رئيس التحرير
عصام كامل

مقدم شخصية «سيد قطب»: «الجماعة 2» لم يشوه أحدا ولم يعرض ملائكة أو شياطين

فيتو

  • قدمت الدور بكل حيادية.. أنا "سنجل" زيه وأعيش في حلوان مثله
  • نفسي أمثل أمام جاك نيكلسون.. ومحمود مرسي قدوتي
  • تركت امتحاني في الكلية و"زوغت" لكي أصور المشهد في "كليفتي"
  • بيني وبين شريف البنداري "دويتو" وهو سبب تألقي وظهوري بهذه القوة
  • لن أفعل ما يفعله أبطال مسرح مصر.. لا أعتبر ذلك مسرحًا




عندما وقف أمام الكاميرا لأول مرة، كان أمام كاميرا المخرج الراحل محمد خان في فيلم "كليفتي"، فمن هذه البداية، لا أحد يمكنه التشكيك في موهبته وقدراته التمثيلية، لأن مخرجًا بحجم محمد خان، لم يعمل مرة في حياته مع أنصاف الموهوبين أو الهواة. 

هذا الشاب البسيط محمد فهيم، صاحب الوجه المميز، والذي لا يمكن أن تنساه حتى لو رأيته مرة واحدة، اجتهد كثيرا لكي يصل إلى هذه المرحلة، التي يقدم فيها أهم شخصية تاريخية في مسلسل كبير مثل "الجماعة 2"، وهي شخصية المفكر الإخواني سيد قطب.

لفت الأنظار إليه منذ أول مشهد، وأثبت للجميع أن التمثيل ليس مجرد أداء خارجي لحركات الجسد، إنما هو الدخول إلى أعماق الشخصية بعد دراستها جيدا، ليضفي روحها على الشاشة أمام الجمهور. 

"فيتو" حاورت محمد فهيم، سألناه عن حياته وبداياته وكواليس تحضيره لسيد قطب، ورأيه في الفن والفنانين والمسرح، وكانت إجاباته كلها تشير إلى ثقافة واسعة، خصوصًا أنه في الأصل ممثل مسرحي، والمسرحيون معروفون باطلاعهم الواسع... وإلى نص الحوار:


*متى نقول على الممثل إنه أصبح نجما؟
بعد 10 سنوات، أذهب لأي ممثل حقق نجاحًا، إذا كان محافظًا على هذا النجاح بعد هذه الفترة، فاعرف أنه نجم حقيقي، أما الممثلون الذين يحققون نجاحًا ويختفون بعد ذلك أو يتراجعون، فهؤلاء ليسوا نجومًا؛ لأن النجم لا يموت؛ النجم يبقى دائما.

*من الذي ينطبق عليه ما تقوله؟
عادل إمام، محمد صبحي، أحمد زكي، وغيرهم.. كل هؤلاء ظلوا نجومًا، فوق، فوق جدا، مهما مر الزمن عليهم وجاء عليهم من جاءوا، فهم في ذاكرة الجماهير، ولن يتكرروا.

*هل أصبح محمد فهيم نجما الآن؟
إذا حافظت على هذا المستوى وهذا النجاح الذي حققته في شخصية سيد قطب، فسأصبح نجمًا بالتأكيد، والفترات المقبلة ستكون صعبة لأن اختياراتي ستكون أكثر دقة وحساباتها أعقد.

*هل تعتبر أن سيد قطب دور عمرك؟
بالتأكيد هو دور عمري، والمؤلف وحيد حامد، قال لي ذلك أيضًا، قال إن هذا الدور هو دور حياتي، وطلب مني تأجيل حياتي كلها لحين الانتهاء من هذه الشخصية، وقال نصًا: "سيد قطب هيفرق معاك جدا في حياتك يا محمد".

*توقعت أن يأتي لك مثل هذا الدور بعد كل هذا الاجتهاد؟
لا شيء يمكن توقعه في هذا الزمان، كل حاجة تحدث بدون ترتيبات مسبقة، لكني كنت متوقعًا أن الله سبحانه وتعالى سيكافئني مكافأة كبيرة، وانتظرت دائمًا هذه الفرصة لأقول للناس إنني ممثل حقيقي.

