رئيس التحرير
عصام كامل

سعد الدين إبراهيم عن انتخابات الرئاسة المقبلة: لا أستبعد ظهور مرشحين قادرين على المنافسة

فيتو

  • «السن» تمنع «موسى» وشفيق» من الترشح
  • 99 % من الشباب عازفون عن العمل العام 
لا يخفى على أحد، أن هناك حالة مكتومة من الغضب الشعبى الجارف، بسبب الظروف الاقتصادية الراهنة، وتسارع وتيرة الغلاء، وعدم تحقيق العدالة الاجتماعية بشكل كامل، ولكن المصريين يدركون أن النظام الحالى ورث تركة مثقلة بالأعباء، فلم يشأ أن يثقلها بأعباء جديدة، ولكنه قرر أن يخوض عملية مُعقدة من الإصلاح، وإنقاذ ما أفسده الدهر، ربما لم يتمكن الرئيس من الوفاء بكل ما تعهد به، ولكنه لم يبخل بجهد، ولم يضنّ بنقطة عرق واحدة، ويعلم قبل غيره، أن أمامه مشوارا طويلا من العمل، كما يدرك قبل غيره، أن من انتخبوه رئيسا يترقبون منه الكثير، يتطلعون إلى استقرار لم يكتمل بعد، وإلى رفاهية في العيش، لن تتحقق قريبا، ولكنه يواصل مسيرته في هدوء، الرئيس لم يُبد تشبثا بالسلطة، في مؤتمر الشباب الأخير بالإسماعيلية شدد على ذلك، هو مهموم بإنقاذ وطن غارق في الديون والفساد.

ولكن هل لا يزال الرئيس السيسي هو مرشح الضرورة، هل فقد الرئيس جزءا من شعبيته، هل تشهد الانتخابات الرئاسية المقبلة تنافسا جادا وحقيقيا، وتقدم مصر للعالم تجربة متحضرة يتحاكى بها الركبان، هل من الذكاء أن يتناوب المستفيدون من الرئيس على إهانة كل من يفكر في الترشح.. هل لا يزال السيسي رئيسا مؤكدا، أم أن هناك رئيسا محتملا غيره؟ هذه الأسئلة وغيرها نحاول تلمس الإجابة عنها في سياق سلسلة حوارات أجرتها "فيتو"
ويرى الدكتور سعد الدين إبراهيم أستاذ علم الاجتماع السياسي والمفكر المثير للجدل أن الشعب المصرى كسر جدار الخوف، ولم يعد يقدس الحاكم، وأن البدائل لمنافسة الرئيس عبد الفتاح السيسي موجودة في الانتخابات الرئاسية المقبلة، لكن المشكلة في الإعلام الذي يقوم بتشويهها أولا بأول.
وزعم إبراهيم في حوار مع «فيتو» أن شعبية الرئيس السيسي تراجعت من 92% إلى 52%، مضيفا في الوقت نفسه: أنه نجح في تنفيذ شبكة طرق عالمية وتحجيم جماعة الإخوان، وإلى نص الحوار:


> مع اقتراب الانتخابات الرئاسية هل ترى أنها ستكون انتخابات حقيقية أم استفتاء على الرئيس السيسي؟
الشعب المصرى كسر جدار الخوف في 25 يناير، ولم يعد يقدس الحاكم مثلما كان يحدث على مدار 6 آلاف سنة، لكن المشكلة تكمن في تشويه المنافسين للسيسي، وهنا ملاحظتى على الإعلام الموالى للرئيس الذي يشوه المنافسين له، سواء كان هذا بتوجيه أو بغير توجيه، كما أن هناك مشكلة أخرى وهى انصراف الشباب عن العمل العام، رغم كل ما يعقده السيسي من مؤتمرات إلا أن هذه المؤتمرات لا يشارك فيها إلا 1% من الشباب المصرى، أما الـ99% فعازفون عن العمل العام، ربما كان ذلك نتيجة خيبات الأمل المتتالية التي أصابت الشباب منذ اختطاف ثورتهم بعد 10 فبراير 2011.

> هل تعتقد أن الرئيس السيسي رئيس الضرورة؟
هذا المصطلح أطلقه هيكل، وبالتالى هناك ألف بديل قادرون على حكم مصر التي عاشت 6 آلاف سنة قبل أي زعيم، وستعيش لنهاية العالم لكن الملاحظ أن شعبية الرئيس السيسي تراجعت إلى 51 أو 52% طبقا للاستطلاعات، بعد أن كانت قبل 3 سنوات تتراوح بين 91 أو92%، وهذا التناقض دليل على أن الأداء لم يعد مقبولا من جانب قطاع عريض من المجتمع، وتحديدا الطبقات الدنيا التي تكتوى بنار أسعار السلع والخدمات الأساسية.

