رئيس التحرير
عصام كامل

الدلاديل!


في عالم «الدلاديل» يصبح المنطق لا منطق واللا منطق عين العقل وفي جمهوريات «الدلاديل» يتحول الديوث إلى بطل قومي والجاهل إلى صاحب رواق والجبان صاحب مبادرة والباطل صاحب حق وفي أوساط «الدلاديل» كل شيء بثمن حتى الضمائر.. ومجلس الذباب في جمهورية «الدلاديل» هو المنوط به كل شيء من ممارسة العهر إلى ممارسة القهر وهو صاحب الحق الأصلي والأصيل في بيع الشرف أو تقسيمه أو استبداله أو حتى إهدائه.

وتنتقل «الدلدلة» من الأفراد إلى الدول وجمهوريات «الدلدلة» كثيرة منها المتوسط ومنها الصغير ومنها «الدلدولة» الكبرى أما الأخيرة فهى التي تسلم ذاتها وقدراتها ونفسها لغيرها ولذا أصبحت «الدلدولة» الكبرى التي تسلم شرفها وعرضها وتستسلم لقريب أو غريب لا فرق فالأهم أن تصبح أكبر «دلاديل» القوم حتى لو تم ذلك لصالح دلدول أكبر في محيط جغرافى آخر.

ومن المثير أن تصبح «الدلدلة» حكرا على مساحة في خارطة العالم ليس من بينها العرب طبعا لأنهم مستقلون حتى النخاع وتختلف الدول من حيث حجم «دلدلتها» ونطاق ممارسة «الدلدلة» فهناك «الدلدلة» الإقليمية والأخرى الدولية وهناك «دلاديل» مستقلون عن المنطقة الجغرافية التي يقعون فيها ويمارسون «الدلدلة» خارجيا فترى دولة كبرى أو مملكة ضخمة يتبعها «دلاديل» صغار إلا أنها «دلدولة» كبيرة في السوق العالمية.

ومن المتعارف عليه تاريخيا أن «الدلاديل» لا يعيشون إلى الأبد وإنما تسقط ممالكهم بمجرد انتهاء مفعول وأسباب «الدلدلة» والتاريخ شاهد على «دلاديل» كبار انتهى بهم المطاف إما تحت أقدام شعوبهم أو مفعول بهم بعد أن أصبحوا غير صالحين للاستهلاك خاصة بعد ظهور «دلاديل» جدد أكثر فعالية وقدرة وانسجاما مع المرحلة.
الجريدة الرسمية