رئيس التحرير
عصام كامل

الإرهاب VS الدراما


لا يزال الكتاب والمثقفون الموكل إليهم محاربة الإرهاب فكريا بمنأى عنه، يغرد الإرهاب في سرب وتغرد الدراما في سرب بعيد، التناول السطحي للإرهاب بالصورة المتمثلة في أفلام التسعينيات ما عادت تجدي نفعا، خطر الإرهاب يتصاعد يوما بعد يوم ويطور من نفسه وأسلحته القتالية والإعلامية وهاهم كتابنا يصرون أن يقفوا في مكانهم.


الإرهابي ليس كما تصوره الدراما والروايات حاليا، غزا الإرهاب العقول وأصبح لديه مؤيدون وتابعون في شتى بقاع الأرض، على اختلاف ألسنتهم وهيئتهم وتعليمهم وثقافتهم، فكيف نحصرهم في صورة واحدة؟!

يطالعنا تنظيم داعش الإرهابي من فترة لأخرى بفيديوهات بتقنيات عالية، فهلا تصورنا المتخصصين في هذا المجال من أي كلية درسوا، هل لا زالت صورة الإرهابي غير المتعلم حاضرة، الإنسان البدائي الذي يعيش في الصحراء، أم أن التكنولوجيا الحديثة وصلت للصحراء!

الإرهاب نوعان: إرهاب قتالي، وهذا موكل إلى القوات المسلحة تقاتله وهي قادرة بإذن الله على بتر أنامله، ولها علينا الدعاء لهم بالنصرة والغلبة، والإرهاب الفكري وهذا مسئولية المفكرين منا،  وللأسف لا يزالون يروجون لفكرة أن الإرهابي هو شخص هوجائي لا يعرف ما يريد ويقاتل من أجل المال فقط وهذا عكس الواقع فبعضهم يضحي بنفسه ويودي بحياته هلا نفعته الأموال أم أنه فعل ذلك عن عقيدة مترسخة في وجدانه، من أجل الجنة التي يعتقد أنه لن يدخلها إلا إذا فعل ذلك.

أتمنى أن نرى مناقشات في المعتقدات والأفكار وننسى الصورة النمطية للملتحي الفظ القول الذي يحارب من أجل شهواته، فيهم هؤلاء وفيهم أيضا من تحسبه طيبا على خير، المبتسم في وشوش الناس ويخبئ غلظة قلبه ويكتمها، هم العدو فاحذرهم.

الجريدة الرسمية