> متى تشهد مصر انتخابات رئاسية تشبه الديمقراطيات الغربية؟
هذا الأمر ممكن، لأن الناس لم تعد تخاف، ولكن المشكلة هي وجود بدائل يمكن أن تتواصل مع الشعب، وحينما تبدو بوادر لهذه البدائل يقوم الإعلام الرسمى بتشويه صورتها وإثارة اللغط حولها، ولأن معظم الأسماء لا تستند لمؤسسات حزبية عريقة أو قوية فإنها تأخذ جانبا، والشخصيات التي كان يعول عليها الناس كبرت في السن مثل عمرو موسى أو أحمد شفيق أوفضلت الاعتزال، ولكن الشعب المصرى دائما ما يفاجئ العالم بالانتفاض وهو في الرمق الأخير، ولا أستبعد أن تظهر شخصيات جاذبة للاهتمام في الشهور القادمة، وقادرة على المنافسة في الانتخابات.

> هل من الوارد أن يفوز مرشح مدنى برئاسة مصر؟
لم يكن هذا ممكنا منذ 50 عاما، ولكن الآن من الممكن لأن مصر بها حكومة مدنية، وقدرة الرئيس المدنى حاليا على النجاح تكون بالتواصل والتخاطب مع الناس وإدراكهم لحجم مشكلاتهم وإيجاد حلول ممكنة لها.

> هل تعتقد في حالة تولى رئيس مدنى السلطة سيجد دعما من مؤسسات الدولة؟
بالطبع سيجد دعما!!

> هل الرئيس السيسي حقق كل وعوده؟ ولماذا؟
الرئيس السيسي لم يلب ما كان يتوقعه كثيرون ممن بالغوا في توقعاتهم وتمنياتهم والتقارير الرسمية عن حالة الفقر في مصر خير دليل.

> هل المرشحون المحتملون معرضون لأى أذى كما زعم عبد المنعم أبو الفتوح؟
محاولة تشويه البدائل تعد أذى وربما يكون التشويه المعنوى أكثر من التهديد الجسدى.

> ولكن الواقع يؤكد أن الرئيس صنع إنجازات.
الإنجازات التي لمستها ويلمسها الناس هي شبكة طرق من الطراز الأول تمت في السنوات الثلاثة الأخيرة وتم إنجازها وفقا للمواصفات العالمية وترتبط بها كبارى وقناطر وجسور وهذا سهل كثيرا من الأشياء، وساعد على دورة الاقتصاد لأن هناك مهنا وأنشطة كثيرة مولدة لفرص عمل كثيرة في البناء والتشييد والطرق، وهذا أحدث تنشيطا للدورة الاقتصادية، وكذلك الطفرة في وسائل الإعلام بالمنافسة مما أعاد مصر تدريجيا إلى طريق استعادتها الصدارة الإعلامية بالوطن العربى، وهذا ينطبق على الصحافة الورقية التي عاد إليها بريقها والإلكترونية أيضا!!

> ما أهم السلبيات والإيجابيات للفترة الماضية؟
أهم السلبيات تمثلت في الرأى الواحد، وعدم مصارحة الشعب بما وراء القرارات المهمة، ونمطية اختيار القيادات، بالإضافة إلى قانون السلطة القضائية.
أما الإيجابيات فكان على رأسها كسر شوكة جماعة الإخوان، وتخليص الوطن من شرورها ولو مؤقتا، أما سياساته على المستوى العربى فنجح في أن يكون على وفاق مع الدول العربية وخاصة السعودية والخليج، وعلى علاقة طيبة بكل من الصين وروسيا وإلى حد ما مع الولايات المتحدة الأمريكية وهذا جيد أن تكون مصر على علاقة طيبة مع القوى العظمى التي تساعد النظام اقتصاديا وعسكريا ودبلوماسيا، وهذا يحسب له، فضلا عن أنه لم يسيء إلى أي زعيم عربى.

> ما الذي يجب على السيسي فعله خلال ما تبقى له من فترة الرئاسة لاسترداد شعبيته؟
عليه المزيد من التواصل مع الشعب، والتواصل مع القطاعات المنظمة من المجتمع المصرى مثل النقابات المهنية ومنظمات المجتمع المدنى والأحزاب السياسية ولعل مشاركته للأقباط في عيد الميلاد وعيد القيامة تركت أثرا طيبا في نفوس الإخوة الأقباط، ويمكنه أن يترك أثرا إيجابيا أيضا مع النقابات مثل المحامين والتجاريين والاجتماعيين، مثلما فعل ذلك مع اتحاد العمال، ويقوم بزيارة القرى والنجوع وجولات في المحافظات!!

الحوار منقول بتصرف عن النسخة الورقية لـ "فيتو"
الجريدة الرسمية