رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

العلم ووجهات النظر


تطالعنا صفحات التواصل الاجتماعى بأراء وجدال لا ينتهى إلى شىء سوى الانتهاء بانقسام الآراء إلى ثلاثه اتجاهات رأى مؤيد ورأى يعارض والرأى الأخير لا يهتم أساسا بالموضوع بل تشغله أمور أخرى من وجهه نظره أهم.


كانت آراء كثيرة بخصوص قضية جزيرتى "تيران وصنافير" وكل ما قرأت على مر الأيام الماضية حين تناولت الأخبار عرض الاتفاقية على مجلس الشعب لاتخاذ قراره ظهرت وجهات نظر وتعلم بالسمع والتشبث بالرأى ثم العناد والتظاهر بالانفتاح وقبول الرأى الآخر والنقاش البناء إلى أن يتحول النقاش سريعا إلى عدوانية وتطاول وتبادل الشتائم بصورة غير مقبولة وللأسف تنتهى إلى اللاشىء فلا توجد مرجعية على الأغلبية لمجتمعات إلكترونية سوى مشاركات الأعضاء التي تصيب أو تخطئ..

وكنت أتمنى أن أجد من يقول في مناقشاته قبل أن يدلى برأيه أعطنى فرصة للبحث وأنت تبحث أيضا ونعاود اللقاء ليقنع كل منا الآخر ومعه الدليل للوصول إلى الحقيقة إلا أن المعرفة الآن نراها من المشاركات وليس بحثا عن العلم من المصادر التي يمكننا أن نعرف منها أصول الحقيقة.

ماذا أفادنا البحث عن الحقيقة من وجهات نظر فردية تنم عن إدراكات متباينة بالمنطق وماذا ساعدنا ذلك لكى نحتفظ بصداقاتنا ولا نخسرها لأننا رأينا الأمور من منظورنا الخاص وليس من الرجوع إلى أصل العلوم واستخلاص المعلومات.

من تعلم كان قادرا على الثبات والطمأنينة ولديه القدرة على الإقناع ويستطيع أن يرجع أي جدل عقيم إلى نقاش فعال ينتهى بشىء يمكننا تقييمه كنتيجة ويملك أيضا موازين القوى وما عدا ذلك فإننا ندور في حلقات مفرغة من الجدل بلا شىء.. وعندما سألنى أحد الأصدقاء أمس عن رأى الشخصى كانت الإجابة أننى لا أعرف وعلينا أن نرجع الأمور لمن يعرفها وبالطبع فإنها لا يمكننا معرفة كل شىء بدون تخصص وعلم وخبرات ولكن يمكننا إعطاء وجهات نظرنا تجاه كل شىء.. والقضيتان مختلفتان تماما.

أرجو أن نجد تغييرا في سبل تلقي العلم من مصادره بالمراجع حتى تصبح صفحاتنا إيجابية بناءة.
Advertisements
الجريدة الرسمية