رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

المسكوت عنه في قضية قطر


هل اكتشفت المملكة العربية السعودية فجأة الدور القطري في دعم الإرهاب؟ 
هل وصل إلى قادة الخليج في التوّ واللحظة تقارير تثبت أنها دخلت عالم تمويل الإرهاب حالا ويجب على الجميع أن يهبوا لمنعها من ذلك؟ 
هل جاء قرار السعودية والإمارات والبحرين بعد أن وصلتها تقارير مخابراتية تؤكد ضلوع «تميم» في لعبة فوضى المنطقة فتحركوا انطلاقا من عروبتهم وقوميتهم لإنقاذ ما تبقى من الوطن العربى خارج حدود الفوضى؟ ثم هل قطر وحدها المتورطة في دعم الإرهاب؟!!


منذ سنوات ست بل وقبلها بسنوات كان لقطر دور خبيث يغذى كل ما هو يستهدف الاستقرار المصري، وكان الخليج كله يدرك ذلك ويراه ويعلم من بواطن الأمور ما لا نعلم.. كان الخليج كله قد ارتضى أن تقوم قطر بدور العميل.. لعبت هذا الدور أولا في مصر ولعلنا نتذكر جميعا يوم أن وقف صفوت الشريف مخاطبا الدوحة بأنها إن لم تلزم حدودها سيكون لمصر موقف آخر، وظل الخليج مباركا بالصمت ما تفعله الإمارة الشاردة.

كان الخليجيون قد راق لهم أن يروا القط القطرى يعبث باستقرار الأسد المصري، وظلوا على صمتهم وتعاونهم واعتبار منطقتهم فوق الجميع.. لعبت الجزيرة دور الدبابة في احتلال العراق وبدا واضحا أنها لم تكن قناة فضائية بقدر ما كانت ذراعا للقوات الأمريكية، وكان الخليج قد استراح لهذا الدور ولم ينتفض.

دخلنا إلى حلبة يناير وجاءت الفرصة مواتية لابن موزة بأن ينفث حقده في الجسد المصري المتعب ووجد ضالته المنشودة في تنظيم لا يعرف من الوطن إلا كرسي الحكم.. امتطى الأمير -الحالم بدور أكبر- جماعة الإخوان وعبر بها إلى داخل شرايين مصر، وعندما انتفضت مصر وتخلصت من الإخوان كان هذا الخبر كفيلا بأن يعيد التوازن للعواصم الخليجية كلها باستثناء قطر.. هبوا جميعا في مشهد مسرحي ووزعوا الأدوار وتظاهروا جميعا بمطاردة الإخوان في حين أنهم تركوا قطر باحة وواحة واسعة تغدق عليهم بالمال وتدعمهم في عملياتهم في شوارع مصر وحواريها.. نعم كان الخليج يعلم والسعودية تدرك أن قطر تمول الإرهاب وتدعم الإخوان وتأوي قادتها، وكلما صرخت مصر كانت هناك دول خليجية تطالب الدوحة بمزيد من الضغط.. نعم هناك من شارك الأمير القطري في حصار مصر وتجويعها وإثارة الفوضى فيها.

وعندما تحدث الرئيس السيسي عن تورط قطري في عمليات إرهابية طالت أقباط مصر هاج الخليجيون وماجوا وأصدروا بيانا شديد اللهجة أرادوا من خلاله تعليم مصر «الأدب» في حديثها عن قطر والأمير القطري.. تطاول علينا الصغار وطالتنا أقلام الأقزام؛ لأننا قلنا للقاتل: أنت قاتل.. خرج بيان القمة الخليجية منتصرا للأمير القطري لأنه يقوم بدور ليس خافيا عليهم.. بعضهم يعرفه والآخرون فضلوا فكرة الصمت أولى.

كتبت صحف الخليج تهاجم مصر وتعاتب رئيسها، بل إن بعضهم خاض فيما يجب أن يفعله السيسي وما لا يجب.. أيام قليلة مضت على واقعة حصار مصر ببيان خبيث، وفجأة استفاق الخليج ليعلن على الملأ أن تميم متورط وقطر دولة داعمة للإرهاب.. انتفض الخليج ليس من أجل الدماء المصرية التي سالت وتسيل كل يوم.. لم ينتفضوا لصور ضحايا الكنائس والمساجد والشوارع في مصر.. لا، لم ينتفضوا لكل ذلك، وقد اعتادوا عليه وكان بعضهم سعيدا به.. انتفضوا لأن قناة الجزيرة نشرت رسما مسيئا للملك سلمان، ولأن الأمير تطاول على الجميع في الخليج.. فقط تحركوا عندما طالتهم «وساخة» تميم.. أما من طالتهم نيرانه وتفجيراته ودعمه للإخوان وجميع تيارات العنف فلم يكن ذلك يقلق بعض حكام الخليج من قريب أو من بعيد.

Advertisements
الجريدة الرسمية