رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

..إلا الشعب القطري


ستهدأ العاصفة الخليجية ضد قطر بعد أن تراجع أمير المؤمنين الجديد دونالد ترامب عن موقفه وتدخل بعض مؤسسات صناعة القرار في الولايات المتحدة الأمريكية؛ إذ عبرت وزارة الدفاع الأمريكية عن رؤية مغايرة لما طرحه الرئيس الأمريكي خلال اليومين الماضيين، وذلك على اعتبار أن الدوحة تقوم بدور كبير في مواجهة الإرهاب حسب رؤية بعض الدوائر الأمريكية، ومن بينها طبعا وزارة الدفاع التي تعرف جيدا أن أكبر قواعدها الجوية تقع في الدوحة.


خلاصة القول إن كل من تطاول وغالى في غيه وتصور أنه صاحب قرار في المنطقة عليه أن يعود إلى عقله، وعليه أن يراجع أسيادنا في واشنطن! فالمطلوب الضغط على قطر ليس إلا، أما فكرة إخراجها من المعادلة فإن ذلك غير مطروح بناء على رؤية الأسياد الذين يحكمون العالم المتخلف من أمثالنا.. أيضا من حق الجميع أن يتحدث عن دعم قطر للإرهاب؛ ولكن ذلك كله لا يتم وفق الهوى العربي الخالص.

على أن المثير للدهشة هي اختلاط الأمور على صناع القرار العربي بين ما هو شعبي وما هو مرتبط بالنظام، فكانت الدعوة البربرية بمطالبة المواطنين القطريين بمغادرة البلاد التي يقيمون فيها -وهى دعوة همجية- لا يمكن لعقل أن يتصورها أو يتعامل معها بالتعاطف أو الموافقة.. دعوة تذكرنا بما حدث مع المصريين في العواصم العربية على إثر توقيع مصر على معاهدة السلام؛ إذ طورد المصريون وتم إلقاء القبض عليهم وأهينوا وعذبوا.

مجرد الإعلان عن عدم الرغبة في بقاء الإخوة القطريين في السعودية أو الإمارات أو غيرهما من الدول أمر لا يقبله منطق ولا دين ولا عقل ولا إنسانية؛ لأنه يعاقب شعبا على تصرفات نظام، وكلنا يعرف أن الشعوب في منطقتنا لا ناقة لها ولا جميل فيما يتخذه أصحاب البلاد الحقيقيون؛ وهم الأمراء والملوك والرؤساء، أما الشعوب فإنها تسكن أوطانها بنظام القانون الجديد.. تهديد الشعب القطري؛ بسبب تميم دعوة جاهلية تؤكد أن منطقتنا لا تزال بعيدة كل البعد عما يعيشه البشر في العالم المتقدم.. دعوة تؤكد أننا لا نزال لم نبرح منطقة التخلف الحضاري التي نعيش فيها منذ قرون.

والمثير أيضا أن قطر في كل ممارساتها التي نرفضها وفي ظل الهجوم على حكامها لم تطرد أحدا ممن يعملون لديها وهذا موقف يحسب للنظام القطرى مهما اختلفنا معه.. يجب أن تظل العلاقات الشعبية بعيدة عن هذا السجال القبلي المتجمد، وعلى وزير القوى العاملة المصري الذي خرج في نص مسرحي هزلي يعد العائدين من الدوحة بالوظائف المتوفرة أن يلزم حظيرة مكتبه ويصمت، أما فكرة إمهال القطريين مددا بعينها للمغادرة فإنها فضيحة بكل المقاييس للأنظمة التي اتخذتها وليس للشعب القطري الشقيق.

Advertisements
الجريدة الرسمية