رئيس التحرير
عصام كامل

«قطر» نمر من «هواء»!


لست أفهم على أي مبدأ سياسي تقوم خارطة العلاقات القطرية الخارجية؟ كيف تحتفظ بعلاقات طيبة مع «إيران» وفي الوقت نفسه لديها قاعدة أمريكية على أراضيها، بل كيف لديها قاعدة أمريكية على أراضيها، وتفتح المجال لقاعدة تركية؟ كيف تتمتع بعلاقات وروابط قوية ودِّية لأقصى مدى مع إسرائيل، وفي الوقت ذاته لها اتصالات مع حماس؟ كيف تستنجد بإيران، وتقف بالتمويل والدعم ضد موقفها في سوريا؟ كيف تساهم في التحالف العربي في «اليمن»، وفي الوقت ذاته على علاقة ودعم للحوثيين؟


كيف تحافظ على هذه التناقضات، والسؤال الأهم: ما الثوابت السياسية التي على أساسها تتعامل قطر مع الدول؟ ففي كل دول العالم نجد هناك قوام واضح يمكنك من خلاله التنبؤ بالمواقف أو معرفة القرارات المسبقة لأي دولة في العالم تجاه الوضع الإقليمي أو الدولي، كل دول العالم لها ثوابت وأسس سياسية تُحدِّد على أساسها مواقفها الخارجية، أما «قطر» فهي بلا أسس سياسية واضحة، ولا يتبدى لها ثوابت سياسية وأسس تتحرك من خلالها.

لكي تكون كبيرا لا يكفي بأن تمسك بيدك ميكروفونا ضخما تصم به آذان الناس، كانت ولا تزال تراهن «قطر» على قدرتها الإعلامية في تحقيق أهدافها، على كلمات الشحن والحشد والتلاعب بالعقول التي تبثها عبر «الهواء» من خلال شبكاتها الإعلامية الضخمة والمتنوعة، والتي أحيانا تعمل ضد بعضها البعض، فظنت بقدرتها الإعلامية أنها قد صارت نمرا، ولكنها نمر من «هواء»، ولا أظن أنها الآن قادرة على تحقيق أية مكاسب من هذه الآلة الإعلامية التي تم فضحها تماما، والتي أصبحت لا تنطلي على أحد إلا القليل من ضعاف العقول، أو ممن يأتي هذا الكلام على هواه، وليس عقله.

لا شك أنه أمر هام الآن وجود إرادة عربية، وموقف عربي موحد، وتنسيق بين الزعماء العرب، وفي القلب منهم الرئيس (عبد الفتاح السيسي)، فهم يدافعون عن الأمن القومي لبلادهم، ويحاولون في الوقت ذاته تجنيب العالم كله ويلات دعم وتمويل الإرهاب، ويشهد التاريخ بأن كل من يلعب بلعبة الإرهاب، وكل من يتخذ الدين وسيلة لتحقيق مكاسب سياسية، ينتهي الأمر باكتوائه بهذه النار، فشيطان الإرهاب جموح، لا يمكن السيطرة عليه، والمصير العاجل أو الآجل لقطر والذي أعتقد أنها بدأت تذوق من الكأس التي جرعتها لكثيرين، هو الاكتواء بنار الإرهاب..

والحقيقة السؤال الذي يُلِّح في ذهني كثيرًا: هل يستحق الإبقاء على الاتصالات الداعمة والودية مع الإرهابيين أن تختار «قطر» الارتماء في حضن «إيران» و«تركيا» بدلا من عودتها للصف العربي؟ «إيران» و«تركيا» دولتان لديهما مشكلات مع العالم! وينظر لهما بوصفهما دولتين غير سويتين في سياستهما الداخلية فضلا عن الخارجية! أتمنى أن تعود الشقيقة «قطر» إلى صف الإرادة العربية، وأن تنفض عنها «جموحا» سبب خسائر كبيرة لأشقائها العرب.
waelnajmy@yahoo.com
الجريدة الرسمية