رئيس التحرير
عصام كامل

إسرائيل تستغل أزمة الخليج وقطر للقضاء على حماس.. قطع الكهرباء عن غزة يثير غضب سكان القطاع.. لا بديل للسلطة في رواتب الموظفين.. محللون إسرائيليون: الوضع مهدد بالانفجار والحرب وشيكة

فيتو

لم تطل مقاطعة الخليج قطر وحدها بل لحقت بحماس التي تتمتع بدعم سخي من الإمارة القطرية، ورغم أن هناك تعاونا من تحت الطاولة بين حماس وإسرائيل، إلا أن الأخيرة تستغل أزمة الخليج في محاولة منها للقضاء على حماس.


ويقول الجنرال الإسرائيلي، يعقوب عميدرور، إن حماس تخضع حاليًا لضغط من ثلاث جهات. الأول والمهم، ينبع من مطالبة قطر بقطع علاقاتها مع الحركة، وقيامها بطرد عدد من قادتها، بل قد تضطر كل قادة حماس في قطر لمغادرة البلاد.

وقف المساعدات

وأضاف أنه إذا أوقفت قطر في أعقاب الضغط عليها، المساعدات الاقتصادية لقطاع غزة، فسيخسر سكان القطاع وحماس العامل المساعد الأساسي في السنوات الأخيرة.

وتابع أن الجهة الثانية في الضغط ينبع من قرارات الرئيس الفلسطيني، عباس أبو مازن. بتقليص الرواتب التي دفعتها السلطة لمن اعتبروا خصومها في القطاع، وتقليص الرواتب هذا سيؤثر جدًا على الوضع الاقتصادي.

كما قرر أبو مازن عدم دفع ثمن الكهرباء التي يستهلكها القطاع، وفي أعقاب ذلك قرر المجلس الوزاري في القدس، تقليص كمية الكهرباء التي تحولها إسرائيل إلى غزة. وهذا يزيد عدد الساعات التي لن تتوفر خلالها الكهرباء.

لا بديل للرواتب

وأكمل أنه لا يوجد أي بديل للكهرباء الإسرائيلية، لأن المصريين، أيضا، لا يسمحون بتحويل المزيد من الكهرباء. ولا وجود لبديل للرواتب، لأنه لن يكون هناك بديلا للسلطة في ذلك، ولا يبدو أن أحدا سيستبدل قطر إذا ما اضطرت إلى وقف المساعدة الاقتصادية. والنتيجة ستكون ممارسة ضغط أكبر على القطاع عامة وعلى حماس كمن تتحمل المسئولية عن غزة، بشكل خاص.

هذا مثال كلاسيكي لوضع لا يوجد فيه من جهة إسرائيل "قرار جيد". من جهة تملك إسرائيل مصلحة كبيرة جدا في الضغط على حماس كي تجبرها على التخلي عن تضخمها العسكري.

وقال محللون إسرائيليون، إن الجبهة مع قطاع غزة المحاصر مرشحة للانفجار خلال الصيف، بحيث أن قرار المجلس الوزاري الإسرائيلي المصغر للشئون السياسية والأمنية (الكابينيت)، تقليص تزويد غزة بالكهرباء عزز من إمكانية التصعيد والتحريض عليها من خلال الأزمة الخليجية ومحاصرة قطر، بحيث أن التضييق والضغط على حماس قد يقود إسرائيل لخوض عملية عسكرية ضد القطاع لتقويض حكم الحركة والقضاء عليها.

وقال المحلل الإسرائيلي تسيفي هرئيل، إن قرار (الكابينيت) يحمل في طياته تناقضات داخلية، فمن ناحية الوزراء استمعوا لتقديرات موقف للاستخبارات عن الكارثة الإنسانية بالقطاع في ظل الحصار وتقليص الكهرباء بقرار من السلطة الفلسطينية الذي يعتبر أحد أسبابه ويعمق الأزمة، ومن ناحية ثانية أجمع الوزراء على تبني توصيات السلطة الفلسطينية بتقليص الكهرباء دون البحث عن بدائل، ودون الأخذ بعين الاعتبار تحذيرات حماس من أن تقليص الكهرباء سيسهم في تفجير الأوضاع وسيقود لمواجهة عسكرية.

وتابع أنه في الوقت نفسه، يلاحظ رؤى عملية الترقية والجهوزية والتسلح والاستعدادات العسكرية لحركة حماس، وهي الجوانب التي تثير القلق الشديد حيال إمكانية التصعيد، حيث عزا المحلل العسكري إقدام "الكابينيت" على اتخاذ القرار بتقليص الكهرباء مخاوف حكومة نتنياهو من معسكر اليمين بحال واصلت تزويد القطاع بالكهرباء أن يتم تصويرها على أنها تمول حركة حماس، وكذلك انساقت مع توجه السلطة الفلسطينية لكي لا تظهر وكأنها داعمة لحماس في الصراع الداخلي مع السلطة.
الجريدة الرسمية