رئيس التحرير
عصام كامل

قمة «مصرية - بحرينية» تبحث تطورات عزل قطر.. جهود مكثفة من واشنطن وباريس والكويت لاحتواء الأزمة.. الدوحة تنفي.. وترامب وماكرون يؤكدان الحرب على الإرهاب

فيتو

جاءت القمة "المصرية - البحرينية" في أجواء ملتهبة لبحث سبل تعزيز العلاقات الثنائية وبحث التحديات التي تواجه المنطقة، وفي مقدمتها عزل قطر وتطورات الأوضاع في سوريا وليبيا واليمن وفلسطين والتعاون في مكافحة الإرهاب.


تبادل وجهات النظر
وتحرص القيادتان السياسيتان على دفع العلاقات الثنائية، ومنحها الزخم اللازم في مختلف المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية بما يحقق المصلحة المشتركة للشعبين الشقيقين، فضلا عن اهتمامهما بتبادل وجهات النظر إزاء القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك.

احتواء الأزمة
وتبذل واشنطن وباريس والكويت جهودا مكثفة لاحتواء الأزمة غير المسبوقة في الخليج بين قطر المتهمة بدعم الإرهاب وبين السعودية وحلفائها.

ترامب وماكرون
وأجرى الرئيسان الأمريكي دونالد ترامب والفرنسي إيمانويل ماكرون سلسلة اتصالات هاتفية مع قادة الدول المعنية، وقام أمير الكويت بوساطة شملت توجهه تباعا إلى السعودية والإمارات وقطر.

وقطعت السعودية والبحرين والإمارات ومصر علاقاتها الدبلوماسية مع قطر في أخطر أزمة دبلوماسية في المنطقة منذ سنوات.

كما حذت دول أخرى حذوها، وأوقفت الدول الأربع كل الرحلات من وإلى قطر وسحبت السفراء من الدوحة وطلبت من الدبلوماسيين القطريين مغادرة أراضيها.

دعم الإرهاب
وتتهم دول المقاطعة قطر بدعم الإرهاب وخدمة مصالح عدوتهم اللدودة إيران، وهي اتهامات نفتها الدوحة بشدة، وترى دول المقاطعة أن على قطر تغيير سياستها والالتزام بأمن واستقرار منطقة الخليج.

وزير الخارجية السعودي
وشدد وزير الخارجية السعودي عادل الجبير على أن قطر دولة شقيقة وإن الإجراءات العقابية اتخذت ضدها لوقف دعمها للتطرف الإسلامي. 

وأضاف يجب أن نكون قادرين على أن تقول لصديقك أو شقيقك متى يفعل الخطأ ومتى يفعل الصواب، وتواصل الإمارات ضغوطها على قطر متهمة إياها بلعب دور المروج الرئيسي للتطرف والإرهاب في المنطقة.

دور حمد
كما أوضح مسئول خليجي كبير لوكالة فرانس برس أن الأزمة ناتجة عن التأثير" المستمر للأمير السابق الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني 65 عاما على نجله الشيخ تميم 2013 الذي تنازل له عن الحكم في العام 2013.

وكان الشيخ حمد نجح في وضع الإمارة الصغيرة الغنية بالغاز على الساحة الدولية والإقليمية عندما لعب دور الوساطة في أزمات عدة خصوصا بعد الربيع العربي في العام 2011.

الرئيس الأمريكي
وبعد أن أعرب ترامب الثلاثاء عن دعمه الإجراءات العقابية بحق قطر عاد وعرض مساعدته لنزع فتيل الأزمة غير المسبوقة داخل مجلس التعاون الخليجي الذي تأسس في 1981 ويضم السعودية والبحرين وقطر والإمارات والكويت وعمان.

تميم
وعرض ترامب في اتصال هاتفي مع الشيخ تميم استعداده لإيجاد حل للأزمة الدبلوماسية في الخليج مؤكدًا حرصه على استقرار المنطقة، وأشار إلى إمكان استضافة المعنيين بالأزمة في البيت الأبيض للتحاور.

مكافحة الإرهاب
ودعا ماكرون من جهته في اتصالات منفصلة مع أمير الكويت والرئيس الإيراني حسن روحاني والعاهل السعودي الملك سلمان كل الأطراف إلى مواصلة "الحوار.

وشدد ماكرون على تمسكه في الحفاظ على الاستقرار في المنطقة ومكافحة الإرهاب دون أي التباس.

كما زار أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الصباح أمس الأربعاء قطر بعد إجرائه محادثات في الإمارات ولقائه في اليوم السابق مع العاهل السعودي.

وأشاد وزير الدولة للشئون الخارجية الإماراتي أنور قرقاش بأمير الكويت وبدوره في الخليج لكنه أضاف أن الظروف لم تتضافر بعد من أجل وساطة فعلية، وقال لا بد في البدء من تصريح وإرادة من قبل قطر.

قطر تنفي
ونفت قطر كل الاتهامات الموجهة إليها، مؤكدة أن الأزمة مرادها قرصنة موقع وكالة الأنباء الرسمية ونسب تصريحات خاطئة نسبت إلى الأمير حول إيران والإخوان المسلمين وتضمنت انتقادات لدول الخليج وإشارة إلى أهمية إيران في المنطقة.