*هل تخاف من الكاميرا؟
لا أخشى الكاميرا أبدا، ولا أخاف من التمثيل والعمل، حتى عندما وقفت لأول مرة أمام محمد خان، لم أخف مطلقا، بالعكس، تركت امتحاني في الكلية و"زوغت" لكي أصور المشهد في "كليفتي"، فأنا أحب التمثيل وأشعر بمتعة وأنا أمثل.

*هذه المتعة وجدتها في شخصية سيد قطب؟
جدا.. كنت سعيدا جدا ومستمتعا وأشعر بلذة وأنا أقدم الشخصية، وكنت مصدقًا نفسي جدا.

*وكيف كان مدخلك إلى الشخصية؟
دخلت إلى "قطب" بكل حيادية، لم أنتبه لمؤيديه ومعارضيه، لم أنتبه لمن يقولون إنه إرهابي أو خلافه، قرأت كتبه، ثم بدأت أفهم دوافع هذا الرجل وأسبابه، وقرأت له في كل الاتجاهات.

*وما رأيك عندما اقتربت منه؟
لا أستطيع أن أقول رأيي في سيد قطب، لأنني إذا قلت، فالجمهور سوف يفسر أدائي على حسب الهوى، فالبعض سيقول إنني أكره سيد قطب أو أحبه، أو إنني أقدم هذا المشهد بهذه الطريقة لأتعاطف معه، أو لأشوهه، وإلخ.

*ما وجه الشبه بينك وبين قطب الذي لاحظته؟
لاحظت أنه لم يتزوج طوال حياته، وأنا أيضا "سنجل" مثله، لم أتزوج حتى الآن، كما أنه كان يعيش في حلوان بعدما جاء من أسيوط، وأنا أيضا أعيش في حلوان.

*يقولون إن المسلسل يضرب في الإخوان والناصريين؟
غير صحيح، المسلسل في النهاية يعرض حقيقة تاريخية، لم نشوه أحدا، لم نعرض ملائكة أو شياطين، لقد عرضنا "بني آدمين" في النهاية، يخطئون مثل أي إنسان، ويفعلون الأشياء الصواب مثل أي إنسان أيضًا.

*ما أصعب شيء واجهك في الشخصية؟
الجمهور لم ير حتى الآن سيد قطب عندما يبلغ سن الخمسين، ستتغير انفعالاتي ونظراتي، وإيقاع الأداء، وكان أصعب ما يواجهني أننا نصور المرحلتين في الوقت نفسه، فأنا أخرج من الشخصية بإيقاع معين، لأحضر في الوقت نفسه أداءً آخرًا له وهو في سن متأخرة.

*هل تسعى لتقديم سيد قطب في مسلسل منفصل خاص بسيرته؟
لن أفعل ذلك.. انتهى الأمر.. لن أستهلك نفسي.

*احكِ لنا عن شخصية المخرج شريف البنداري في الكواليس؟
بيني وبين شريف البنداري "دويتو"، مبسوط إنني عرفته وعملت معه، هو كلمة السر وسبب من أسباب تألقي وظهوري بهذه القوة، كما أنه مخرج دقيق لا يفوت أي نقطة، ولديه ثقة في نفسه، ويهتم بالتفصيلات ويختار كادرات بتعلي من الشخصية.

*من تتمنى أن تمثل أمامه من النجوم الكبار؟
جاك نيكلسون وجوني ديب.

*وفي مصر تحب من؟
أحب محمود مرسي.

*لماذا مرسي بالتحديد؟
كان عبقريا، عندما كان يمثل فهو لا يجلس ليشاهد نفسه في المونيتور بجانب المخرج، لكنه كان يجلس ليسمع صوته فقط، لأن التمثيل بالنسبة له هو صوت الممثل، وقدرته على توصيل الإحساس بالصوت.

*أنت ممثل مسرحي.. لماذا لم تأخذ فرصة مثل شباب مسرح مصر؟
لن أفعل ما يفعلونه، لا أعتبر ذلك مسرحا، انظر لمسرح محمد صبحي وعادل إمام، وقارن، ما يفعلونه لا يعيش.

*ولكنك أكثر موهبة وحضورًا من كثيرين حققوا شهرة جماهيرية كبيرة؟
لا أنظر لأحد؛ لأنها الأرزاق قسمها الله لكل إنسان.


الحوار منقول بتصرف عن النسخة الورقية لـ "فيتو"
الجريدة الرسمية