رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

غضب حقوقي من استهداف أقباط المنيا.. «تقرير»

حادث أتوبيس المنيا
حادث أتوبيس المنيا

يومًا روحانيًا يمتزج فيه صوت الآذان وأجراس الكنائس، اعتاد فيه المسيحيون كإخوانهم المسلمين زيارة الكنائس والأديرة، استغلالا ليوم العطلة، اتفق عدد من الأسر القبطية، على زيارة دير الأنبا صموئيل بمغاغة، شمال المحافظة.


لم يتوقع أحد من الفرحين بزيارة هذا المكان المقدس، أن الإرهاب الأسود لم يمنحهم الوقت لإتمام للصلاة والدعاء والمباركة؛ فارتفعت أصوات الرصاص واختفت أصوات الصلاة، فتحولت السكينة إلى مشهد من الرعب والهلع، صراخ الأطفال والنساء يملأ الأرجاء، وبدم بارد يطلق مجهولون النار على الأتوبيس وهو في طريقه لدير الأنبا صموئيل المعترف، ما أسفر عن استشهاد 29 وإصابة 24 شخصًا آخرين، حتى الآن.

إدانة حقوقية

فور وقوع الحادث توالت الإدانات الحقوقية وانتشر بيانات الشجب، ومنهم من قدم روشتة للحل، ومنهم من هاجم الأجهزة الأمنية واتهمها بالتقصير. 

الحق في الحياة

أعرب المجلس القومي لحقوق الإنسان، عن بالغ إدانته واستنكاره للهجوم الإرهابي الذي استهدف عشرات المسيحيين المصريين خلال توجههم إلى دير الأنبا صموئيل المعترف بالصحراء الغربية، مؤكدا أن الحادث انتهاك جسيم وصارخ لأسمى حق من حقوق الإنسان وهو الحق في الحياة الذي تصونه الأديان السماوية وكافة المواثيق والتشريعات الدولية.

استهداف الأبرياء

كما أدان استهداف المواطنين الأبرياء باعتبارها أعمال إرهابية جبانة تخالف قيم التسامح والسلام وقبول الآخر وكافة تعاليم الأديان السماوية، ويعتبرها تهديدا للاستقرار السياسي والاجتماعي والأمني بالبلاد.

مشكلة أمنية
وقال الدكتور ولاء جاد الكريم، مدير مؤسسة شركاء من أجل الشفافية: إن حادث أتوبيس المنيا، يوضح أن هناك مشكلة أمنية، وأخرى في المعلومات، فبعد أن حذرت دول أجنبية على رأسها الولايات المتحدة الأمريكية وإنجلترا من وقوع حادث إرهابي في مصر، لم تكتشفه الأجهزة الأمنية قبل وقوعه، ولم تضع خطة للتأمين، مما يؤكد أن هناك مشكلة حقيقية.

خطاب الكراهية
وأكد مدير المركز في تصريحات لـ« فيتو» أن الأمر يتطلب اصطفافا مجتمعيا حقيقيا، فضلا عن المصالحة مع كافة أطراف المجتمع وتخفيف حدة الاحتقان الزائدة، حتى يستطيع المجتمع مواجهة الإرهاب، إلى جانب الحلول الأمنية، لافتًا إلى أن مصر لديها مشكلة ثقافية كبيرة، فلا يزال هناك خطاب كراهية منتشر، وأزمة في الخطاب الديني.

استهداف الأقباط
وأكد حافظ أبو سعدة، عضو المجلس القومي لحقوق الإنسان، أن هناك استهدافًا للأقباط ورسالة في كل مناسبة، بدأت مع كنيسة القديسين، مرورًا بأحداث ما بعد ٣٠ يونيو التي استهدفت ٦٠ كنيسة، ليأتي الحدث الأكبر في ديسمبر الماضي وأحداث الكاتدرائية المرقسية.

وطالب «أبو سعدة» بإستراتيجية جديدة مجتمعية في التعامل مع الملف بتضافر كافة مؤسسات الدولة الثقافية والتعليمية بالتنسيق مع المجتمع المدني، لافتًا إلى ضرورة وضع خطة أمنية جديدة في تأمين دور العبادة والأقليات بشكل عام.

ظاهرة عالمية
وأشار عضو قومي حقوق الإنسان، إلى أن الإرهاب ظاهرة عالمية، وبالتالي محاربتها تحتاج إلى التعرف على نشاط التنظيمات وتمويلاتها بتعاون دولي لتبادل المعلومات من خلال الأمم المتحدة أو العلاقات الثنائية مع الدول.

استئصال الأفكار المتطرفة

وقال اللواء هاني غنيم، رئيس مجلس أمناء المركز المصري للدراسات السياسية والإستراتيجية: إن مواجهة العناصر الإرهابية ستظل قائمة إلى أن يتم استئصال تلك الأفكار وهو ما لن يحدث إلا بتعزيز أدوات المواجهة الفكرية والثقافية.

ووجه «غنيم» رسالة إلى المجتمع المصري وكافة مؤسسات الدولة قائلًا: "إن القوات المسلحة المصرية ووزارة الداخلية وكافة أجهزة الدولة الأمنية قامت بدور كبير خلال المرحلة الماضية ساهم في تكبيد الجماعات الإرهابية خسائر تقدر بمئات الملايين، وفي الوقت ذاته لم تقم مؤسسات الدولة الفكرية والثقافية والدينية والمجتمع المدني والمثقفين والشعراء والأدباء وقادة الرأي بدورهم المنوط في محاربة الأفكار الإرهابية والمتطرفة، ولذلك علينا أن نتجه قليلًا نحو تعزيز أدوات المواجهة الثقافية والفكرية، لأن المواجهة الأمنية تحتاج إلى جناح آخر وهو المواجهة الثقافية التنويرية".

دور البرلمان

ودعا رئيس مجلس أمناء المركز المصري للدراسات والأبحاث الإستراتيجية، أعضاء مجلس النواب، لاتخاذ المبادرة وقيادة الجناح الآخر الرامي لمواجهة الأفكار المتشددة ومحاربتها فكريًا وثقافيًا وتنويريًا بالتزامن مع جهود الأجهزة والمؤسسات الأمنية، لا سيما نواب الصعيد والمناطق النائية والقرى والنجوع والكفور؛ فهؤلاء يحتاجون أكثر إلى تعزيز الأدوات والمنصات الثقافية والتنويرية، وضرورة العمل على تطوير إستراتيجيات مؤسسات الدولة الثقافية بما يجعلها قادرة على مواكبة التحديات الراهنة.
Advertisements
الجريدة الرسمية