اختراق
ومساء أمس نشرت وزارة الداخلية القطرية النتائج الأولية للتحقيقات في القرصنة، مشيرة إلى أن عملية الاختراق بدأت في أبريل أي قبل شهر من وضع تصريحات منسوبة إلى الأمير الشيخ تميم بن حمد آل ثاني على الوكالة.

وأضافت أن فريق التحقيق أكد أن عملية القرصنة استخدمت فيها تقنيات عالية وأساليب مبتكرة من خلال استغلال ثغرة إلكترونية على الموقع الإلكتروني لوكالة الأنباء القطرية دون أن تحدد الجهة التي تقف وراء القرصنة.

وتعاملت وسائل الإعلام السعودية والإماراتية مع التصريحات المنسوبة إلى أمير قطر على أنها واقع من دون أن تأخذ النفي بالاعتبار.

وسائل الإعلام البحرينية
ومن جانبها أكدت وسائل الإعلام البحرينية أهمية المباحثات بين الرئيس عبد الفتاح السيسي وعاهل البحريني الملك حمد بن عيسى آل خليفة، مؤكدة أنها تكتسب أهمية كبيرة في ظل التطورات الراهنة في المنطقة والعالم وما يستدعيه ذلك من التشاور والتنسيق المشترك مع الأشقاء والأصدقاء في المنطقة.

النتائج المهمة
وقالت إن زيارة الملك تأتي بعد الزيارة المهمة التي قام بها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب للمملكة العربية السعودية والقمم الثلاث المهمة التي عقدت في الرياض والتي تمثل نصرا خليجيا وعربيا وإسلاميا منقطع النظير ولا شك أن النتائج المهمة التي تمخضت عنها والتي تصب في صالح القضايا الخليجية والعربية تستدعي التشاور العربي لوضعها موضع التنفيذ والاستفادة منها في تدعيم الموقف الخليجي والعربي ومكافحة الإرهاب كهدف مشترك للدول الثلاث التي تأتي في طليعة الدول التي تحارب الإرهاب وتشارك بفعالية إقليميا ودوليا لمكافحته وتجفيف منابع تمويله.

وأضافت أن التطورات الأخيرة التي استدعت قطع الدول الثلاث بالإضافة إلى دولة الإمارات ودول عربية ودولية أخرى علاقاتها الدبلوماسية مع قطر ستكون على جدول المباحثات بين الملك والرئيس عبد الفتاح السيسي فقد تم اتخاذ القرار رغم صعوبته بعد أن تمادت قطر في تجاوزاتها بإصرارها على التدخل في شئون البحرين والسعودية مصر وغيرها من الدول العربية بغير وجه حق وبأسلوب يضر بأمن واستقرار هذه الدول إلى جانب دعم الدوحة لجماعات إرهابية خطيرة كحزب الله والحوثيين والتي تضمر الشر للدول العربية وتعاونها مع النظام الإيراني الإرهابي وتوجيه آلتها الإعلامية لتكون منبرا لهذه الجماعات ومعولا للهدم في المنطقة.

وأوضحت أن زيارة الملك لمصر تأتي في ظل ما يربط بين البحرين ومصر من علاقات صداقة أخوية متميزة وقوية حيث تشكل العلاقات البحرينية – المصرية نموذجا للعلاقات الوطيدة العربية - العربية.

العلاقات البحرينية المصرية
وتابعت، أن العلاقات البحرينية المصرية تعد نموذجا يحتذى للعلاقات بين الدول الشقيقة والصديقة فهي علاقات ود وصداقة على مر العصور وتنظر مملكة البحرين إلى مصر باعتبارها بيت العرب ويكن الملك المفدى محبة خاصة لمصر وشعبها وقد بادله الشعب المصري حبا بحب ومن هنا تحظى زيارات جلالته إلى مصر باهتمام رسمي وشعبي كبيرين.

وقالت إن الرؤى البحرينية المصرية تتوافق حول القضايا العربية والدولية وفي مقدمتها القضية الفلسطينية ومكافحة الإرهاب لخير الإنسانية وتطورها، كما تتوافق رؤاهما حول أهمية دعم الأمن والاستقرار فيهما حيث تؤكد مملكة البحرين دائما وأبدا على مساندتها للشقيقة مصر في مواجهة الإرهاب والقضاء عليه كما تعبر مصر عن التزامها الدائم بدعم المملكة والحفاظ على أمنها باعتباره جزءا لا يتجزأ من الأمن القومي المصري، وحول التعاون الثنائي عبرت الزيارات المتعددة للملك لمصر والسيسي للبحرين عن رغبة مشتركة في تدعيم وتطوير هذه العلاقات إلى آفاق أعلى.

زيارة الملك
وتابعت: زيارة الملك لمصر العام الماضي وما شهدته من توقيع العديد من الاتفاقيات ومذكرات التفاهم بين البلدين وما حظيت به من اهتمام اعتبرت دعمًا قويًا لمسار هذه العلاقات القوية وقد أعقبها العديد من الزيارات المتبادلة بين قيادتي البلدين كان أحدثها زيارة الرئيس السيسي لمملكة البحرين مايو الماضي وكذلك تبادل الزيارات بين مسئولي البلدين لبحث تدعيم التعاون ووضع ما اتفق عليه من اتفاقيات وتفاهمات موضع التنفيذ.
الجريدة الرسمية