسين نظم التقويم والامتحانات، لتحقيق معيار الجودة والرقي بالخدمة التعليمية. وتنطلق فكرته من صياغة نظام تقويم تربوي كامل، يتم عبر وضع مجموعة من الأسئلة المعيارية المرتبطة مباشرة بالمنهج ونواتج التعلم، ومؤشراته المبنية على المهارات بطريقة مميكنة، من خلال برنامج لإصدار الامتحانات.

"البوكليت الحقيقي" يا سادة يعتمد على أسئلة معيارية ذات نتائج قابلة للقياس، ويمكن تصحيحها الكترونيا وتوحيد معايير الامتحانات لقياس مهارات الطلبة وفق معايير عالمية، إلى جانب مساعدة التربويين على تقييم أداء الطلبة بموضوعية وتجرد، وتمكين المعلمين من استثمار الوقت في تطوير عملية التعلم والتعليم،، وتطوير الممارسات التربوية بناء على نتائج تقييم الطلبة.

وتقوم فكرة البوكليت الحقيقى على إنشاء “بنك أسئلة إلكتروني" يتضمن آلاف الأسئلة المعدة مسبقًا وفقًا لنواتج التعلم ومؤشرات الأداء لجميع الوحدات الدراسية واسئلته تحاكي كافّة مهارات التّفكير لدى الطّالب "تذكّر، فهم، تطبيق، تحليل، تقييم، إبداع" وليست كلّها مرتبطة بمهارات التّذكّر والفهم.

الأمر الذي لم يحدث إطلاقا عندما تم تطبيق هذا النظام على امتحانات الثانوية العامة هذا العام.. لذلك لابد وأن نتخذ خيار واحد من خيارين.. اما أن يتم تغيير اسم ما تم تطبيقه هذا العام من "البوكليت" إلى "كراسة الإجابة" أو نقوم بإعادة ترتيب أوراقنا ونعمل على الدراسة الجيدة والعلمية والحقيقة لمشروع "البوكليت" بكامل جوانبه.. وحتى لا نكون أضحوكة العالم.. في المجال التعليمى الذي كان مرجعا ومنارة لكل الدول العربية وبعض الدول الأجنبية لمئات السنين.. لذلك يجب أن نتفق ونقول جميعا.. من النهارده مفيش "بوكليت".
Tarek_yas64@yahoo.com

الجريدة الرسمية