رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

كيف تم استهداف «أتوبيس الأقباط».. شهود عيان يروون ساعات الرعب

فيتو

في ساحة قسم طوارئ معهد ناصر كان العشرات من أهالي المصابين في انتظار وصول سيارات الإسعاف، الدموع تختلط بالعويل، الجميع يصرخ وينتحب ويبكي، وأصوات في الخلف ترتفع بالدعاء "يا رب نجِّ".


وسط تلك الحالة كان عددا من القساوسة يقفون وسط الشباب بابتسامة لا تخلو من الأسى وهدوء لا ينفي ثورة مكبوتة، يوزعون الآيات على الشباب للتهدئة من روعهم وغضبهم ومحاولة مستميتة لوقف جموحهم، وتذكيرهم بأن "الله سلاحنا".

سعيد الشاب الثلاثيني نجل شقيق "بشري كامل جرجس" سائق الأتوبيس، يروى لـ"فيتو" ما سمعه من عمه عن كيفية استهداف الأتوبيس وقتل الأقباط العزل من رجال ونساء وأطفال بدماء باردة، وتسجيل اللحظات الأخيرة لما يقرب من 29 قبطيا كانوا في طريقهم إلى بيت الرب.

فور أن سمعنا عن الحادث انطلقنا إلى الدير في سياراتين محملة بالرجال الغاضبين، وصلنا في أقل من نصف ساعة دخلنا "المدق" طريق غير ممهد في نهايته يقع دير الأنبا صموئيل، وجدنا بعض الشباب غارقين في دمائهم في الصحراء لفظوا أنفاسهم في محاولة للهرب والبعض الآخر قتل داخل الأتوبيس.

يقول الشاب الثلاثيني: وجدت عمي غارقا في الدماء مصابا بطلق ناري في الكتف وأخرى في القدم، وروى لي كيف تمت العملية بكافة تفاصيلها: "في بادئ الأمر تم إطلاق الرصاص على إحدى عجلات الأتوبيس ومن ثم تم إطلاق نار على الزجاج الأمامي، طلقة اخترقت كتف عمي بيشوي وأخرى وصلت إلى منطقة الحوض، "حب الحياة جعل الرجل يبحث عن سبيل للهرب فما كان منه إلى أن تصنع الموت أملا في الحياة".

دخل 6 ملثمين الأتوبيس رافقهم شخص سابع ممسكا بـ"كاميرا" ليرصد لحظات الموت، كان أول ما أمروا به هو تجريد الرجال والنساء من الذهب ومن ثم بدأ إطلاق النار رافعين أصواتهم بـ"لا إله إلا الله" يقتلوا ويسفكوا الدماء باسم الدين والدين منهم براء.

حسب وزارة الصحة أغلب الإصابات كانت أعيرة نارية في الرأس والرقبة أودت بحياتهم على الفور.

بعدما نفذ الإرهابيون جريمتهم الشنعاء أرادوا أن يلوذوا بالفرار إلا أن عقبة واجهتهم تمثلت في "غرز" إحدى سياراتهم الجيب في رمال الصحراء فإضطروا لتركها لكن قبل تركها قاموا بإشعال النيران وحولوها إلى رماد، إلا أن كثرة عددهم كان ضروريا أن يجدوا سيارة أخرى لتقلهم، فما كان منهم إلا أن استهدفوا سيارة نصف نقل، كانت تقل بعض العمال في طريقهم إلى الدير لعمل بعض الصيانات وتم قتل كل من فيها واستولوا عليها ليهربوا بها ويذوبوا داخل الصحراء.

ويلتقط صموئيل مجدي، نجل بدرية عيد إحدى المصابات طرف الحديث: "كان يوما عاديا رحلة نقوم بها بشكل أسبوعي إلى الدير نتعبد ونتقرب إلى الله لا نؤذي أحدا ولا نضر بمصالح أحد، ذهبت والدتي إلى الدير مع بعض أقاربي وفي تمام الساعة التاسعة صباحا فوجئنا باتصال من "سهام عادل" – إحدى المصابات داخل الأتوبيس – تصرخ في الهاتف "الحقونا بيموتونا" وانقطع الاتصال.

حاولنا أن نعيد الاتصال مرة واثنتين إلا أن ضعف شبكة الاتصال حالت بيننا وبين الاطمئنان على ذوينا، خرجنا جميعا أبناء القرية وشبابها إلى الدير وصلنا قبل وصول سيارات الأمن بالرغم من قرب المسافة ووجود كمين على الطريق السريع، لنجد الدماء تكسوا الصحراء و"المدق" مليء بالقتلى على كلا الجانبين، وعدد من المصابين أغلبهم من النساء داخل الأتوبيس، عملنا على إخراجهم.

دقائق وحضرت سيارات الإسعاف وكذا الأمن وساعدناهم في نقل المصابين داخل السيارات لتنطلق إلى المستشفيات ونلحق بهم.

تستكمل سيدة أربعينية الحديث، أختى وزوجها كانوا داخل الأتوبيس، قتلوا زوجها بطلقة في الرأس وأصيبت أختى بشظية في الرقبة نقلت على إثرها إلى المستشفى لتلقى العلاج، أصابنا الهلع جميعا كنت ذاهبة مع أختي إلى الدير إلا أن زوجي قرر أن يذهب إلى دير آخر ليكتب الرب لنا حياة أخرى بعيدا عن طلقات الرصاص التي نالت من الجميع".
Advertisements
الجريدة الرسمية