رئيس التحرير
عصام كامل

الأمن العربي


إن الأحداث الجارية تعطى انطباعا أننا تحت ضغوط كبيرة تهدد مستقبل المنطقة ككل، حيث تتداعى علينا الأمم بشكل لم يسبق له مثيل، وإن لم نجد وسيلة لإعادة الشمل العربي -الذي لم نعد نسمع عنه منذ زمن طويل- ستكون العواقب وخيمة على الجميع.


في مناقشاتي مع أحد الشباب عقب أحد المؤتمرات سألنى عن كيان الجامعة العربية؟ كيف وصلت إلى ما أصبحت عليه من دور هزيل تجاه مشكلات الأمة العربية؟ بل اقترح أن يكون هناك آلية حقيقية لدعم التعاون المشترك بين الدول بدلا من التفرق بينهم، والنتيجة التي نراها الآن هي أكبر دليل على الفرقة، فكل دولة تحولت إلى جزيرة منعزلة تسعى إلى مصلحتها فقط بدلا من التكامل من أجل مصلحة كبرى للمنطقة، أصبحنا نسعى إلى الانعزال في الوقت الذي ننشد فيه عملا قوميا يحتاج إلى كل الجهود اللازمة منا من أجل إنجاح الوحدة العربية.

لا شك أن أننا في أوج الحاجة إلى التكامل العربي الذي يؤسس ميزانا للقوى يضمن سلام واستقرار المنطقة وإن لم نسع نحن إلى ضمان موازين القوى في المنطقة جاءت الدول الأخرى لتقوم بهذا العمل ضمانا لأمن مصالحها.. وللإسف فإن ذلك سيكون ضررة أكبر على الجميع، حيث لم يعد للكيانات الإقليمية قيمة وستصبح الدول محتلة فكريا، وهذا لا يهدد المنطقة العربية فقط بل يهدد العالم بحرب عالمية لا قدر الله تأكل الأخضر واليابس.. وفى وقت الأزمة سيقتنص كل طرف ما يقدر عليه من حقوق لإخراج كل الضغوط التي تحملها من زمان طويل بضبط النفس.

علينا أن نتبنى معا وحدة عربية حقيقية نبدأ فيها من اليوم، فكل الأحداث المحيطة كفيلة بإظهار حجم الخطر المحيط لانقسام العالم نحو تبنى القضايا الجوهرية ومشكلات الإرهاب وتباطؤ إجراءات العدالة في الكثير من المناطق التي تمثل خلايا سرطانية تنخر في جسد العالم لابد أن نسعى لعلاجها سريعا قبل أن ينتشر في جميع أنحاء الجسد ولعل القضية الفلسطينية هي أكبر قضية مهمة كانت نتيجة التأخر في حلها انتشار الإرهاب وكلما تأخر الحل فإن الإرهاب سينتشر.. علينا أن نضمن الأمن والأمان بالتكامل مع كل المناطق ونحفظ موازين القوى.

كفى ما مضى من حياتنا في كلام عن الوحدة العربية بدون اتخاذ إجراءات حقيقية نحو تحقيقها، والآن علينا تحويل التاريخ من الكلام إلى العمل على أرض الواقع هذا هو بيت القصيد.
الجريدة الرسمية