رئيس التحرير
عصام كامل

«ابن طفيل».. صاحب أشهر قصة نقدية في التاريخ «حي بن يقظان»

ابن طفيل
ابن طفيل

هو أبو بكر محمد بن عبد الملك بن طفيل، ولد في قادش بالقرب من الأندلس، اختلف في تاريخ ميلاده إلا أنه من المرجح أنه ولد في أوائل القرن الثاني عشر الميلادي، وتوفى في مراكش بالمغرب عام 1185 ميلاديًا الموافق 581 هجريًا، وهو من أعظم المفكرين العرب الذين خلفوا آثارا خالدة في عدة ميادين منها الفلسفة والأدب والرياضة والفلك والعلوم والطب.. تبوأ مركز الوزارة لدى الأمير ابن يعقوب يوسف عبد المؤمن، كان لهذا الأمير شغوفا بالعلم والمعرفة وله أكبر الفضل في إظهار مزايا ابن طفيل الفكرية والعقلية وبصيرته النافذة.


نقد ابن طفيل نظرية بطليموس في الفلك، كما نقد فلسفة الفارابي وابن سينا وابن رشد والغزالي.. وخرج بمذهب خاص به صاغة في قصة أطلق على بطلها "حي بن يقظان" وهي من أروع ما كتب من قصص العصور الوسطى، ومن أعظم مفاخر فلسفة المسلمين بل والفكر البشري.

تبحث القصة في تطور عقل الإنسان تطورا طبيعيا لتصل إلى أعلى درجات المعرفة مبتدئا من لا شيء، وهي تبين كيف يستطيع المرء من غير سابق معرفة من الخارج أن يتوصل إلى إدراك العالم العلوي وأن يهتدي إلى معرفة الله والخلود بالنسبة النفس أو الروح.

كان ابن طفيل يسير مع طلابه على أساس تنمية مواهبهم بأن يطلب إليهم معالجة المسائل العلمية، بعد أن يوضح لهم طريقة المعالجة، وعلى هذا النحو اقترح علي بن رشد أن يلخص كتب أرسطو ويشرحه وذلك بعد أن قدمه للأمير ابن يعقوب.

اشتغل ابن طفيل بعلم الفلك، ولكن لم يصلنا من أعماله في هذا المجال أي شيء، غير أن ابن رشد نسب إليه بعض النظريات الخاصة بتركيب الأجرام السماوية وحركتها، ويقال إنه توصل إلى صياغة نظام فلكي جديد يخالف ما جاء به بطليموس.

وأساس التسليم عند ابن طفيل هو البرهان العلمي السليم، وفي بحثه في العلاقة القائمة بين الفرد والمجتمع فهو يرى لزوم الأخذ بالتجربة، لأن الإنسان عن طريق التجربة المكررة يستطيع أن يفهم أسرار العالم المادي، والأخلاق في نظره هي التي تساير الطبيعة ولا تحول دون تحقيق الغاية الخاصة بالموجودات.

وحمل ابن طفيل الإنسان مسئولية السكوت على المنكر، لأن الأخلاق توجب عليه إصلاح الخطأ وإزالة أسبابه وعدم الاستجابة للمظالم، وعلى المرء أن يسير في الطريق التي تضمن صالح المجموع وخير الجماعة.
الجريدة الرسمية