رئيس التحرير
عصام كامل

أنا لو مكان السيسي!


أرجوك ركز معي ولا تسرح.. فما أقوله يستحق التركيز.. المناسبة حُمَّى الحديث عن الانتخابات الرئاسية المقبلة 2018م.. أنا شخصيا لا أحترم نفسي إذا أهدرت من وقتي دقيقة في الكلام عن الانتخابات.


ياعالم.. ألم تفهموا بعد؟!.. أن أي انتخابات منذ أربعة أعوام وإلى الأعوام المقبلة تقريبا محسومة.. ولو سألتني كيف؟.. سوف تسمع مني ما لا تحبه ولا ترضاه من مفردات قاموس أدبي رفيع فشر قاموس مرتضى منصور.

لن أحرق جازا كثيرا.. باختصار أنا لو على كرسي السلطة في مصر، وأضمن كل الولاءات، وبيدي كل الصلاحيات الدستورية الممنوحة للرئاسة.. لن اسمح لأحد بالاقتراب من الكرسي.. فقط دعني أذَكِّرك بمصير من "فكَّر" مجرد التفكير في الاقتراب من الكرسي وبالقانون وشرفك.. عُد بالشريط إلى الوراء، وتذكر ما حدث لأيمن نور، ثم لجمال مبارك.. ثم لمحمد مرسي!.. ثم تأتي سيادتك وتحدثني عن انتخابات الرئاسة.. ياأخي......!.

على أي حال الشيء بالشيء يذكر.. الآن لا أتذكر سوى العاقل الوحيد في البيعة كلها.. وهو الحاج أحمد الصباحي الذي أرسلوه مع المكوى ليقدم أوراق ترشيحه لمنافسة محمد حسني مبارك، وسلموه على ما أظن 75 ألف جنيه تكاليف حملته الانتخابية.. وإذا بالرجل يعلن فور خروجه من لجنة التصويت أنه أعطى صوته لمنافسه محمد حسني مبارك، وقفش القرشينات وقلب على شرم الشيخ في خواتيم أيامه.. ألا توافقني الرأي أنه العاقل الوحيد في الليلة كلها؟.

الآن أصل إلى تجربة حمدين صباحي في آخر انتخابات رئاسية، إذ كان ما حدث معه أكثر رحمة مما واجهه أيمن نور ومحمد مرسي، وإن كان الجميع قد اتفق على أنه كان مجرد محلل.

وأيا كان من يتقدم للترشيح حتى لو كان أبويا الحاج البرادعي نفسه، فإنني أجزم أنه لن يكون أكثر من محلل مستعار وبعلمه، إذا كان يدرك سياق المرحلة ويحترم نفسه.

تعالوا نقرأ سيناريو كوميكس خيالي، بطله الحاج محمد البرادعي وقد قرر أن يرشح نفسه للرئاسة.. الكوميكس بعنوان "أنا أذكى من حمدين":

مشهد1 ــ مدخل مكتب أو عمارة مكتوب عليه "مقر حملة الرئيس محمد البرادعي"، بجوار الباب يجلس حارس المقر رجل ضخم الجثة "يحمل مدفع آر بي جي مضاد للمدرعات".. ثلاثة شبان يقفون بالقرب من المدخل، اثنان منهم يحملان بينهما لافتة مكتوب عليها "البرادعي يا بلاش واحد غيره ما يلزمناش".

مشهد 2: يقترب البرادعي، ومن خلفه اثنان أو ثلاثة ثم يصافح الحارس ويدخل.

الحارس: حمدالله ع السلامة ياريس.

البرادعي: الله يسلمك.. كنت عاوز أقول لك على حاجة مهمة.. ابقى فكرنى وأنا خارج.

الحارس: حاضر يافندم.

مشهد 3: أثناء خروج البرادعي..الحارس واقفًا.

الحارس: كنت عاوز تقول لى إيه يا سيادة الريس؟

البرادعي: برافو عليك.. كنت عاوز أقول لك ماتنساش الصورة.

الحارس: حاضر ياباشا.. مستحيل طبعًا أنسى الصورة.

مشهد4: في اليوم التالى.. البرادعي يدخل المقر ويذكِّر الحارس الواقف وبيده لوحة كبيرة ملفوفة يلوح بها للبرادعي الذي يكرر التنبيه عليه.

البرادعي: اوعى تنسى الصورة.

الحارس: اطَّمِّن يافندم.. الصورة معايا أهِه.

المشهد الخامس والأخير: الحارس جالسًا يضع ساقًا على ساق، ويبتسم ابتسامة عريضة، وهو يرد على البرادعي الذي يحدِّثه من داخل المقر.. والحارس يشير إلى صورة كبيرة بجانبه ملصوقة على حائط المدخل.

صوت البرادعي من داخل المقر: أوعى تنسى الصورة يا سيد.

الحارس: أنا أقدر يا باشا.. الصورة أهه وكله تمام.. (يبتسم ويشير إلى صورة كبيرة للسيسي على مدخل المقر)!
الجريدة الرسمية