رئيس التحرير
عصام كامل

المتحدث باسم الرئيس!!


بعد أن نجحت وباقتدار بلدوزارات الحكومة الغاشمة، تحرسها قوات من الشرطة الميمونة، وبعض مدرعات الجيش المباركة، في اقتحام أرض المجموعة المصرية للإعلاميين الشبان، واستطاعوا وبقدرات عجيبة أن يسووها أرضا ويزيلوا كل ما هو عليها، وذلك لطرد المحتلين الأجانب من الإعلاميين وأسرهم وغيرهم الذين اغتصبوا الأرض بليل؛ حيث حصل الواحد فيهم على خمسة أفدنة أو عشرة أفدنة من حر أرض الدولة التي أغارت على من أغاروا عليها وحررت الأرض.


بعد ذلك تناولت الكاتبة المتألقة داليا جمال هذا الملف، بمقال في مؤسسة أخبار اليوم، فلم يكن من الزميل الصحفى المحترم ابن مؤسسة الأهرام الأستاذ هانى يونس المتحدث الرسمى باسم وزارة الإسكان أن اتصل بزميلتنا وأخبرها أن السيد وزير الإسكان الدكتور مصطفى مدبولى متعاطف مع الإعلاميين، وكان يخطط لمنحهم نفحة من الأرض غير أن هذا القرار هو قرار الرئيس وزاد قائلا: إن الرئيس كان يقصدكم أنتم عندما تحدث في دمياط.


المتحدث باسم وزارة الإسكان نسي نفسه وتحدث باسم الرئاسة، وقال كلاما خطيرا لأنه إن صح فإن هذا معناه أن يلزم الإعلاميون ديارهم ويضعوا ألسنتهم في حلوقهم ولا يتحدثون في هذا الأمر ويتنازلوا عن حقوقهم، وإلا دخلوا في مواجهة غير محسوبة، وفي كلامه أيضا تهديد لأصحاب حق اقتحمت قوات الحكومة أرضهم التي حازوها منذ أكثر من سبعة عشر عاما ومعهم كافة موافقات الجهات وأولها موافقة القوات المسلحة.


كلام هانى يونس وإصراره على أن وزير الإسكان متعاطف مع الإعلاميين يعنى أن الرجل يعرف حقهم، ثم حديثه عن "قصد الرئيس" يعنى أن الصورة غير واضحة لدى الرئيس لأنه من غير المتصور أن يكون للرئيس موقف مع باطل ضد حق، فهو الرئيس المنتخب ولا يجوز له أن يجور على حق أحد من العباد وحتى من لم ينتخبوه أو حتى من يعلنون من الآن أنهم لن ينتخبوه، إذ أن الرئيس المنتخب يصبح رئيسا للجميع بعد إعلان النتيجة وفوزه وعليه أن ينسى تماما من قالوا لا في مواجهته.


إنني على يقين أن السيد هانى يونس عندما قال هذا الكلام للزميلة داليا جمال، وقاله للزميل بشير حسن، وقاله وردده أمام كثيرين لا يمكن أن يكون قصده وضعنا أمام "حيطة سد"، ولا يمكن أن يكون قاصدا تهديدنا ولا يمكن تصور أنه أراد أن يزيل عن وزيره الذي يعمل معه فكرة تحمل قرار الإزالة غير القانوني وغير المبرر وتحميله لغيره كما لا يمكن أن نتصور أن سيادته أراد أن يقول إن الوزير "سيعطف على الغلابة" من الأعضاء ويمنحهم بعضا من أرضهم.


كما أنني على يقين أن هانى لم يكن يقصد الحديث باسم الرئاسة، فهو يعلم أنه موظف في وزارة الإسكان ويتقاضى أجرا ليكون متحدثا رسميا لها ولا علاقة له بمؤسسة الرئاسة، وربما يكون التعبير الذي كرره أمام أكثر من صحفى وإعلامي مجرد زلة لسان!!
الجريدة الرسمية