رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

رحلة إلى السراج الوهاج


في رحلة طويلة نحو ١٥٠ مليون كيلومتر من كوكب الأرض ترسل ناسا سفينة أبحاث فضائية إلى الشمس، وتطير السفينة حتى بعد نحو ستة ملايين كيلومتر من سطح سيدة المجموعة الشمسية، التي جعلها الخالق ضياء لنا ومركز الجاذبية والدفء والضوء، كما أنها معين لا ينضب من الطاقة الحرارية التي لولاها ما استقامت الحياة على الأرض.


ومن المتوقع أن تصل السفينة إلى منطقة كرونا على حافة الشمس نوفمبر ٢٠١٨ لتزودنا ببعض المعلومات عن شمسنا وعن النجوم الأخرى، التي تبعد عنا كثيرا حتى إن أقرب مجموعة من النجوم تبلغ نحو ًأربعة سنين ضوئية من الأرض، وهذا نحو أربعة تريليونات كيلومتر، وهى مسافة لا نستطيع الوصول إليها بما لنا من إمكانيات تقليدية صواريخ وسفن فضاء ووقود ومنصات دفع.

وستقوم السفينة بدورة واحدة حول الشمس تستغرق نحو ثلاثة أشهر، ومن ناحية سرعتها القصوي فهي نحو ٢٢٠ كيلومتر في الثانية تقريبا، أي أن المسافة بين القاهرة والإسكندرية يمكن أن تقطعها السفينة في ثانية واحدة، أي تسير بسرعة ٨٠٠ ألف كيلومتر في الساعة، وهذه سرعة عالية جدا بمعني انها تلف الأرض عشرون مرة كل ساعة، ومن ناحية درجة حرارة حافة الشمس فإنها تصل نحو نصف مليون درجة لكن لن تقترب السفينة من هذه المناطق بل تلتزم بالمناطق التي لا تزيد حرارتها عن الألف درجة مئوية..

وتعتبر سفينة الأبحاث هذه والتي تتكلف مليار ونصف مليار دولار إنجاز تكنولوجي رائع، لأنه لأول مرة يجرؤ الإنسان أن يقترب من الشمس والتي هي عبارة عن غاز الهيدروجين وغاز الهليوم في صدام ذري دائم إلى أن يشاء الله، يخطف الهليوم ذرة من الهيدروجين فيصير هيدروجين ويفقد الهيدروجين ذرة ويتحول إلى هليوم وهلم جرا.. والمعروف علميا أن ٩٧٪‏ من الكون عبارة عن هيدروجين ولا أحد يعرف السبب. وطبعا هذه السفينة تقاوم الحرارة الشديدة وهي مغلفة بطبقة سمكها نحو ١٢ سنتيمترا من الكربون المركب لجعل الأجهزة تعمل في درجة حرارة مناسبة.

وفائدة الرحلة أساسا هي معرفة النجوم، بدراسة نجم كبير مثل الشمس، وطبعا ستظهر تطبيقات تكنولوجية عديدة من نتاج هذه الرحلة وتنتشر كما انتشرت تطبيقات رحلات الفضاء السابقة على الإنسان.. ونقول هؤلاء الناس وصلوا إلى الشمس عن جهد وعلم وإرادة وطبعا إمكانيات، وذلك في الوقت الذي مازلنا فيه نعانى من مشكلة المرور في قاهرة المعز، ومازلنا ننشر حملات التوعية للمحافظة على نظافتها، والغريب اننا لا نحتاج إلى إمكانيات كبيرة لهذه الأعمال، فيكفى أن نعلم أطفالنا أن النظافة من الإيمان ومن غش فليس منا صلي الله على وسلم ونحولها من مجرد شعارات على الجدران إلى سلوك للمواطنين.. ورمضان كريم.
Advertisements
الجريدة الرسمية