رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

مجتمع «الأخبار» ومجتمع «المعرفة»


لا شك أن صفحات التواصل الاجتماعي هي عنصر أساسي يسهم في تكوين حياة الإنسان الآن، حيث تعتبر هذه الصفحات حياة حقيقية افتراضية.

تتميز هذه الصفحات بالتحديث السريع للأخبار والمعلومات لتصل المعلومة للقراء والمتابعين في الحال ويتم نشرها بمعدلات تفوق صفحات الجرائد، ونتذكر معا كم كانت الجريدة تحتل مكانة كبيرة لإيصال الأخبار إلى المجتمع، وتطور ذلك إلى الأخبار على المواقع الإلكترونية بدون كتابة أو طباعة أوراق، والآن تكون الأخبار عن طريق الفرد ذاته فهو المراسل للخبر.


وأصبح تداول الأخبار أساسًا لهذه المواقع بدلا من تداول "المعرفة" التي أود أن أراها فاعلة بين الناس، فبدلا من أن تكون هذه المواقع ناقلة للأخبار التي نستغلها في بناء مجتمع المعرفة أصبحنا نرى أخبارا لا تمت لطبيعة الخبر الصحفى بشيء، فهى تعتمد في أحيان كثيرة على السرعة في نقل الخبر بدلا من الدقة في نقل الخبر.

ليس المطلوب أن نحث الناس على انتهاج المنهج البحثى عند تداول الأخبار، ولكن المطلوب نقل الخبر بشفافية بدون تدخلات ووجهات نظر محررى الاخبار، كذلك المطلوب أن نحث المواطنين على انتهاج الطريقة الصحيحة للنقاش، فوجهة النظر قد تصيب أو تخطئ وتنتهى المناقشات إلى لا شيء، وبالتالى يبقى كل طرف من الأطراف على نفس وجهة نظره وتصبح معلوماته قبل المناقشة هي نفسها بعد المناقشة، فهو لم يكتسب المعرفة، أي أنه قد أضاع الوقت بلا فائدة، حيث كان شغله الشاغل ليس الإنصات للآخرين وليس البحث عن المعلومات من مصادرها وخلق أرضية للحوار يشارك فيها مع الآخرين إنما كان دوره الفاعل والرئيسي هو الدفاع عن وجهة نظره إن لم يكن الهجوم على الآخرين خوفًا من فقدان السيطرة.

أن أكبر فرصة لتلقى المعرفة من المناقشات هذا بعد أن ضاق الوقت بنا في كل مناحي الحياة ولم نعد نقرأ كما كنا في الماضي، وأصبحنا نعتمد على السمع بالثقة في القائل، وما يضيفه القائل ببصمته الشخصية من لمسات قد تغير وجه الحقيقة، وفى النهاية نصطدم بالواقع حين نكتشف الحقائق ونتعلم بعد فوات الأوان.

إننا أمام فرصة لتحويل صفحات التواصل الاجتماعي من مجتمع الأخبار إلى مجتمع المعرفة وإننا في أشد الحاجة إلى أن نحقق ذلك حتى نعوض كل ما فاتنا ونعد المجموعات المتخصصة في العلوم لتكون مصدر المعارف للمهتمين من القراء.
Advertisements
الجريدة الرسمية